إن الحديث عن ضرورة وحدة الصف الكردي في سوريا بقدر ما هو حديث بديهي، فإنه في الوقت نفسه بات ممجوجاً يبعث على السخرية والاستهزاء لدى الرأي العام الكردي الذي مل انتظار تحقيق هذا الحلم على أرض الواقع، حيث الكل يدعو إلى الوحدة ويسمي نفسه بمشتقات هذه الكلمة، ولكنه في الوقت نفسه ليس فقط لايلتزم بها وإنما يظل ينتقل من انشقاق إلى آخر من دون إحراج أو تأنيب ضمير، كما إن الأطر التحالفية المنجزة حالياً وبدلاً من أن تقوم بتوحيد طاقات الأطراف المتحالفة ودمجها في حزب واحد أصبحت حاضنة مشجعة للمزيد من الانشقاقات والانشطارات الآميبية الوهمية غير المبررة، والتي بلغت لائحتها الإسمية المائة تقريباً.
ومهما تعددت المعوقات التي تعيق تحقيق وحدة الصف الكردي في سوريا، وتنوعت الأسباب التي تحول دون إنجازها، إلاّ أن الذاتية منها تظل هي الأخطر، إذ أن الأطراف الكردية والرئيسية منها خاصة مازالت ترجح مصالحها الحزبية والشخصية الضيقة على المصلحة القومية العليا، وتفتقد إرادتها المستقلة في الرضوخ لضغوطات الرأي العام، ناهيك عن انخراطها في المشاريع السياسية والعسكرية التي لا تأخذ خصوصية نضالها القومي في سوريا بعين الإعتبار، وإلاّ كيف يمكن تفسير هذا العناد الذي تبديه تلك الأطراف تجاه بعضها البعض في رفض الإمتثال لكل هذه الدعوات الدولية والكردستانية والكردية للجلوس حول طاولة الحوار من أجل الخروج بموقف واحد تجاه هذه الكارثة القومية التي حلت بالشعب الكردي في سوريا.
السليمانية 13/2/2020
*علي شمدين: (عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، وممثله في اقليم كردستان).
جاءت هذه الكلمة خلال المشاركة في الاستطلاع الذي أجراه موقع (PYD)، لآراء بعض السياسيين الكردي في حلقته السابعة بتاريخ (14/2/2020)، وكان السؤال هو: (هل وحدة الصف الكردي ضرورة ملحة ومطلب لدى الشارع الكردي حقاً؟ واذا كان كذلك ماهي المعوقات التي تحول دون تحقيقها؟)..