إن هذا الكتاب هو توثيق لخلاصة نضال الأوائل الذين شقوا بأظافرهم طريق النضال الوعرة أمام شعبنا، وأناروها لهم بأرواحهم المتمردة على الظلم والقهر والطغيان، وهو حصيلة كفاح الأجيال التالية التي أصرت على السير بقافلة النضال موحدة في تلك الطريق المزروعة بالأشواك، وقيادتها بعزيمة صلبة لم تنكسر أمام أساليب القمع والسجن والملاحقة والجوع والحرمان … إنه عصارة نضالهم خلال عقود مريرة من الزمن.. فهو منهم ولهم من دون منة أو إهداء.. أما المضللون الذين حقنوا جرثومة التكتل والإنشقاق في جسد الحركة الكردية في سوريا عبر شعارات مضللة، لتنقسم إلى كل هذه الكتل والجماعات والشلل، وتتفرق بين مسارات متشعبة ووهمية، وتسير بها نحو أنفاق مظلمة لن تؤدي بها إلاّ إلى المزيد من التششت والتمزق والإنقسام، وهؤلاء سوف لن يروا في هذا الكتاب -بكل تأكيد -سوى الإدانة والفضح، لأن يداهم أوكتا وفوهم نفخ. وبين هذا وذاك تبقى قافلة النضال الكردي في سوريا مستمرة نحو الأمام، غير آبهة بالضجيج الذي يحدثه المنشقون خلفها بشعاراتهم المضللة التي ذهبت أدراج رياح المتغيرات والتطورات التي تجتاح المنطقة والعالم خلال العقدين الأخيرين، وإن مكافحة ظاهرة الانشقاقات في الحركة الكردية في سوريا وتوحيد صفوفها وخطابها السياسي، هي الإستحقاق الأهم على الإطلاق لإستثمار هذه المتغيرات التي تأتي متزامنة مع مرور قرن من الزمن على اتفاقية سايكس بيكو التي وقعت في (آيار 1916). طموحنا هو أن يشكل كتابنا هذا خطوة في هذا الاتجاه. 6/1/2016