عبد الحميد درويش: نحن نرفض هذه الاعمال الوحشية

Share Button

Hemidd

مضت سنتان وشهران منذ أن بدأ أبناء درعا الباسلة انتفاضتهم من أجل الحرية والديمقراطية، وكان التجاوب سريعاً من أبناء بقية محافظات سوريا مع اخوانهم في درعا. وفي محافظة الحسكة كان التجاوب أسرع، حيث خرج أبناء القامشلي من الكُرد بعد ثلاثة أيام لينادوا فداك يا درعا.وكان لأبناء سوريا كل الحق ان يتجاوبوا مع انتفاضة اخوانهم، فهم الذين عانوا الأمرين من أجهزة الأمن وممارساتهم المشينة ضد كل من رفع صوته ونادى بالحرية أو الحقوق القومية من أبناء الكُرد…

نعم، نام الناس نصف قرن على الضيم والذل في سوريا التي كانت يوماً واحة للحرية وحقوق الانسان، وتحولت البلاد الى سجن كبير يرقد فيه أبناء سوريا…

بدأت التظاهرات سلمية في جميع أنحاء سوريا، وبدلاً من أن تطرح السلطات وأجهزة الأمن مبادرة اصلاحية من شأنها اخراج البلاد من هذه الأزمة واجهت المظاهرات والاحتجاجات بالرصاص الحي وأقسى أنواع التعامل اللاإنساني…

عندها بدأت المخاوف تتسرب الى الاوساط السياسية والثقافية خشية أن تلجأ بعض الأوساط الشعبية الى حمل السلاح، وكان لهذه المخاوف اسبابها لمواجهة أعمال النظام الذي لم يراع سلمية المظاهرات والاحتجاجات اولاً، وثانيها امتداد أيدي جهات خارجية تريد العبث بأمن البلاد ودفعها الى حافة الهاوية وإشعال فتيل نار حرب أهلية لاتبق ولاتذر. وحقاً حصل ماكنا نتوقعه، فأصبحت سوريا تعيش بكل مافي الكلمة من معنى حرباً أهلية، وفي بعض جوانبها حرباً طائفية، وللأسف الشديد واليوم وبعد مضي حوالي سنتين على هذه الحرب التي حصدت أرواح عشرات الالاف من السوريين ودمرت عشرات البلدات وجوانب كبيرة من المدن تحدث من الأعمال المشينة مايندى له الجبين من وحشية قل مثيلها، وهي غريبة عندثقافة وقيم السوريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والعرقية والمذهبية، فوصل عند أجهزة النظام حداً لاسابق له من بشاعة التعامل والتنكيل والتعذيب للمواطنين، وعند بعض أطراف المعارضة وصلت الى حد أكل اللحم البشري.

كانت أوساط السياسيين والمثقفين تتوقع حدوث مثل هذه الأعمال الوحشية وكنا من بين هؤلاء، ولكن لم نتوقع أن تصل الى هذه البربرية والحقد الأعمى الذي تقشعر له الأبدان…
إننا أبناء الشعب السوري عرباً وكُرداً وآشوريين وأرمن وتركمان نعلن برائتنا من هؤلاء الذين لايُمثلون وان بأدنى مقاييس المواطنة قيم وأخلاق السوريين، وندعو الجميع الى رفع أصواتهم والعمل الدؤوب لانهاء الحرب المجنونة التي تخالف بمضمونها ومايحدث فيها، جميع قوانين البشرو شرائع حقوق الانسان، وهي بالتالي تدفع بلدنا سوريا الجميلة الى الدمار الشامل والى تمزيق الوحدة الوطنية…

ان المجتمع الدولي والدول الكبرى والدول الاقليمية لم تفعل حتى الآن ما من شأنه إنهاء الحرب، بل أقولها بملء فمي، ان البعض منها تتفرج وتتلذذ بآلام المواطنين السوريين…

وانطلاقاً من هذه الحقيقة المرة التي يدركها المواطنون تماماً أن لا نعتمد على جهات خارجية لحل هذا النزاع ،وأن تبادر الأطراف المعنية وعلى اختلاف مواقعهم إلى الحوار الجاد فيما بينهم بعيداً عن الاحقاد والضغائن لإيجاد حل يضمن للسوريين نظاماً ديموقراطياًتعددياًوفي هذا وحدة ندفع الدمار والخراب عما بقي من سوريا من مدنها وقراها.وإنني رغم المآسي والآلام التي تحدث هنا وهناك أؤمن إيماناً عميقاً بأن شعبنا قادر في النهاية على تخطي هذه المأساة والوصول الى نظام حر وديموقراطي لامكان فيه للدكتاتورية والمتطرفين الذين يصطادون في الماء العكر… والى ذلك اليوم نحن نتطلع…

عبد الحميد درويش- سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

 

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 84 من جريدة التقدمي

صدر العدد (84) من جريدة التقدمي الشهرية الصادرة عن مكتب الثقافة و الاعلام في منظمة ...