نحيي اليوم الذكرى الرابعة لرحيل المناضل الفذ ابراهيم حاجي صبري الذي رحل عنا باكراً و في وقت نحن بأمس الحاجة إلى مثل هؤلاء من المناضلين الذين كرسوا حياتهم في سبيل شعبهم المضطهد و رفع الغبن عنه و الدفاع عن قضيته العادلة.
هذا المناضل الصلب الذي عمل منذ نعومة أظفاره في صفوف الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا و ضحى بالغالي و النفيس لتأمين الحقوق القومية المشروعة للكرد في سوريا و في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي اتسمت بالملاحقات و الاعتقالات و كان يمنع فيها العمل السياسي و النشاط الحزبي و الجماهيري ,ولكن بقي رفيقنا ابراهيم صامداً لا يأبه كل الصعوبات و العراقيل و التهديدات الأمنية بالرغم من تعرضه للسجن و التعذيب النفسي و الجسدي و سحب الجنسية و حرمانه من حقوقه المدنية .
انتسب الرفيق ابراهيم إلى صفوف الحزب في أوائل عام 1958 و تدرج في الهيئات الحزبية بدءاً من الخلية و المحلية و الفرع و اللجنة المنطقية إلى أن وصل إلى قيادة الحزب و أصبح عضواً في اللجنة المركزية , و قد تولى المسؤوليات الحزبية في جميع المناطق التي يتواجد فيها التنظيم الحزبي (الجزيرة, كوباني ,عفرين , الرقة , حلب , دمشق ) بكل جدارة و اخلاص و شجاعة .
كان يتنقل من قرية إلى قرية ومن بلدة إلى بلدة سيراً على الأقدام في اغلب الأحيان لندرة وسائل المواصلات آنذاك دون كلل أو ملل أو تقاعس مع كوكبة من رفاقه في القواعد و القيادات الحزبية أمثال : توأمه تمر مصطفى و سكرتير الحزب حميد حاج درويش و جكرخوين ومحمد لطيف و محمد علي حنيفة و غيرهم الكثيرين.
رحلت جسداً يا أبا عزالدين و لكن روحك باقية في قلوب الآلاف من أبناء شعبك كرداً و عرباً و كلدوآشوريين و سريان , لازالت مواقفك الشجاعة في وجه مضطهدي الكرد مبعث فخر لنا و هامتك العالية كعلو جبل جودي لا تغيب عنا بل موجودة في كل نشاطاتنا و فعالياتنا الحزبية و الاجتماعية و الوطنية.
إن نهجك الذي آمنت به سنوات طويلة ألا و هو نهج بيشفرو سيكون منارة لنا نهتدي به و نعمل بموجبه فعهداً لك و لمن رحل عنا من رفاقك في النضال بأن نواصل المسيرة حتى تتحقق آمالنا و آمالك و يحصل الكرد على حقوقه القومية المشروعة.
و بهذه المناسبة نتمنى لبلدنا سوريا الهدوء و الاستقرار و وقف القتل و التدمير و الجلوس إلى طاولة المفاوضات و الأخذ بمبدأ الحوار و الحل السلمي و إعادة بناء سوريا جديدة حرة تعددية ديمقراطية فيدرالية .
ألف رحمة على روحك الطاهرة و النصر لقضيتك العادلة.
عباس مصطفى
عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا
ديرك في 29/02/2016