عباس مصطفى في الذكرى الثانية لرحيل الرفيق ابراهيم صبري

Share Button

fffff

في التاسع والعشرين من شهر شباط عام الفين واثنا عشر فارقنا الرفيق ابراهيم صبري جسدا ولكن بقيت روحه خالدة في ضمائرنا ووجداننا فان ذكراه موجودة على كل معالم الجزيرة وكوباني وعفرين ودمشق بدروبها وشوارعها وساحاتها وازقتها وكلها تشهد على نضالات هذا الكردي الصلب في الدفاع عن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في سوريا ، تلك الحقوق التي التهمتها افواه وايادي الشوفينية البغيضة. هذه الايادي والافواه الاثمة التي هددت كيان الكرد ووجوده .

وذلك بالتعريب والتهجير والتجويع منذ عشرات السنين ونتيجة لهذه المظالم التي خطط لها ورسمها سيد الشوفينيين محمد طلب هلال وامثاله من قبله ومن بعده مما اجبره كوكبة من المثقفين والمناضلين من ابناء شعبنا الكردي في سورية امثال اوصمان صبري وحميد درويش وحمزه نويران لتأسيس اول تنظيم سياسي باسم الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا عام 1957وفي الرابع عشر من شهر حزيران وقد انتشر في الوسط الكردي بكل فئاته وطبقاته الاجتماعية كالنار في الهشيم بسبب حاجة الجماهير الكردية آنذاك لتنظيم سياسي يلبي رغباته في سبيل الدفاع عن حقوقه المغتصبة وشرفه وكرامته وتحقيق اماله وطموحاته.هذا الشعب المضطهد التي يستحق من جميع ابنائه التضحية والفداء.

وكان رفيقنا ابراهيم حاجي صبري من اوائل المنتسبين الى صفوف هذا الحزب الجماهيري ومنذ ريعان شبابه بسبب حماسه وعنفوانه وغيرته وايمانه المطلق بحصول الشعب الكردي على حقوقه المشروعة كاملة يقيم كشعب على ارضه التاريخية ولذلك ناضل رفيقنا ابراهيم في صفوف حزبه وتدرج في هيئاته حتى اصبح عضوا في اللجنة المركزية منذ عام 1972في المؤتمر الثاني لحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا هذا الحزب الذي اصبح شعارا لإبراهيم وعنوانه الدائم وهويته الشخصية وكان الرفيق ابراهيم ولا يزال مضرب المثل في الصدق والاخلاص بشهادة كل المخلصين وتشهد له الكثير من اقبية المخابرات وزنزاناتها وجلاديها ورؤساء فروعها الامنية في قامشلو وديريك بالشجاعة والصلابة ومناهضة الجلادين اثناء التعذيب والاعتقال والتهديد بأشد العقوبات نعم هذا هو ابراهيم صبري هذا العظيم الذي انتفض ضد الظلم والطغيان والاستبداد دون ان يأخذ بعين الاعتبار ردود فعل الطغاة على سلوكه ومواقفه وكان كل ما يهمه هو رد الظلم والضيم ونيل الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في سوريا من بين ايادي وبراثين حزب البعث العربي الاثم الذي اتصف ولايزال بالشمولية والتعالي والانانية والغاء الاخر وانكار حقوق الشعوب ولا يعترف بالراي الاخر ولا يستطيع نتيجة ثقافته الضيقة افساح المجال امام المضطهدين من ابناء الشعب السوري وخاصة الشعب الكردي للتعبير عن اماله وطموحاته القومية والثقافية والاجتماعية وتطلعاته المستقبلية والتمتع بخصائصه الذاتية اسوة بباقي شعوب منطقة الشرق الاوسط

انضم رفيقنا وابن ديريك الابية الى صفوف الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا بعد بضعة اشهر من تأسيس الحزب وقد مر خلال سنوات نضاله بظروف امنية صعبة وعاشرعصر الانحطاط والباس والملاحقة والاعتقالات وبسبب نشاطه المتميز ومكافحته للتمييز والاضطهاد بحق شعبه الكردي وبسبب وعيه ومعرفته ومناهضته للمشاريع العنصرية وخاصة أحصاء 1962 الذي حرم بموجبه مئات الالاف من ابناء شعبنا الكردي من التمتع بجنسيته السورية وحصوله على حقوقه المدنية والعسكرية في وطنه الذي عاش غريبا فيه طوال عقود عديدة من الزمن . ولم يكتفي هذا الحزب الشوفيني بأحصاء 1962 حتى جاء بمشروعه التوأم وهو مشروع الحزام العربي هذا المشروع الجائر الذي لا يزال حتى هذه الحظة جاثما على صدورنا وماثلا امام اعيننا ويتربع كالوحش على حقولنا وهضابنا وسهولنا على امتداد المناطق الكردية في ربوع الجزيرة الخضراء حيث بموجب هذا المشروع السيء الصيت انتزعت أخصب الأراضي من الفلاحين الكرد , الأصحاب الحقيقيين لتلك الأراضي ومنحت لأناس جاءت بهم يد الغدر والشوفينية البغيضة ونقلتهم عنوة من قراهم وبلادهم من أراضي آبائهم وأجدادهم تلك الأراضي التي وصلت إليها مياه سد الفرات العظيم ليتخلص سكانها من الفقر والعوذ وقلة الأمطار وملوحة التربة , وبدلا من أن يقوم النظام البعثي بتوجيههم للبقاء على أراضيهم المستصلحة وتحسين إنتاجهم الزراعي جعلتهم أدوات رخيصة لتنفيذ مشاريهم العنصرية وزرع بذور الفتنة والكراهية بين أبناء الوطن الواحد بدلا عن المحبة والوئام والعيش المشترك وبناء وطن حر تعددي يتسع لجميع ابنائه عربا وكردا وكلدُ اشوريين وغيرهم ونتيجة لهذه المظالم كان رفيقنا ابراهيم حاج صبري يواصل الليل بالنهار مع كوكبة من المناضلين في حزبنا أمثال معلمنا الأول ومهندس السياسة الكردية في سوريا الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير حزبنا وكذلك الرفيق تمر مصطفى توأمه الذي رافق المرحوم ابراهيم طوال حياتهما الحزبية من لا يتذكر التوأمين ابراهيم صبري وتمر مصطفى في ديركا حمكو اللذان علقا في ذاكرة وضمير كل من عاشرهما لانهما احبا كل السوريين مسلميها وعلوييها ومسيحيها ودروزها دون تفريق بسبب العرق او الدين او المذهب او القومية .ستبقى ذكراك خالدة خلود جبال جودي ومياه دجلة ونعاهدك يا رفيقنا العزيز ابراهيم أن نسير على دربك وأن نقتدي بخصالك ونتحلى بإخلاصك وشجاعتك وايمانك وصلابتك وعنادك. كيف لا؟ فأنت الرفيق والمعلم والأخ الكبير و الأب الحنون والصديق الوفي طوال عقود من الزمن واعلم يا عزيزي ابا عزالدين وكن متأكدا بان ذكراك خالدة في ضمائرنا وعقولنا ووجداننا فنم قرير العينين في مثواك الأخير بجوار رفيقي دربك تمر مصطفى ومحمد علي مصطفى في مقبرة ديريك التي احببت ترابها وشعبها وأديت واجبك كاملا تجاهها وناضلت عقودا طويلة من اجل عزتها و كرامتها وكبريائها.

رفيقك الذي لا ينساك عباس مصطفى

ديريك28/2/2014

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 88 من جريدة التقدمي

  صدر العدد (88) من جريدة التقدمي الشهرية الصادرة عن مكتب الثقافة و الاعلام في ...