عباس مصطفى : المنطقة الآمنة واستحقاقات المرحلة .

Share Button

إن إلحاح السلطات التركية في إنشاء المنطقة الآمنة على هذه الجغرافية المستقرة نسبيا من شمال وشمال شرق سوريا وفي المناطق الكردية تحديدا يحمل في طياته الكثير من الحقد والكراهية والإنكار تجاه شعب آمن يريد العيش بسلام ووئام مع جيرانه وعلى أرض آبائه وأجداده ولكن ما يطمئن له النفس قليلا كون انشاء مثل هذه المنطقة قد يبعد وإن كان مؤقتا وجزئيا شبح الحرب المحتملة في المناطق الكردية التي تلوح بها تركيا بين الفينة والأخرى وتلمح بعصاها الغليظة نحوها وتهدد باجتياحها تحت حجج وذزائع واهية لا تمت إلى الحقيقة والواقع بصلة ،وعلى الرغم من كل ذلك فإن انشاء مثل هذا الشريط قد يمنع تكرار مأساة عفرين والانتهاكات اليومية ضد أهلنا هناك على يد المجرمين واللصوص والمرتزقة على مرآى ومسمع جيش محتل يعود لدولة تدعي الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه لايعد هذا الاتفاق الأمريكي التركي الذي غيب عنه الكرد حلا شاملا ودائما للأزمة السورية عامة والمنطقة الكردية بصورة خاصة ،بل ومن الممكن أن تتوتر هذه المنطقة يوما وتشعل من جديد ويعلو لهيبها عنان السماء عندما تتضارب مصالح القوى الصانعة لمثل هذه الأزمات ، وبالتأكيد ستكون مناطقنا مسرحا لعملياتها العسكرية التي ستدمر مدننا وتحرق قرانا ومزارعنا وسيجعلون من أجساد شبابنا واطفالنا وقودا لها كما حدث إبان الحرب العالمية الأولى وما حدث لمعاهدة سيفر على يد لوزان المشؤومة وكيف أخلفت بريطانيا بوعودها تجاه الكرد المنقسمون على أنفسهم آنذاك وستتكرر تلك المأساة مالم تقترن هذه المرحلة للمزيد من التفاهمات الكردية الكردية وعقد الشراكات الحقيقية وبناء جسور الثقة والمحبة والشعور المتبادل بالمسؤولية ، ويبدو لي وبكل أسف أن هذه الحلقة الهامة شبه مفقودة من هذه السلسلة الطويلة ولا سيما ونحن بأمس الحاجة إليها فالأطراف التي تعتبر نفسها بأنها ذات شأن وبأس في الحركة السياسية الكردية منشغلة بمصالحها الحزبيةوالشخصية وتتفرد بقراراتها وكأنها الوحيدة على الساحة السياسية ويتناسون وجود شركاء لهم لايقلون عنهم شأنا وخبرة ودراية ، وكأن الشأن العام ومستقبل القضية وأهمية تبادل الآراء والتشاور لن تندرج في قواميسها اللغوية أو على صفحات مناهجها السياسية، بل على العكس تماما يعمل ويساهم الكثيرون منهم وبأقصى طاقاتهم لدحض وإفشال الكثير من المحاولات والمبادرات التي تسعى للملمة ماهو مبعثر ناسين أو متناسين ضرورة وأهمية الوقوف معا وعلى نسق واحد في وجه التهديدات والمؤامرات التي تحاك ضدنا وتستهدف وجودنا القومي والتاريخي .
عباس مصطفى
ديرك 30 آب 2019

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 85 من جريدة التقدمي

صدر العدد (85) من جريدة التقدمي الشهرية الصادرة عن مكتب الثقافة و الاعلام في منظمة ...