لاشك أن منطقة الشرق الأوسط تمر في ظروف سياسية غامضة وحساسة للغاية وكردستان بأجزائها الأربعة تقع ضمن الدائرة المتوترة حيث رؤساء الدول فيها يقتلون ويعتقلون ويعزلون وفيها القتل ومعتقلات التعذيب والدمار والإحتلال والتقسيم وأصبحت بلدانها ساحة صراع وإنبوب إختبار لأسلحتها الإستراتيجية من طائرات حربية وصواريخ بالاستية وكأن الشرق الأوسط بات عبارة عن محيط بحري كبير خال من الكائنات الحية، كما أنهم جاؤوا بالإرهابيين والأصوليين والتكفيريين من أقاصي بلدان العالم وأيقظوا خلاياها النائمة من أوكارها التي كانت الديكتاتوريات وأنظمة الإستبداد سببا رئيسا في نشوئها وظهوره.
ولكل هذه الأسباب يتطلب المزيد من اليقظة والوعي والبحث المتواصل من قبل السياسيين والإختصاصيين والباحثين كل في الساحة المخصصة له ولاضير في التعاون والتواصل وتبادل الآراء بين قياداتها شرط ألا تصل إلى درجة التدخل في شؤون بعضهم البعض هذا بشكل عام أما بخصوص كردستان فمن المعلوم أنها مقسمةأرضا وشعبا بين أربعة دول وفقا لإتفاقية سايكس وبيكو المشؤومة منذ أكثر من مئة عام مضى ولكل جزء خصوصيته وأوضاعه السياسية وعلاقاته ومدي إهتمام المجتمع الدولي بشؤونه والتعاطف معه والوقوف إلى جانبه وفقا لعملية التوازن بين مصالحه وبين الوقوف إلى جانب قضايا الشعب الكردي العادلة التي لا يمكن لمنطقة الشرق الأوسط أن تستقر دون إيجاد حل سياسي عادل للمسألة الكردية في كل جزء من الأجزاء الأربعة وعلى حده ولهذا نقول لأنفسنا أولا ولكل المهتمين بالشأن الكردي من سياسيين وكتاب وحزبيين وفيسبوكيين من أخوتنا الكرد السوريين ولكوننا في إمتحان عسير نقول : إتركوا أكراد العراق وشأنهم لأنهم أدرى بمصالحهم ويملكون من الحنكة والخبرة والمعانات والتجارب المريرة على مر العقود ما يكفي ويزيد ، وإن كان لابد من التلميح والتدخل فل يكن في إطار التمني لهم بالنجاح والتقدم والتفاهم والتوافق فيما بينهم. وإلتفتوا ايها الإخوة إلى شؤونكم واتجهوا الى ساحتكم الحقيقيه في كردستان سوريا التي تمر في أخطر مراحلها وتتعرض لشتى أنواع الضغوط والمتغيرات ففيها التشتت والتحزب والتفرد والإقصاء والهجرة بالإضافة إلى التهديدات التركية من كل حول وصوب ، والدستور سيكتب قريبا أيها الأخوة وحقوقنا على المحك والبارحة إستلمنا جثمان خمس غرقى من خيرة أبنائنا وبناتنا في معبر فيش خابور ممن ماتوا في بحر إيجة ومثلهم العشرات والمئات ولا يزال الحبل على الجرار كما يقال أليس من واجبنا أن تكون هذه الأمور في مقدمة أولوياتنا وإهتماماتنا أكثر من من يكون رئيسا للعراق برهم صالح أو فؤاد حسين مع حفظ الألقاب وكم صوتا للحزب الديمقراطي الكردستاني أو للإتحاد الوطني الكردستاني في انتخابات برلمان أقليم كردستان .
أليس أولى بنا البحث عن حقوقنا ومستقبلنا والتمعن والتفكير في مصيرنا المجهول أكثر من التدخل في شؤون الآخرين ؟! .
عباس مصطفى ديرك 4 /10/ 2018