وصلت المعارضة السورية إلى طريق مسدود يوم الجمعة في محادثات لانتخاب زعيم جديد حيث وجهت الإطاحة بحكم الاخوان المسلمين في مصر ضربة لأكثر فصائل المعارضة نفوذا.
ويحول هذا الجمود دون توصل الأطراف الرئيسية في الائتلاف الوطني السوري إلى اتفاق يقبله داعموهم في قطر والسعودية الذين يريدون تعزيز المعارضة لمواجهة هجوم لقوات الرئيس بشار الاسد.
وقالت مصادر في الائتلاف الذي تدعمه دول عربية وغربية إن مصير الاتفاق متوقف على الإخوان المسلمين في سوريا وهم الجماعة المعارضة الأكثر تنظيما والتي تملك الأصوات اللازمة لترجيح كفة أحد المرشحين الرئيسيين.
لكن الجماعة تعاني من أثر الضربة السياسية التي تعرضت لها الجماعة الأم في مصر حيث تدخلت القوات المسلحة للاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي بعد احتجاجات ضخمة بالشوارع.
وقال مسؤول في الائتلاف في اسطنبول التي تستضيف اجتماع المعارضة “الأجواء قاتمة. الاخوان المسلمون في مصر وبالتبعية في سوريا وأماكن أخرى تلقوا ضربة لكن حتى معارضيهم يشعرون أن الشرق الاوسط خسر فرصة تاريخية لاقناع الاسلاميين بتبني الديمقراطية.”
وقال فاروق طيفور نائب زعيم الاخوان المسلمين في سوريا ان اطاحة الجيش المصري بمرسي “وصمة عار”.
وقال ان الثورة المصرية التي ضربت المثل للثورات الأخرى بسلميتها قد دخلت مرحلة سيئة.
وقال انس عيروط رجل الدين البارز من مدينة بانياس الساحلية ان الاخوان المسلمين في سوريا مهددون الآن سياسيا. واضاف أنهم عادوا الجماعات الاسلامية الأخرى والآن قد يتحولون إلى بطاقة محروقة بعد هزيمتهم في مصر.
لكنه قال إن الاسلاميين برغم ذلك في موقف أقوى في سوريا لأنهم يهيمنون على صفوف القوات المسلحة المعارضة التي ستتولى السلطة إذا سقط الاسد.
وقال عيروط إن السياسات نتاج للسلطة على الأرض وإن السيناريو المصري من الصعب أن يتكرر في سوريا.
وقتل أكثر من 90 ألف شخص منذ بدء الانتفاضة السورية في مارس اذار 2011 مما جعلها اكثر الانتفاضات العربية دموية.
وأدى عجز المعارضة السورية عن الاتحاد إلى احجام الدول الغربية عن امدادها بالاسلحة حتى مع تحقيق قوات الاسد في الاشهر الماضية لمكاسب. وتعهدت واشنطن وحلفاؤها الاوروبيون بمساعدة الجيش السوري الحر.
والائتلاف بلا رئيس منذ أشهر بعد استقالة رئيسه بسبب خلاف بخصوص محادثات محتملة مع حكومة الأسد. ويسعى الائتلاف للاتفاق على قيادة جديدة موحدة في محادثاته في اسطنبول.
والمتنافسان الرئيسيان على رئاسة الائتلاف هما مصطفى الصباغ الأمين العام للائتلاف وهو رجل أعمال ينظر إليه باعتباره مدعوما من قطر وأحمد جربا وهو قيادي قبلي له علاقات قوية بالسعودية.
ولا يملك أي من المرشحين الأغلبية التي يحتاجها ليصبح رئيسا للائتلاف المشكل من 120 عضوا والذي يضم ثلاث قوى رئيسية هي الاخوان وجناح الصباغ والكتلة التي تدعمها السعودية وتشمل جربا.
وقال مصدر داخل الائتلاف “الإخوان يفضلون الصباغ لكنهم عمليون وربما لا يريدون إغضاب السعودية. سيطرحون على الارجح اسم مرشح توافقي في اللحظة الاخيرة.”
ومن بين الأسماء التي برزت كمرشحين توافقيين أحمد طعمة الخضر وهو معارض مخضرم من محافظة دير الزور الشرقية وبرهان غليون الأكاديمي الذي يعيش في باريس.
رويترز