منذ أعوام وترسخت فكرة لدى الكثير من الشعب الكردي أن هذا الرداء الذي ترتديه المرأة الكردية باكمامه الفضفاضة ما هو إلا نموذجا ماخوذا من شكل الحمامة واجنحتها ولا أعلم لماذا لم يروج هؤلاء الذين يعتقدون بهذا الرأي لم يشبهوهها بالفراشة واجنحتها المزركشة الملونة
فإذا أخذنا بهذا الرأي يجب أن نعتقد بأن العباءة العربية مأخوذة من الخفاش و الزي في آسيا مأخوذ من الجمل ذو السنامين
لو أخذنا برأي هؤلاء معنى هذا أن المرأة الكردية انتظرت آلاف السنين تنتظر التطور الصناعي حتى يخترع السيد إدوارد كات النول الآلي ويتم تحديد عرض القماش بالشكل المعروف حاليا فتقول لزوجها
أجلب لي قماش قطني أو حريري ومكنة فراشة صينية ومقص سنجر برازيلي حتى استطيع ان أظهر كالحمامة بين آلاف الصقور
اما أنا فإن لي اعتقاد ورؤية مختلفة لتطور هذا الرداء فمن المعلوم انه موغل في القدم حتى قبل اكتشاف القطن في منطقة الشرق الأوسط منذ 5000سنة حين كان أجدادنا يتخذون من الكهوف منازل وبيوت تقيهم برد الشتاء وحرارة الشمس وهجمات الحيوانات المفترسة
فقد استخدمت المرأة الكردية بعد غزل الصوف ومعرفة النول اليدوي البسيط كانت كل امرأة تتقن عملية الغزل والحياكة البسيطة لتلبية حاجتها بعد أن تغير السكن ووصل الإنسان إلى نسبة معينة من التطور ونزوله من الجبال لزراعة القمح والتعرف على الكثير من الاكتشافات الجديدة التي كان يحملها معهم المحاربين والمجتمعات الدخيلة أو ما اخترعوا هم انفسهم
وبعدة أدوات بسيطة تمكنت المرأة الكردية من حياكة هذا الرداء الفضفاض المناسب لجسمها ولكن كانت الاكمام الواسعة متصلة بجوانب الرداء مما أعاق حركتها المستمرة في تأدية واجباتها المنزلية
مما دفعت بالمرأة ليس بالمقص الحاد والماكنة الحديثة بل بالشيء المتوفر لديها من أدوات حديدية بسيطة إلى فصل الاكمام عن الجوانب
واقرب مثال على فكرتي الرداء الذي يلبسه النساء في ديار بكر ومنطقة اومران ودعت الحاجة بربط هذه الاكمام أو ما يسمى هوجك خلف الظهر لحرية الحركة
وتطور الكراس حتى وصل إلى شكله الحالي
ولكن باختلافات بسيطة من منطقة إلى أخرى
فكلما اتجهنا جنوبا نجد اختلاف في الزي ولكن المصدر واحد ففي الجنوب نجد الاكمام ضيقة وطويلة مع هوجك رفيع وطويل
وحدث هذا نتيجة التوسع الطبيعي في المجتمع الكردي والاختلاط مع مجتمعات أخرى