صمت سوري بعد اعتداء اسرائيلي على مواقع عسكرية، واستهداف صواريخ روسية مرسلة لحزب الله ومسؤول حكومي ينتقد دعوة السعودية وتركيا لجنيف 2،
دمشق ـ ا ف ب: ذكرت وسائل اعلام ومصادر رسمية ان مقاتلات اسرائيلية شنت غارة على قاعدة عسكرية جوية في شمال غرب سورية قصفت خلالها شحنة اسلحة مرسلة الى حزب الله الشيعي اللبناني، بينما ما زال الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي يسعى الى تحقيق توافق لعقد مؤتمر للسلام.
ووفيما التزمت سورية الصمت، اكد مسؤول امريكي حصول ‘ضربة اسرائيلية’ قرب مدينة اللاذقية الساحلية السورية، لكنه لم يحدد الهدف من الضربة، بينما أكد مسؤول استخباراتي امريكي آخر انها استهدفت صواريخ إس 125 روسية.
ورفض مسؤولون في الحكومة الاسرائيلية التعليق على هذه المعلومات، كما لم تؤكد الحكومة السورية الخبر.
وجاءت الضربة في وقت أعلن فيه ان النظام السوري التزم حتى الآن بالمواعيد المحددة من الأمم المتحدة في اطار تسليم وتدمير أسلحته الكيميائية.
ونقلت قناة ‘العربية’ عن مصادر لم تسمها ان ‘غارتين إسرائيليتين استهدفتا مساء الاربعاء دمشق واللاذقية وتحديدا شحنات من صواريخ سام 8 كانت في طريقها من سورية إلى حزب الله’.
بدورها اكدت شبكة ‘سي ان ان’ الامريكية نقلا عن مسؤول في الادارة الامريكية لم تسمه ان الهجوم شنته طائرات حربية اسرائيلية واستهدف صواريخ ومعدات تابعة لها يعتقد الاسرائيليون انها قد تنقل الى حزب الله.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد الخميس عن وقوع انفجارات قوية فجر الاربعاء في قاعدة للدفاع الجوي في جبلة قرب اللاذقية على الساحل السوري.
وكان مصدر امني سوري اكد لفرانس برس سقوط صاروخ قرب قاعدة عسكرية في هذه المنطقة، مؤكدا انه لم يؤد الى اضرار.
وتعليقا على التقارير عن الغارة، ندد الائتلاف السوري المعارض الجمعة في بيان ‘بأي اعتداء على التراب السوري’، محملا النظام ‘المسؤولية الكاملة عن اضعاف الجيش السوري والدولة السورية وجر البلاد الى هذا الصراع الدموي الهائل وتركها مكشوفة امام اعتداءات سافرة، بدون ان يتجرأ على الرد’.
ورأى ان النظام ‘تمكن من تحويل الجيش السوري الى اداة تقتل الشعب الذي دفع ثمنها بدل ان تحميه، وواظب على غض الطرف عن اعتداءات العدو المحتل وافعاله’.
ومطلع ايار/مايو اكد مسؤول اسرائيلي كبير ان سلاح الجو شن غارتين في سورية في غضون ثلاثة ايام استهدفتا شحنات اسلحة مرسلة الى حزب الله.
وكان المسؤول الاسرائيلي نفسه توعد بضرب اي شحنة اسلحة يجري نقلها الى الحزب الذي اقر منذ اشهر بقتاله الى جانب القوات السورية.
القوات المسلّحة السورية، من جهتها، لم تقم بالرد على الهجوم الاسرائيلي على مواقعها، وهو رد الفعل نفسه على هجومين لاسرائيل في كانون الثاني (يناير) وأيار (مايو) الماضيين.
من جهة اخرى، عبر الابراهيمي الجمعة في ختام زيارة لدمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الاسد، عن امله في ان يعقد مؤتمر جنيف-2 ‘خلال الاسابيع المقبلة وليس العام القادم’.
وقال الابراهيمي ‘سأعود الى جنيف بعد استكمال هذه الجولة، ويوم الثلاثاء سيكون لنا لقاء مع وفد روسي وامريكي لمواصلة التحضير لهذا المؤتمر’ الذي يسعى الى عقده ‘خلال الاسابيع المقبلة وليس العام القادم’.
كما اكد ضرورة مشاركة المعارضة في المؤتمر. وقال في مؤتمر صحافي ‘لنبق متفائلين ونقل ان الجميع سيحضر. تقديري الشخصي انه اذا لم يكن ثمة معارضة اطلاقا لن يكون هنالك مؤتمر. المؤتمر معقود للسوريين، ليس للدول ولا للامم المتحدة’.
واضاف ان ‘حضور المعارضة اساسي، ضروري، مهم’، مشيرا الى ان ‘كل الذاهبين لحضوره سيأتون فقط من اجل مساعدة السوريين على الاتفاق في ما بينهم ومعالجة قضاياهم’. وجاءت تصريحات الابراهيمي في ختام زيارته لدمشق قبل الانتقال الى بيروت لبضعة ساعات، حيث التقى مسؤولين لبنانيين، في محطته التاسعة ضمن جولة اقليمية هدفها التحضير لمؤتمر جنيف 2، شملت دولا عدة ابرزها تركيا وقطر وايران.
وبعد ساعات على مغادرته سورية، وجهت دمشق انتقادات لاذعة للابراهيمي، معتبرة انه يملك ‘اكثر من لغة’.
وقال وزير الاعلام عمران الزعبي في اتصال هاتفي مع قناة ‘الميادين’ التي تتخذ من بيروت مقرا لها، ان الابراهيمي ‘قال ان مؤتمر جنيف للسوريين وليس للدول (…) اذا لم يكن مؤتمرا للدول فما فائدة الجولة على تلك الدول، ولماذا توجه الدعوات الى تلك الدول لا سيما السعودية وتركيا اللتين تساهمان بشكل مباشر في العدوان على سورية؟’.
وتدور اشتباكات بين ‘اللجان الشعبية’ الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد ومقاتلي المعارضة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، حسب المرصد.
وقد اعلن مقاتلو المعارضة السورية مساء الخميس انسحابهم من كامل مدينة السفيرة الاستراتيجية الواقعة شرق حلب والقريبة من معامل ضخمة للسلاح ومنتجات اخرى تابعة لوزارة الدفاع، وذلك بعد مواجهات عنيفة استمرت 27 يوما مع الجيش السوري