إن التنظيمات الإرهابية في طبيعة أعمالها تخدم الأنظمة الشوفينية لان هناك عامل مشترك مهم يجمعهم وهو التطرف والتطرف بحد ذاته هو رؤية الأمور والوقائع من طرف واحد فقط ويختزل أو يتكتم أو يزور النظر إلى بقية الجوانب خدمة لعنجهيته وتفرده ويعمل على حشر واقع غريب وبقوالب ومقاساته الخاصة الى المجتمع وبوسائل التي تخدم هذه الغاية وعن طريق العنف او غيرها وحسب اللزوم سواء كان ذلك سياسية او دينية وهذا يؤدي الى تلاقي المصالح بينهما أي بين الأنظمة الشمولية والتنظيمات الإرهابية ويعمل كل منهما جاهدا لاستغلال إمكانيات الاخر لتحقيق مأربه وعند الإطاحة بصدام حسين الفاشي في العراق خلق فراغا امنيا في بعض المناطق العراقية وهذا ما ساعد نمو منظمة القاعدة فيها وبمساعدة بقايا نظام صدام حسين في العراق وخارجها وكان دور نظام البعث في سوريا تسهيل تدفق المتطرفين من انحاء العالم الى العراق وذلك لضرب التجربة الجديدة هناك ومحاولة افشالها للحد من امتدادها الى خارج حدود العراق وهكذا حدثت العلاقة بين البعث في سوريا والقاعدة في العراق
ومن خلال بقايا نظام الصدامي المقبور من امثال عزت الدوري وغيره وهكذا انزلق النظام السوري شيئا فشيئا الى مستنقع منظمة القاعدة في العراق وهذه الحالة خلقت للقاعدة ارضية خصبة في سوريا لتنمو فيها حتى وصل بهم الامر الى فتح مكاتب لتسجيل السوريين لإرسالهم تحت شعار ماسمي ((الجهاد في العراق ))للقتال الى جانب القاعدة تحت مسميات مختلفة وعندما جاء الربيع العربي وانتصار ثورات الحرية في تونس وليبيا ومصر وامتداده الى سوريا حيث بدأت الثورة سلمية وحصل ضغطا شديدا على النظام السوري فاصر النظام البعثي على تحويل مسار الثورة في سوريا من السلمية الى المسلحة وذلك من خلال وسائله الامنية وغيرها وبطرق واساليب مختلفة وفي هذه المرحلة حدث فوضى خلاقة في الساحة السورية وهنا جاء دور الارهاب فاستعان النظام البعثي في سوريا بتلك المجاميع المسلحة الى جانب شبيحته وحزب الله اللبناني والايرانيين وغيرهم للإخماد الثورة فاصبح للإرهاب موطئ قدم في الساحة السورية وفي محاولة ذكية من النظام السوري ومعلميه للتخلص من اسم القاعدة لكونها حازت على مركز الصدارة في الارهاب وصنفت من بين منظمات الارهابية عالميا
وكما يبدو حاول باستبدال تسمية منظمة القاعدة بالدولة الاسلامية في العراق والشام (( الداعش )) وغيرها لاستثمار هذه القوة الارهابية في القضاء على الثورة في السورية ومثل هكذا تنظيم يستفاد منه في التوازنات على ارض الواقع بين المتنافسين محاولا تقوية نفوسهم لذلك تتغير جهة الداعمة لهذه القوة الارهابية حسب الظروف وتأتي الدعم لها تارة من النظام السوري وتارة من تركيا وتارة من المالكي وتارة اخرى من بعض دول الخليج وغيرهم وذلك لتقوية نفوذه وترجيح كفة الميزان لصالح سياساته في الساحة السورية وهذا يخدم اطالة عمر النظام السوري والملفت للانتباه لم يعد يلاحظ أي نشاط يذكر لتنظيم القاعدة على الساحة العراقية ولا السورية وهذا يدل على ان القاعدة تحول الى داعش وغيرها من المجاميع الارهابية في سوريا وهكذا فرض على الثائرين ضد الظلم والدكتاتورية حمل السلاح لدفاع عن انفسهم وحماية ثورة الحرية والكرامة في سوريا .