صديق ملا: مراجعة وتقييم

المتابع والقارئ للأحداث السياسية والميدانية في ثورات الربيع العربي يستنتج أن الجميع بدؤوا بمراجعة سياساتهم من مجمل التطورات والأحداث الدراماتيكية التي حدثت في الأشهر الأخيرة من انتفاضة الشعب السوري, فعدو الأمس والأشرس للنظام السوري وأقصد هنا ( أردوغان وبعض الدول العربية ) أصبح صديق اليوم وتخلوا عن تهديداتهم ولاءاتهم المشهورة وذلك بمراجعة سياساتهم السابقة والتأكيد على مصالحهم الاستراتيجية ,والتخلي شيئا فشيئا عن شعار  إسقاط  النظام، بمن فيهم بعض الدول الأوربية والتي تتبجح بشعار الديمقراطية وحقوق الإنسان .

إذا…..المطلوب من الحركة السياسية الكردية في سورية أيضا تقييم سياساتها في  المرحلة الماضية خلال السنوات السبع من انقضاء انتفاضة الشعب السوري بكل شجاعة وإنصاف والوقوف عند الأخطاء التي ارتكبتها , والبدء بمرحلة جديدة تكون ( وحدة الكلمة والموقف ) من مجمل الأوضاع و المستجدات على الساحة الكردية والسورية هدفها الاستراتيجي والسعي لانشاء منصة كردية خاصة بها كمنصتي ( القاهرة وموسكو) تطالب من خلالها بمطاليبها السياسية وحقوقها القومية المشروعة والتي قدمها المجلس الوطني الكردي للائتلاف السوري, والمشاركة في المفاوضات الخاصة بالملف السوري سواء كان ذلك في جنيف أو أستانا أو أي محفل دولي يناقش فيه الوضع السوري , أو أي اجتماع أو كونفرانس أو مؤتمر خاص بالوضع باللازمة السورية.

وأعتقد جازما أن الحركة السياسية الكردية عندئذ تعيد ثقة جماهيرها بها والتي طالما أفقدتها خلال السنوات الماضية , وتكون نقطة انطلاق جديدة لرسم خارطة طريق واضحة المعالم والرؤى والأهداف خدمة لقضية شعبنا العادلة , ووفاء لدماء الشهداء وافتداءً بقول الشاعر:

تأبى الرماح إذا اجتمعنا تكسرا            وإذا افترقنا تكسرت آحادا