عندما قام أطفال درعا البطلة بكتابة شعار ( الشعب يريد إسقاط النظام )هب الشعب السوري المقاوم في كافة المدن والبلدات السورية تأييدا ودعما للثورة التي أشعلها هؤلاء الاطفال الأبطال ،فاكتظت الساحات العامة والشوارع بألاف المتظاهرين من غالبية سواد الشعب السوري المقاوم ورددوا شعار(يا درعا نحن معاك حتى الموت )من قامشلو إلى بانياس فحمص وحماه ودمشق ودرعا وعلى مدى أشهر سته كانت المظاهرات سلميه يتصدون بصدورهم العارية طلقات الرصاص من أجهزة الأمن والمخابرات ، ولم يردعهم أية قوة من الخروج في هذه المظاهرات الحاشدة.
لكن النظام السوري وبأساليبه (المخابراتية والأمنية )وبدهاءٍ ومكرٍ حول هذه الثورة المجيدة والتي قامت رداً على المظالم والجرائم التي اقتُرفت بحقه منذ أربعة عقود ونيف من ثورة ضد الظلم والطغيان إلى ثورة(طائفية _عرقية )مقيتة يكتوي بنارها كل السوريين ومن جميع الأعراق والأجناس؛ وجعل سورية ساحة لتصفية حسابات( أقليمية-دولية )وعلى حساب الدم السوري القاني.
ومن جملة هذه السياسات المخابراتية وقوع ما يسمى (المعارضة السياسية السورية )في فخ النظام والتنظيمات الإرهابية والتي منها (جبهة النصرة )و(أحرار الشام ) وغيرها العشرات من هذه التنظيمات التكفيرية المتطرفة ؛ واستلمت زمام الثورة واختطفتها من قاعدتها الجماهيرية السلمية وحولتها إلى (ثورة مسلحة كارثية) خدمة لأجندات النظام وأجندات الدول الإقليمية والدولية؛ والعمل على إطالة أمد هذه الحرب المجنونة والتي ربما تمتد لسنوات طويلة ؛لأنه لا هذا النظام ولا هذه (المعارضة المأجورة )على استعداد لوضع حد لإراقة الدم السوري ؛وإيجاد حلولا سلمية لها وهذا ما لمسناه خلال جولات المفاوضات الماراثونيةفي جنيف وأستانة….
ويحضرني هنا قول الأستاذ ( عبدالحميد درويش )سكرتير حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية وفي احدى جلسات المفاوضات (جنييف 2 )وبحضور الأخضر الإبراهيمي الموفد الأممي عندما وجه بكلامه الطرفين المفاوضين وبالحرف:
((انتم تجار الحروب ))ووجه كلامه للمعارضة و((أنتم أمراء الحرب ))ووجه كلامه لوفد النظام.
والتصريحات الأخيرة والتي صدرت من أطراف المعارضة السورية وخاصة من (الهيئة العليا للمفاوضات )والتي رحبت بقرار (جبهة النصرة) عندما أعلنت فك ارتباطها بالقاعدة سخطاً واستنكاراً شديدين من لدن القوى الوطنية والديمقراطية السورية واستهجاناً وتنديداً من غالبية الشعب الكردي وجميع المكونات السورية(الكردية والمسيحية والتركمانية والعلوية ووو )والتي تناضل من أجل سورية ديمقراطية تعددية فيدرالية تضمن حقوق جميع المكونات السورية دون إقصاء أو تهميش.
والذين هللوا وطبلوا وزمروا لقرار جبهة النصرة؟؟؟!!!!هم حقاً مثار شك وريبةٍ لدى غالبية الشعب السوري من أمثال (الزعبي وعلوش وكيلو وجعارة ) والقائمة تطول والذين بأفعالهم الدنيئة جروا المعارضةالسورية والشعب السوري إلى أتون حرب مجنونة لا تلبي طموحاته المشروعة التي قامت من أجلها الثورة المباركة…
فالواجب يتحتم علينا نحن الكرد :
أولا والقوى الوطنية والديمقراطية وكافة المكونات السورية من سريان وكلدو آشور وتركمان وعلويين ودروز وووو أن نقف بحزم وقوة في مواجهة هذه التصريحات الرنانة وخاصة من ممثلي مجلسنا الكردي الموقر ؟! في الهيئة العليا للمفاوضات ضد هذه الممارسات الشنيعة والإنصات إلى صوت العقل والحكمة من الكرد والذين يدعون (جهاراً نهاراً) لإنشاء وفد كردي مستقل يلبي طموحات الشعب الكردي وحقوقه المشروعة ؛ ويضع حدا لترهات الشوفينيين العرب وغيرهم ؛ وفي وجه كل من يسول له نفسه للإساءة إلى الكرد وطموحاته المشروعة من التنظيمات (الإرهابية والتكفيرية الإسلاموية والظلامية والعنصرية والعروبية )والذين يريدون سورية جثة هامدة لا حول لها ولا قوة ؛ وترضخ لإملاءات الخارج ؛ ومطية لمصالح الدول الإقليمية والدولية……