صديق ملا: سيناريو المأساة السورية

Share Button

أثبتت الأحداث الدراماتيكية الأخيرة التي شهدتها الساحة السورية ابتداءا من:
خروج المقاتلين من الغوطة الشرقية وداريا، واحتلال الجيش التركي لمدينة جرابلس السورية(دون أية مقاومة)تذكر ، وحصار حلب ، وعودة سيطرة جيش بشار الأسد على معظم الأحياء الحلبية ، وإخراج المقاتلين منها بحجة (التنظيمات الأرهابية )إلى مدينة إدلب ، والعودة المفاجئة لداعش واحتلاله لمدينة تدمر الأثرية ولو ﻷيام معدودة ، والنداء الذي وجهه قائد القوات الروسية في قاعدة (حميميم )للأحزاب الكردية في سورية لتشكيل وفد كردي للتباحث والتفاوض مع النظام سواء كان ذلك في دمشق أو في أي محفل دولي آخر ، والاجتماع الثلاثي الذي عقد بين كل من (روسيا_إيران _تركيا )في موسكو مؤخرا ، وإعطاء الروس الضوء الأخضر لتركيا(أردوغان )وبمباركة ضمنية من أمريكا بغزو (عفرين)وبدعم من الجماعات الإرهابية والأخوانية المدعومة (أردوغانيا)وسكوت المجتمع الدولي على هول الجرائم التي ترتكب في قرى وأرياف عفرين تدل دلالة قاطعة على أن الأمور قد وصلت إلى خواتيمها وبدأت تظهر شيئا فشيئا ملامح فصولها التراجيدية.
وبالعودة إلى البدايات فقد عمدت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إطالة أمد هذه الحرب المجنونة وذلك بإطلاق العنان لبشار الأسد وأجهزته القمعية الدموية لإرتكاب أفظع الجرائم وأشنعها بحق هذا الشعب المناضل والذي تصدى بصدوره العارية رصاصات الغدر والرذيلة من تلك الأجهزة القمعية ، حتى أصبحت المدن السورية حطاما وخرابا ينعق فيها البوم، بفضل براميله المتفجرة وصواريخه البعيدة المدى ، وما خطوطه الحمراء (الأردوغانية)التي رسمها بين الفينة والأخرى إلا للدعاية الإعلامية وذر الرماد في عيون السوريين من جهة والمجتمع الدولي من جهة ثانية ، والدليل على تنصله هو مد المعارضة السورية المسلحة بأسلحة فردية خفيفة لا تحرك من المعركة المصيرية ساكنا ، ومن ناحية أخرى كانت تتستر على هول الجرائم التي ترتكبها عصابات الأسد و ميليشيات حزب اللات اللبناني والحرس الثوري االإيراني وعصائب أهل الحق العراقي على نفس المبدأ التي كانت تتعامل مع الحرب (العراقية_الإيرانية )حيث قال الرئيس الأمريكي آنذاك رونالد ريغان:
((كنا نمد صدام حسين بالسلاح والمعدات العسكرية والطيران الحربي ، وفي المقابل نمد النظام الإيراني بنفس الأسلحة وبنفس الوتيرة … ))وكل ذلك بغية إطالة أمد هذه الحرب وانهاك قوة الطرفين المتصارعين حيث (لا غالب ولا مغلوب )
وهذا ما لمسناه أمريكيا وخلال السنوات الخمس من هذه الثورة ، وبالتنسيق التام مع إسرائيل والذي كان ولا يزال المستفيد الوحيد من ثورات الربيع العربي وبالأخص في سورية ، وبمباركة أغلب الدول العربية بشكل عام والدول الخليجية بشكل خاص ومنها (السعودية وقطر )اللتان تكفلتا بالمبالغ الطائلة ، وتبنيهما للمعارضة السورية وجعل سورية ساحة حرب لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية ،وضمانها عدم خروج هذه الثورة من السيط يطرة والتحكم في قرارات المعارضة السياسية…؟؟!!وجعل هذه القرارات حبيسة الغرف المغلقة لإجتماعاتهم الماراثونية والتي لم تسمن ولَم تغني من جوع..
أما كورديا فالوضع السياسي ليس أقل سوءا من وضع المعارضة السياسية العربية لا بل أعتبرها كارثية ومن أسوء المراحل التي مرت على الكورد خلال الستين سنة الماضية من عمر الحركة السياسية الكوردية،فكل واحد منهم يغني على ليلاه ويتفرجون صامتين مذهولين من هول الجرائم التي ترتكب بحق أبناء عفرين الحبيبة دون أن ترف لهم جفن …؟؟!!وكأن عفرين ليست مدينة كوردية ولا يمت شعبها كليا إلى الشعب الكوردي وربما هي حسب منظورهم في كوكب آخر
لا بل تقرأ في أدبياتهم وبياناتهم كل الدعم والتأييد والمزايدات السياسية الرخيصة والمبتذلة دعما بعفرين وأهل عفرين
حقا لهي مأساة كوردية بامتياز(يصفقون ويباركون المحتل على احتلال مدنهم الكوردية ويهينون شعبهم الكوردي وفِي المقابل يبكون على عفرين وأهلها…..!!!؟؟؟)إلا أن صمود أهلنا بمقاومته الباسلة والأسطورية من قوات(ypg)و(ypj)والدعم من أهلنا في عفرين الصامدة وبطولاتهم سوف يفوت الفرصة على أردوغان وحاشيته وسيلقنونهم دروساً في النضال والمقاومه وعبرة لكل من يريد النيل من الكورد ومدنه وقراه…..
ألمانيا. 13/ 3 / 2018

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 639 من الديمقراطي

صدور العدد الجديد (639) من جريدة الديمقراطي باللغتين العربية و الكردية. الافتتاحية : من المعلوم ...