هذا ما كان يرتأيه ويبغيه ويعمل من أجله حزبنا الديمقراطي التقدمي الكوردي في سورية منذ بداية الأزمة السورية وقبل أن يعصف تيار الثورات بسورية وذلك من خلال رسالة مباشرة من سكرتير حزبنا الراحل الأستاذ (عبدالحميد درويش)إلى رئيس الجمهورية العربية السورية السيد بشار الأسد دعاه فيها إلى الدعوة لعقد اجتماع عام يحضره جميع مكونات الشعب السوري دون إقصاء أو تهميش من (كورد وعرب ومسيحيين وتركمان ودروز وشركس)وبرعايته شخصياً.
وكان الراحل قد حذره من خطورة هذه الثورات التي بدأت تعصف بالدول العربية ، وكان لا يزال هناك من فرصة ثمينة ووقت كاف لتصحيح الأوضاع وإصلاح المؤسسات إلا أنهم بعقليتهم الشوفينية لم يعروا الموضوع تلك الأهمية وجاء (الخريف العربي)وتكالبت الدول والمجموعات المتطرفة والراديكالية والتكفيرية والجهادية عليها وأصبحت سورية مرتعاً للتنظيمات المتطرفة والتكفيرية والجهادية من كل حدب ٍ وصوب وأصبحت المدن والبلدات السورية خراباً ينعق فيها البوم في كل مدنها وقراها.
كوردياً:
فقد بادر حزبنا ومنذ اللحظات الأولى لإنطلاقة شرارة الثورة السورية من صيحة أطفال درعا في منتصف آذار من عام 2011 إلى تلبية نداء الثورة بشعارات مثل (يا درعا نحن معاك حتى الموت)
كما ودعا حزبنا الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سورية ومن خلال شخص سكرتير الحزب إلى تهدئة الشارع الكوردي والتزام الهدوء ، وعدم الإنجرار وراء الشعارات المتطرفة والتي ألهبت حماس المتظاهرين ، مع الأحتفاظ بسلمية الانتفاضة والحراك الشعبي .
كما وكان حزبنا من المبادرين الأوائل في الدعوةإلى خلق نوع من أنواع التعاون أو أي إطار يوحد طاقات الكورد وتوج ذلك ((بالمجلس الوطني الكوردي ))، وذلك لتمثيل الكورد في إدارة دفة المرحلة المفصلية من حياة الشعب الكوردي في كوردستان سورية والإتفاق على شعار ((الفيدرالية))كشعار ومطلب يخاطبون به السلطة وجميع الهيئات والمنابر المحلية والإقليمية والدولية.
وما إن شكلت المعارضة السياسية السورية تحت اسم (الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية)حتى بادر المجلس الوطني الكوردي إلى الإنضمام إليه لتمثيل المعارضة السورية في جلسات المفاوضات في جنيف …
وكان لحزبنا الديمقراطي التقدمي الكوردي في سورية مكانة مرموقة في هذا الإئتلاف السياسي المعارض وتبوء الراحل عبدالحميد درويش رئاسة الوفد المفاوض في جنيف2 وكانت آنذاك برعاية الموفد الأممي والدولي (الأخضر الإبراهيمي)وكانت المفاوضات تتم ًفي قاعة واحدة ، ووجهاً لوجه
عندها قال الراحل الأستاذ عبدالحميد درويش كلمته المشهورة في تلك الجلسة عندما قال:
(أنتم تجار الحروب)
وأشار بيديه إلى المعارضة السورية.
و(أنتم أمراء الحروب)
وأشار بيديه إلى وفد النظام وكان برئاسة بشار الجعفري ، وتابع الراحل قائلا:
أنتم لا تريدون أن تتوقف الحرب في سورية .
وبعدها وبفترة قصيرة إنسحب حزبنا من هذا الإئتلاف العروبي- الإخواني .
كما ودعونا المجلس الوطني الكوردي أيضًا إلى طلاق هذه المعارضة المأجورة والعودة إلى (قامشلو )لخلق مرجعية كوردية تمثل الكورد في جميع المحافل الدولية.
وما دعوة الراحل سكرتير حزبنا ومن على قناة (روداو)جهاراً نهاراً إلى إجتماع طارىء للملمة شتات الحركة الكوردية ودعوة الإطارين الكورديين :
المجلس الوطني الكوردي (ENKS)وحركة المجتمع الديمقراطي (tev-dem)إلى ذلك الإجتماع من خلال العديد من الجولات المكوكية إلى مكاتب جميع الأحزاب السياسية الكوردية ولكن كل الدعوات وبكل أسف لم تلق آذاناً صاغية .
ونتيجة لهذا الوضع المأساوي والخطير من التشظي والتشويش والتشتيت والكيدي اغتصبت (عفرين -سرى كانيه-گری سپی)
وما نتأمله ونريده ونبتغيه من الراعيين على إدارة هذه المفاوضات (الكوردية-الكوردية)التي تجري الآن أن تكون قضية الشعب الكوردي وحقوقه المشروعة في سلم أولوياتهم وتحالفاتهم ، وليس توزيع المناصب والكراسي والمنافع الحزبية الضيقة والأنانية المقيتة تلبية لدعوة الراحل (عبدالحميد درويش) في خلق شخصية كوردية مستقلة تمثل الكورد تمثيلاً تعيد لهم العزة والكرامة وتحفظ لهم إرثهم النضالي ، وتلبية لنداءاتكم المتكررة وتصريحاتكم اليومية وتصريحات أغلب قادة الحركة السياسية الكوردية وبشكل يومي أثناء تأبين وفي خيمة العزاء للراحل الكبير الأستاذ عبدالحميد درويش:
(سنجعل من خيمة عزائك مظلة للكورد جميعاً ، وسنحقق أمنيتك التي أفنيت جلَّ عمرك من أجلها:
((الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة…))
…
ألمانيا 18 / 6 / /2020