إن من يراجع تاريخ الحروب والأزمات في العالم قديما ًوحديثاً لا بد وأن يستنتج التالي :
بالحوار والتفاهم على طاولة المفاوضات يُبان (الخيط الأبيض من الخيط الأسود) ويعرف كل طرف ما له وما عليه من مسؤوليات وواجبات وحقوق تجاه الآخر (المخالف والمختلف ) وهذا لا يعني بالمطلق أنك بقبولك الجلوس مع الجهة الحاكمة سواء أكانت ((ديكتاتورية أو دموية أو إرهابية أو ديمقراطية)) والتي لا بُدّ منها عاجلاً أو آجلاً تكون قد تنازلت عن مبادئك وأهدافك التي ناضلت وقاتلت من أجلها ولعقود ٍ طويلة وخاصة إن كانت برعاية دولية وصاحبة قرار (الحل والربط )وله اليد الطولى في أزمتك السورية وهذا ما لمسناه ولمسه كل العالم وفي أكبر تجمع للدول وأعلى هيئة دولية (مجلس الأمن الدولي ).
وما أقصده هو النظام الروسي وتدخله الفظ واللامحدود في الأزمة السورية بقضه وقضيضه وأسلحته الحديثة الفتاكة وصواريخه العابرة للقارات، ودوره ((السياسي والديبلوماسي)) في رسم خارطة جديدة لمنطقتنا منطقة الشرق الأوسط بالموازاة مع ((الولايات المتحدة الأمريكية)) والتي لا يختلف إثنان على أنها (قيد التطبيق )إن لم نقل في مراحلها الأخيرة .
وللعلم أن الكورد في الأجزاء الأخرى من كوردستان وفِي فترات سابقة فاوضوا (أنظمتهم الغاصبة لكوردستان )ودون وسيط دولي (مفاوضات الحزب الديمقراطي الكوردستاني_إيران برعاية الدكتور الشهيد عبدالرحمن قاسملو مع آيات الله في فيينا )و(ومفاوضات الرئيس الراحل جلال الطالباني والرئيس مسعود البرزاني مع النظام الديكتاتوري صدام حسين في بغداد ) في ثمانينيات القرن الماضي ، وكذلك مسيرة السلام والديمقراطية في تركيا مع حزب العمال الكوردستاني ، علما أنهم كانوا يمتلكون قوة عسكرية ومقاتلين وبيشمركة أشداء وبواسل ومع ذلك قبلوا والتزموا بالعملية السياسية التفاوضية ولم يرفضوا دعوات الحوار .
وهنا يتبادر إلى الذهن أسئلة عديدة تجعلنا نحن الكورد في حيرة من أمرنا:
_أية سياسة تلك التي تتبنونها وترفض مبدأ الحوار والمفاوضات ؟؟؟؟!!!!.
_متى كانت المفاوضات برعاية دولية كالتي دعيت أطراف الحركة الكردية إليها الآن وفِي فتراتٍ زمنيةٍ سابقة…؟؟؟!!
علما أن كل أحزاب الحركة السياسية الكوردية ((تصّرح ))وفي كل أدبياتها ولقاءاتها ومقابلاتها المرئية والمسموعة بأنها مع الحوار والحل السلمي …..!!!!!!!!
إذاً:
كيف تحل المسألة السورية الوطنية وأنت ترفض الحل السياسي والحوار على طاولة المفاوضات ومع الروس والنظام على مستقبلك السياسي وحقوقك المشروعة!!!!؟؟
حقا أنها مفارقة عجيبة لا بل مسرحية هزلية ومثار للشك والريبة تضاف إلى سلسلة المهازل والإنكسارات التي منيت بها حركتنا السياسية الكوردية خلال السنوات الثمان من الثورة السورية المجيدة والتي أثبت وبالدليل القاطع أنها لم تكن بمستوى الحدث ، ولم تحتكم لجمهورها الكوردي الواسع ، ولم تلتزم بما تتطلبه ضرورات المرحلة ، لا بل أصبحت مطية لأجندات الدول الإقليمية والدولية والتي تعمل( ليل نهار)على إبقاء الكورد في هكذا وضع (بائسٍ ومزري و هش )حيث حملات التشهير والتخوين والمزيد من التشرزمات السياسية والإنشقاقات البارامسيومية وخدمة أجنداتها الخبيثة دون أن يرف لقادة الحركة السياسية الكوردية جفنٌ ويتنازل عن برجه العاجي ويلتزم بطاولة حوار أخوي ((كوردي -كوردي))وتشكيل وفد مشترك متجانس وقوي لتمثيلهم في أي محفل تفاوضي (محلياً واقليمياً ودولياً)وبذلك نعيد للكورد هيبته ودوره في رسم خريطة الوطن السوري وتحقيق الحقوق الكوردية المنشودة والمتفق عليها أصلاً…….