إن من يقرأ التاريخ الكوردي القديم منه والحديث فأنه يُبْهَر بالقادة والملوك الكورد العظام الذين شيَّدوا حضارات ٍ وأمم وممالك وقلاع ٍ وقصور ٍ فخمة ٍ تدل دلالة ً قاطعة على عِظَم ِ حضارا تهم وأمجادهم التليدة والخالدة والتي لا تزال العديد من هذه الآثار مشيدة وأصبحت كنوزاً وإرثاً حضارياً ومَعْلَماً من معالم هذا الإنسان الكوردي ودلالة ً قاطعة ً على تاريخ ذلك الشعب العريق والذي يرجع إلى آلاف السنين قبل الميلاد بحسب العلماء والباحثين والمستشرقين الغرب الذين زاروا ((بلاد مابين النهرين))((ميزوبوتامية))نذكر منهم على سبيل المثال:
(كزينفون وويل ديورانت مؤلف كتاب قصة الحضارة…… وسقراط وبطليموس ومروراً بلازارييف ومينورسكي ووو)
ونذكر من هؤلاء القادة الكورد العظام (كي قباد-كيخسرو-وإبن خلكان وسعيد النورسي ووووو)الذين كانوا يتمتعون بثقة عالية من لدن شعبهم إضافة إلى قوتهم الإقتصادية وازدهارهم ورقيهم وتطورهم في مجال هندسة القلاع والقصور والجسور .
وفِي تاريخنا المعاصر والحديث فقد كان للبدرخانيين شخصيات (كارزمية ومحورية) استقطبت الشعب الكوردي لتشكيل كيان كوردي مستقل ، وكذلك الشيخ (سعيد بيران)و (سمكو الشكاكي)و (قاضي محمد)الذين كانوا يتمتعون بصفات قيادية إلتفت حولها الجماهير الكوردية وأصبحت ثقة الشعب بها مطلقة وقاتلوا بكل ما يملكون من شجاعة وإخلاص تحت قيادة هذه الشخصية الكوردية أو تلك ، وكذلك القائد الكوردي الرمز (المُلا مصطفى البارزاني)الخالد طيب الله ثراه وأدخله فسيح جناته والذي كان أسطورة للنضال الكوردي في مقاومة ومقارعة مغتصبي كوردستان ،وحكيم السياسة الكوردية الأستاذ (جلال الطالباني) الذي رحل في وقت نحن أحوج ما نكون لدوره وقيادته وشخصيته الكارزمية والمحورية في نضالالات شعبنا في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها شعبنا الكوردي والأكاديمي الكوردي اللامع والسياسي القدير الدكتور نورالدين ظاظا …..هذا غيض ٌ من فيض .
وحيث لا توجد دولة في العالم تستطيع أن تحكم جميع مواطنيها بالإكراه والإجبار ، وفِي كل الأوقات والأزمنة ، ولا حتى جزءاً صغيراً منهم ولمدة ٍ طويلة ، فلا بد ّ أن تستند حكومة تلك الدولة أو ذلك الإقليم إلى قبول رعاياها وأفرادها الحرِّ لها ،وإلى ثقة الناس بها ، وتقديرهم لما تقوم به .
ولكي تكون حكومة تلك الدولة أو ذلك الإقليم قوية ً وملبية ً لمتطلبات شعبها لا بد َ أن ترتكز على ركائز ثلاث :
((الكفاءة الإقتصادية ، والكفاءة العسكرية ،والكفاءة السياسية المتمثّلة بشخصيات تلك الحكومة والشخصية القيادة وذات (كارزما ومحورية)وثقة الجماهير بها)).
ومن وجهة نظري الشخصية أعتبر البند الثالث هو أهم تلك البنود وجوهرها وأهميتها تكمن في ثقة الشعب بتلك الشخصيةالكارزمية والمحورية التي يتمتع بها قيادة تلك الحكومة ، وترتبط دوامها وفعاليتها بمدى ثقة الجماهير بها وتحفيزها وإلا فلن تدوم طويلا ً وستنخر جسدها( المحسوبية والفساد الإداري ) ولا تظهر تلك الموافقة العفوية للمواطنين وروح الولاء التي لا يمكن للأمم أن تبقي وتعيش من دونها ، إلاّ عندما يشعر المواطنون بأن ّ زعماءهم أشخاص ذوو كفاءة ً عالية ً، وقدرة ً جبارة ً، وأنهم يكرّسون جل ّ حياتهم بإخلاص ونزاهة ٍ لمصالح شعبهم العامة ، ويمتلكون (المثال الإخلاقي والنزيه والرحيم) الذي يجبر الآخرين على إحترامهم ورفع القبعات لهم تبجيلا ً وافتخارا ً…
وفِي المحصلة النهائية فإن الخير والصلاح إنما يتجسد في المجتمع من خلال شخوصه وأفراده الذين سخروا حياتهم لمصلحة شعبهم وقضاياهم القومية العادلة……
فكم من شخصيات كوردية مرموقة كانوا ذوات (كارزما سياسية ومحورية)أغتيلوا ولا زالوا يغتالون سياسياً لمجرد أنهم كانوا ذوات نهج (كوردي علماني )بعيد ٌ كل البعد عن المراوغة والمهاترات السياسية وفي قيادتهم خلاص ٌ للكورد…؟؟؟!!!