صديق ملا: الشعب السوري وتخاذل المجتمع الدولي

Share Button

منذ انطلاقة الثورة السورية وتحديداً من الخامس عشر من آذار (2011)والتي انطلقت شرارتها الأولى من صرخة أطفال درعا المدوية:
(الشعب يريد إسقاط النظام )هب الشعب السوري من شماله إلى جنوبه ، ومن شرقه إلى غربه ، وبصوت سوري واحد:
(يا درعا نحن معاك حتى الموت.. )فتوسعت دائرة الثورة وبسرعة قياسية لتعم جميع المدن والبلدات السورية ، وملأت الشوارع والساحات بحناجرها الرصينة ، وبذلك استولت على معظم الأراضي السورية ، وأصبحت تحت تصرف المعارضة السورية والجماهير الشعبية الهادرة، فاضطرت القوات والجنود إلى الإنسحاب من معظم هذه المناطق والأطراف وتمركزت في داخل المدن الكبيرة في مربعاتها الأمنية واستمرت المعارضة بقوتها وتوسعها وشعبيتها حتى نالت تأييد ودعم العديد من الدول الكبيرة كأمريكا وغالبية الدول الأوربية والتي أصبحت تعرف (أصدقاء الشعب السوري )واستمرت الثورة على هذا المنوال من القوة والتأييد حتى الأشهر الستة الأولى من انطلاقتها سلمية يتصدون بصدورهم العارية طلقات الرصاص الحي من الأجهزة الأمنية وشبيحتها إلى أن تسلقت بعض العناصر الفاسدة السلفية ((الإسلاموية والقومجية ))ممن ادعوا أنهم معارضة قيادة الحراك الجماهيري هذا من جهة.
ومن جهة ثانية عمدت أجهزة الأمن السورية إلى عسكرة الثورة وتسليحها فوزعت الآلاف من قطع السلاح على المدنيين بغية حرف الثورة عن الهدف التي قامت من أجلها (الحرية والكرامة )وبذلك اختطفت الثورة من جماهيريتها وشعبيتها الواسعة والعريضة فأصبحت مطية لأجندات الدول الإقليمية (تركيا اردوغان) و الدول الخليجية (السعودية وقطر )والتي لم تكن ولا في يوم من الايام صديقة للشعب السوري ، وبدأت لعبة الشد والجذب تفعل فعلتها بالشعب السوري البطل ، وبدأ المال السياسي يفرض نفسه على قيادة تلك المعارضة الهزيلة والضعيفة أمام الكميات الهائلة من أموال (البترو_دولار ) فانحرفت معها ثورة الشعب السوري من ثورة تنادي بالحرية والكرامة للشعب السوري ، وإسقاط النظام الديكتاتوري الدموي في قصر المهاجرين إلى ثورة تخدم أجندات النظام وتخدم السلطنة العثمانية الجديدة المتمثلة بالسلطان أردوغان وأحلامه الطوباوية في كل من العراق وسورية ، وتخلى المجتمع الدولي شيئا فشيئا عن الشعب السوري ، وتركه وحيدا وعرضة للعواصف الهوجاء التي بدأت تتلاعب بسفينته ، وجعل من سورية ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية ، والتي تمثلت في عدم إمكانية تمرير مشاريع القرارات لصالح الشعب السوري (بفيتوات…؟؟!! )عديدة من روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي ، وأطلقت العنان للدب الروسي وإيران يسرح ويمرح في طول الأرض السورية وعرضها دون اكتراث لأمريكا وقوتها العظيمة وبالإتفاق مع إسرائيل وآيات الله في طهران والتي مافتئت تقاتل ب(حرسها الثوري )إلى جانب الجيش العربي السوري في قمعها للمعارضة السورية والشعب السوري وبمؤازرة الطيران الحربى الروسي وذلك تمهيداً (للهلال الشيعي )التي طالما خططت له منذ ثمانينات القرن الماضي وبالتعاون مع ((حزب اللات اللبناني ))والنظام السوري وعصائب أهل الحق والحشد الشعبي في العراق وكل ذلك لم يحرك المجتمع الدولي ساكناً وتركت الشعب السوري يعاني الأمرين من معارضتها الهزيلة والمشتتة من جهة وتخاذل المجتمع الدولي من جهة ثانية.
وبذلك فقد المجتمع الدولي هيبته واحترامه لدى غالبية شعوب العالم وشجعت النظام الدموي في سورية على لملمة أوراقه واستعادة قوته والذي كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط المخزي له ولزبانيته من أجهزته القمعية ، كما وأطلق العنان للدب الروسي يستعيد قوته وعظمته والتي افتقدته منذ تفكك الإتحاد السوفيتي السابق في تسعينات القرن الماضي ويصبح قوة عظمى على حساب الشعب السوري المقدام بالرغم من الوجود الأمريكي وقوته العسكرية الجبارة وأساطيله الضخمة وأجهزته الحديثة والذي أعطى المجال للتنظيمات الجهادية السلفية بالتمدد والإنتشار في كل من العراق وسورية (داعش وأخواتها )…..
فإلى أن تستعيد المعارضة السياسية السورية أوراقها المحروقة وتلملم جراحاتها ، وتختار قيادة فعلية وعملية لتولي مسؤلياتها وتقود الشعب السوري ، وتعتمد كليا على طاقاتها المحلية وحاضنتها الجماهيرية تستوجب:
-عقد مؤتمر وطني سوري يدعى له جميع المكونات السورية من (عرب وكرد ومسيحيين وعلويين ودروز وآشوريين وتركمان وووو.. )من دون إقصاء أو تهميش ﻷحد ، عندئذ يمكن وضع استراتيجية جديدة لخلاص الشعب السوري من هذا النظام الدموي وأجهزته القمعية …
فإلى ذلك اليوم نتطلع بفارغ الصبر….

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 639 من الديمقراطي

صدور العدد الجديد (639) من جريدة الديمقراطي باللغتين العربية و الكردية. الافتتاحية : من المعلوم ...