إن عودة سريعة إلى تاريخ الشعب الكردي نستنتج :
أن أحد العوامل الأساسيةلفشل الحركات والإنتفاضات والثورات الكردية القومية القديمة منها والحديثة هو (التآمر و الخيانة من داخل الصف الكردي )فمنذ ما يزيد على أكثر من ألف عام ونضال الكورد مستمر ، ويسير هذا النضال دوما نحو الأمام وإلى مستوى متقدم .ولكن مع الأسف الشديد يواجه هذا النضال في كل مرة بالفشل ، وقليل من شعوب العالم ناضلت بحجم الشعب الكردي ، ولكن نصيبه من الظلم والإضطهاد والتدمير والموت كان أكثر من جميع شعوب العالم ، إضافة إلى أن الكرد من أكبر الشعوب القديمة في العالم ولهم تضحيات عظيمة في المجالين المادي والمعنوي ، ولكنه لم ينجح حتى الآن في نيل حقوقه القومية المشروعة والعادلة، ولا يتمكن من تأسيس دولته الخاصة به ، بل بالعكس من ذلك ظل الكرد يستخدمون كل إمكاناتهم من أجل تشويه صورة أخيه الكردي ، ويحاول كل منهم أي(الكردي )فرض سيطرته على الآخر .
الأمر الذي جعل من الدول المعادية له أن يستفيد بسهولة من ذلك لمصلحتهم، وبذلك حاول البعض من قادة الحركة الكردية وتحت غطاء(المسألة القومية الكردية )تحسين علاقاتهم مع الدول المجاورة لتحقيق الكثير من المكاسب ، والحصول على الإمتيازات المادية والمعنوية ، وما نراه الآن ونتلمسه من هذه القيادات وشبكة علاقاتها مع تلك الدول والتي لم ولن تكون في يوم من الأيام صديقة الشعب الكوردي ،لا بل تخطط تلك الدول الغاصبة لكوردستان ليل نهار للإيقاع بالكوردي في حرب كارثية مع أخيه الكوردي .
مرة بطرق مباشرة يعرفها القاضي والداني ، وأحيانا كثيرة تخطط مع جاراتاتها من الدول التي تتقاسم معها كردستاننا الحبيبة فتعقد الصفقات وتتنازل لبعضها البعض خدمة للصالح العام ألا وهو (إجهاض )كل توجه أو مشروع يهدف إلى تحرره وانعتاقه من الظلم والإضطهاد ، دون أن يأخذ ((قاداتنا السياسية…؟؟؟!!!)) في الحسبان ما يخطط لهم في دهاليزهم المخابراتية ، واجنداتهم الخبيثة التي تجعل الكورد أداة طيعة لتمرير مشاريعه وصفقاته المشبوهة .
والأحداث أثبتت أن مصالحهم العامة هي في سلم أولوياتهم إلا الكرد فهم آخر ما يفكرون به (المصلحة العامة )….
فالتكاتف والتعاضد ،ووحدة الكلمة والخطاب الكردي الموحد هما السبيل الوحيد لتحقيق مطاليبنا المشروعة العادلة ، وليس الحقد والأجندات الحزبية الضيقة ، وتشويه صورة بعضهم البعض كما يحصل اﻵن في كردستان بشكل عام وكردستان سورية بشكل خاص وهنا يحضرني قول للشيخ سعيد بيران عندما طلب منه أخوه الشيخ بهاء الدين أن يبيع جميع ممتلكاته وأمواله ويذهب إلى بلد مجاور بعد أكتشافه وتلمسه خيانة أقرب المقربين له حيث يقول :
((أنا أعلم أن النضال ضد هؤلاء الظالمين عمل صعب جدا ، ﻷن الأتراك متضامنين ومتوحدين ، ولكنني أجد نفسي مسؤولا أمام الشعب الكردي ، وسأفدي بكل مالي وأملاكي وأولادي قربانا لشرف وكرامة الشعب الكردي…. )).
فأين نحن الكرد من هكذا عمل بطولي خالد ….
فالشعب الكردي إن لم يحرر نفسه من هذه المؤامرات المستمرة والمتواصلة ، فإنه لن يستطيع أن يحقق النجاح أبدا ، وكذلك فإن الشعب الكوردي إن لم يعتمد على إرادته الحرة سوف لن يستطيع أن يحرر نفسه من مخالب هذا الإخطبوط ، وﻷن معظم هؤلاء الكورد السياسيين يشتغلون في السياسة بإسم الكرد ليسوا صادقين ، فحيثما تنتهي مصالحهم تنتهي معها حياتهم السياسية أيضا…