صدور العدد الجديد (643) من جريدة الديمقراطي باللغتين العربية و الكردية.
الافتتاحية :
إن قوة الكرد ووحدتهم تعني قوة سوريا ووحدتها
لم تزل الساحة السورية، بعد سقوط النظام البائد، تشهد تطورات دراماتيكية تتسم بطابع الشد والجذب، وخطوة إلى الأمام وأخرى إلى الوراء، بين إرادة البناء التي ينتظرها ويسعى إليها كل العقلاء والحكماء من الوطنيين في عموم الساحة السورية وبمختلف انتماءاتهم القومية والدينية، وبين إرادة الدمار والخراب والارتهان لإرادة القوى التي لا تسعى إلّا إلى إشباع غريزتها الساديّة بإحراق أجساد السوريين والتلذذ بآلامهم والعبور من فوق أشلائهم من أجل تأمين مصالحهم الاقتصادية وتنفيذ مشاريعهم العنصرية والمذهبية المقيتة.
وفي ظل هذه التطورات الكارثية المتلاحقة، تمكن الكرد بعد طول انتظار الخروج من عنق الزجاجة بموقف موحد يمكن البناء عليه كخطوة مهمة على طريق السير نحو حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في سوريا والتي هي في الوقت نفسه قضية وطنية بامتياز، فجاء الكونفرانس الكردي الذي انعقد في مدينة القامشلي بتاريخ (٢٦/٤/٢٠٢٥)، في هذا الإطار حيث أجمعت الحركة الكردية بمختلف روافدها السياسية والثقافية والاجتماعية، على وثيقة تتضمن خارطة طريق عملية لإيجاد حل عملي لإحدى أكثر القضايا الوطنية تعقيدا في البلاد، تدعو إلى اعتماد نظام تعددي لا مركزي في إدارة البلاد، ودستور عصري يضمن حقوق مختلف مكونات الشعب السوري وفي مقدمتها الشعب الكردي الذي يشكل ثاني أكبر مكون قومي في البلاد، وبناء دولة ديمقراطية مدنية تسودها الحرية والعدالة والمساواة، وينتفي فيها التمييز والقهر والاستبداد..
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الكرد أن يستقبل شركاؤهم في الوطن خطوتهم هذه بالترحيب والتأييد، وأخذها نموذجاً لتوحيد المكونات الأخرى ضمن نسيج وطني فسيفسائي جميل، تفاجأنا باستنفار الشوفينيين من مختلف مواقعهم ضد هذا الكونفرانس الذي افتتحه الجنرال مظلوم عبدي بهذه الكلمات: (إن قوة الكرد ووحدتهم تعني قوة سوريا ووحدتها)، واعتبروه مشروعاً انفصالياً يهدف إلى تقسيم البلاد، مكررين خطاب الكراهية والحقد الشوفيني الذي ظل النظام البائد يفبركه بحق هذا المكون الوطني الأصيل طوال أكثر من ستة عقود، مستنسخين تهديداته العنصرية وتكرار اسطوانته التخوينية ليس فقط ضد الكرد، وإنما ضد المكون العلوي ووصفهم بـ(فلول النظام السابق)، وضد المكون الدرزي الأصيل واعتبارهم (عبدة العجول)، الأمر الذي يضع الشعب السوري بمختلف مكوناته الوطنية في فوهة نفق مظلم من القتل والتدمير والكوارث، لا تبدو في نهايته أية بارقة ضوء..
لقراءة وتحميل العدد اضغط هنا: