كتبت صحيفة “كوميرسانت” أن عاصمة إقليم كوردستان أربيل ستشهد يوم 15 سبتمبر/أيلول القادم عقد أول مؤتمر وطني عام للكورد. وتتصدر جدول أعمال المؤتمر مسألة بناء دولة كوردية مستقلة. ويعارض ذلك كل من العراق وتركيا وإيران وسوريا، حيث يقطن عشرات ملايين الكورد. وتقول الصحيفة أن المؤتمر سيستغرق 3 أيام. ويأمل منظموه بأن يصبح خطوة هامة على طريق تحقيق وحدة الكورد باعتبارهم أكثر الشعوب سكانا في العالم الذين ليست لديهم دولة مستقلة.
ويكتسب مؤتمر أربيل أهمية خاصة على خلفية التطورات الأخيرة في سوريا، حيث وجد الكورد أنفسهم منجرين الى الحرب مع الجماعات الإسلامية الراديكالية المرتبطة مع تنظيم “القائدة” مثل “جبهة النصرة” و”الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
وقد أعلن الكورد التعبئة العامة لصد هجومها ويخوضون المعارك الدامية معها على مدى أكثر من شهر.
وصرح مندوب حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في روسيا علي عبد السلام محمد للصحيفة قائلا:” هذه الحرب ليست حربا لنا. لكن هناك محاولات لحمل الكورد على المشاركة فيها بذرائع مختلفة. وكان ما يسمى بالمعارضة السورية تتهمنا أكثر من مرة بالتعاون مع نظام بشار الأسد، إلا إننا أعلنا منذ نشوب النزاع الحياد.
وندافع الآن عن أنفسنا من هجمات القاعدة”. وقد أقنعت هذه التطورات الكورد السوريين بضرورة توسيع الحكم الذاتي وتعزيزه تشريعيا.
ويقترح الكورد السوريون بأن يثبت الدستور المتبنى بعد انتهاء الحرب الأهلية في سوريا الحقوق الخاصة للكورد.
وأكدت مصادر في وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تؤيد مشاركة الكورد بصفتهم وفدا مستقلا في مؤتمر “جنيف – 2”.
هذا واستغرب الخبراء أن تلك الخطط الكوردية لم تلق معارضة من جانب أنقرة. وقد أجرى زعيم حزب الوحدة الديمقراكي الكوردي صالح مسلم محادثات مع القيادة التركية التي جرت حسب مصادر كوردية في جو بناء.
ومن المعروف أن أنقرة كانت تعارض دوما أية خطوات يتخذها الكورد في اتجاه نيل الاستقلال. لكنها لم ترفض مخططات الكورد السوريين الرامية إلى إعلان الحكم الذاتي.
ويدل هذا الأمر على ان السلطة التركية تنحرف تدريجيا عن ممارسة نهج شديد إزاء الكورد في محاولة تسوية المسألة الكوردية في بلادها. وتقول الصحيفة أن السلطة التركية لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن المشاركة في مؤتمر أربيل.
ولم يستبعد المتحدث باسم الخارجية التركية لونت غومرو كتشو أن يوفد إلى المؤتمرممثلون عن هيئة المخابرات الوطنية التركية يلعبون دور الوساطة في مفاوضات أنقرة مع حزب العمال الكوردستاني.
وكتبت الصحيفة أن منظموا المؤتمر يعلقون عليه آمالا كبيرة ويعتزمون أن يعلنوا فيه كون الكورد أمة لا تتجزأ. وأكد ميراب شامييف رئيس الاتحاد الدولي للجمعيات الأهلية الكوردية أن المؤتمر سيشهد طرح قضية قيام دولة كوردستان مستقلة. فيما تتساءل الصحيفة عن “أين تمتد حدود تلك الدولة”؟.
روسيا اليوم