بمجرد ظهور رأي أو بيان من قبل الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا حول حدث كردستاني معين، سرعان ما تتفتح شهية البعض للتشهير بالموقف أو اعتباره موجها ضد طرف سياسي كردي أو كردستاني ناسين أو متناسين أنه من حقنا كما هو من حق الأخرين إبداء آرائنا فيما يخص هذا الحدث أو ذاك وبشفافية، وموضوعنا اليوم هو البلاغ الصادر عن اجتماع المكتب السياسي لحزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا حول جملة من أحداث الساعة بما فيها الانتخابات البرلمانية العراقية ودعوة حزبنا وتمنياته لقائمة الاتحاد الوطني الكردستاني بالفوز في هذه الانتخابات وهذا حق طبيعي ومشروع لنا ولا يحق لاحد أن يحجب عنا هذا الحق للأسباب التالية:
أولا: تربطنا مع هذا الحزب علاقات تاريخية تمتد إلى خمسينات القرن الماضي عندما كان الراحل جلال الطالباني يعيش ويدرس في مدينة دمشق وارتبط بعلاقات صداقة مع السيد عبد الحميد درويش سكرتير حزبنا، وامتدت هذه العلاقة وتطورت حتى يومنا هذا بين حزبينا.
ثانيا: إننا نرى في الاتحاد الوطني الكردستاني حليفا استراتيجيا لحزبنا نتيجة لتقارب العديد من مواقفنا السياسية من هذه القضية أو تلك في هذا الجزء أو ذاك من كردستان وعلى المستوى القومي العام أيضا.
ثالثا: إن الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا يرى في الاتحاد الوطني الكردستاني حاملا للمشروع القومي الكردي وأحد أهم دعائم ترسيخ الحياة الديمقراطية في كردستان العراق.
رابعا : إننا أكدنا مرارا وتكرارا بأن الاتفاقية الاستراتيجية بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني هو العامل الأساسي في تثبيت الاستقرار في كردستان وأي خلل لهذه الاتفاقية سيعرض كردستان ومكتسبات الشعب الكردي للخطر، وهذا ما أكده الأستاذ عبد الحميد درويش للسيد مسعود البارزاني أثناء لقاء اللجنة المركزية بجنابه وهو كان موافقا ومؤيدا لهذا الموقف.
خامسا: إذا أيدنا هذه القائمة أو تلك فلا يعني هذا أننا فقدنا استقلاليتنا أيها المتباكون على استقلالية القرار السياسي الكردي، الكل يعلم ويدرك تماما أن الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا هو صاحب فكرة القرار السياسي الكردي المستقل، وهو من عانى ويعاني حتى اليوم من قبل مناوئي هذا الطرح والقاصي والداني يعرف هذه الحقيقة البسيطة.
سادسا: على مدى عقود من العلاقة المتينة بين حزبنا والاتحاد الوطني الكردستاني لم نتعرض يوما للضغط من قبل الاتحاد بتبني هذا الموقف أو ذاك بل كانت سياساتنا نابعة من إراداتنا الحرة.
سابعا: لقد أثبت الأحداث ومنذ سبعينات القرن الماضي وحتى يومنا هذا صحة مواقف حزبنا من مجمل الاحداث الكردستانية والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى أننا كنا وسنبقى أصحاب القرار السياسي الكردي المستقل مع جّل احترامنا لأشقائنا من كافة أجزاء كردستان.
من هنا فأننا ندعو السادة أبطال الفيسبوك والمتمترسين خلف الخنادق الكف عن هذه المواقف المسبقة الصنع واتهام حزبنا بفقدانه للاستقلالية أليس من حقنا أن نعلن عن تأييدنا لمرشح رئاسي في اسيا أو أفريقيا أو أوربا إذا كنت ترى أنه أقرب إلى افكارك من مرشح آخر. ما العيب والضير في أن نتمنى لقائمة الاشقاء في الاتحاد الوطني الكردستاني بالفوز، لم نسمع أصواتكم ونحيبكم وعويلكم عندما تحدث احداث سياسية كبيرة تلقي بظلالها على القضية الكردية في عموم أجزاء كردستان دون أن يرف لكم جفن، ونعتقد أن اللبيب من الاشارة يفهم، نقول لهؤلاء المنظرين وفلاسفة الفكر والسياسة كفوا عن هذا الطرح فهي ليست إلا مجرد زوبعة في فنجان، يجب أن نكون واقعيين وموضوعيين وصادقين مع أنفسنا في مواقفنا السياسية لا أن نطرح انفسنا في البازار السياسي كما يحلو ويروق للبعض، فالحقيقة مهما تأخرت ستأتي رغم معرفتكم بأن الحقيقة أين تكمن.
مكتب الاعلام للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا
قامشلو: 7 – 5 -2018