في التاسع والعشرين من شباط عام 2014 تحل الذكرى الثانية لرحيل المناضل الكبير (ابراهيم صبري) برحيله نكون قد فقدنا مناضلا بارزاً وصلباً ترك بصماته النضالية جلية على الصعيد القومي والوطني وكذلك اثراً كبيرا في قلوب رفاقه ومحبيه ولم يحيد قيد أنملة عن درب النضال وعن قناعاته الراسخة في مخيلته بمصداقية وعدالة قضية شعبه لذلك كرس جل اهتمامه وحياته في خدمة قضايا شعبه الذي كان ولا يزال محروماً من أبسط الحقوق القومية التي يتمتع بها شعوب العالم حسب المواثيق والأعراف الدولية ويتعرض إلى شتى صفوف الاضطهاد من جراء السياسات الشوفينية البغيضة المتبعة بحقه لذلك دخل معترك النضال السياسي وهو لا يزال في ريعان شبابه حيث انتسب إلى صفوف الحزب P.D.P.K.S في عام 1958 أي بعد أقل من عام من تأسيس الحزب ونتيجة نشاطه المميز وجرأته في تنفيذ القرارات الحزبية والالتزام بها دون تردد نال ثقة ومحبة رفاقه وتدرج في الهيئات الحزبية بكل تفاني وإخلاص حتى أصبح عضوا في اللجنة المركزية عام 1972. وفي المؤتمر الوطني الذي انعقد في كوردستان العراق عام 1970 نال عضوية القيادة المرحلية وذلك لتوحيد طرفي الحزب في سوريا ونظرا لنشاطه الريادي والمميز في المنطقة طلب منه المرحوم المناضل ملا مصطفى برزاني أن يبقى في ضيافته في كوردستان العراق لفترة غير محدودة وذلك لتحديد مسؤولية الخلاف بين طرفي الحزب في سورية واستغرق بقاؤه في كوردستان العراق لدى المرحوم مصطفى ملا برزاني ما يقارب ثلاثة أشهر. كان الرفيق ابراهيم صبري مثال المناضل المخلص والجريء. ناضل بين كافة شرائح المجتمع الكردي بإيمانٍ قوي وعزيمةٍ لا تلين لينشر أفكار ومبادئ حزبنا وبث روح التضحية والفداء والوعي القومي والطبقي في مجتمع قد تفشى في صفوفه الجهل والتخلف والأمية آنذاك . وتعلمنا منه الحروف الأولى من الأبجدية القومية والوطنية التي كانت غائبة ومحظورة لدى الشعب الكردي وكل ما نجهله عن شعبنا من عادات وتقاليد ولغة وتراث وفكر وتاريخ وذلك لتسليح الشعب بالعلم والمعرفة لمواجهة السياسات الاقصائية والتعتيم الاعلامي المضاد والممنهج على الخصائص القومية لشعبنا الذي يهدف إلى صهره في بوتقة القومية السائدة .نهلت هذه الأفكار الشوفينية من غلاة العنصريين من أمثال محمد طلب هلال الذي كان يدعو من خلال كراسته السيئة الصيت إلى تجهيل وتجويع وتهجير شعبنا ليبقى منغمسا في ظلام الجهل والتخلف . ترك الرفيق ابراهيم بصماته النضالية بين أبناء شعبنا في كل مدينة وقرية أو بلدة في مجمل المناطق الكردية جزيرة كوباني وعفرين وكذلك الرقة ودمشق ولم يتردد لحظة واحدة من تخفيف وتيرة النضال رغم الظروف الصعبة وأجواء الملاحقة والتعذيب والسجن مرات عديدة في منفردات النظام وأذكر في هذا الصدد أنه اعتقل مع مجموعة من الرفاق في صباح يوم عيد الأضحى عام 1988 تحت حجج وذرائع واهية واتهامات باطلة وبقي صامدا يواجه مصيره تحت التعذيب والضرب من قبل زبانية النظام حتى بات غير قادر على ارتداء حذائه لفترة طويلة . كان الرفيق ابراهيم من المناضلين الذين سحبت منهم الجنسية بسبب نشاطه المميز بين الجماهير وبقي محروما من الجنسية حتى تمت إعادتها مؤخرا له بعد اندلاع ثورة الحرية والكرامة في سوريا . نال الرفيق ابراهيم ثقة رفاقه وكان يتمتع بالصدق والوفاء والإخلاص والجرأة في ممارسة النقد والنقد الذاتي الهادف والبناء ويحاول دائما تصحيح الاعوجاج بنبرة هادئة وسلوكٍ حضاري وسجالٍ موضوعي يهيئ لها كل أسباب التفافهم للوصول إلى الحلول الموضوعية والبناءة التي تساهم في تطوير وخدمة مجتمعه وبعد مناقشة أي موضوع كان ينسى فحوى المناقشة والسجال مع الشخص الذي اختلف معه ويكون هو المبادر إلى إعادة أجواء التفاهم والمحبة. حافظ الرفيق ابراهيم على ثبات موقفه حيال حزبه وقضية شعبه بكل تفاني وإخلاص وعضوا بارزا في اللجنة المركزية إلى أن وافته المنية في 29\2\2012 إثر مرض عضال ألم به وبمناسبة الذكرى الثانية لرحيل الرفيق ابراهيم نقول له انك فارقتنا جسدا الى مثواك الاخير ولكن ذكراك العطرة ستبقى مخلدة في قلوبنا كخلود جبل جودي في قلب كردستان ونعاهدك باننا سوف نسلك الدرب الذي سلكته مهما كان وعرا ونرفع راية النضال عاليا بعزيمة الشباب وحكمة المناضلين الشرفاء من امثالك حتى تتحقق الاماني والطموحات في الحرية والديمقراطية وتحقيق الحقوق القومية المشروعة حسب المواثيق والاعراف الدولية ضمن بلدنا سورية التي نسعى جميعا الى أن تكون ديمقراطية وتعددية فدرالية حرة يشعر ابنائها بالأمن والاستقرار. فنم قرير العينين فان رفاقك وشعبك ماضون في مقارعة الظلم والاستبداد حتى يتحقق اهداف شعبنا كاملة
-
صبيح محمود 1/3/2014 الديمقراطي 3-3-2014