في الاونة الاخيرة كثر الحديث عن الخلافات بين الاطراف الكردية في المجلس الوطني الكردي من جهة وبين المجلسين الكرديين من جهة اخرى . وهذا ما خلق جواً من التوتر وعدم المصداقية بين الاطراف المنضوية للهيئة الكردية العليا.
بدلامن تفعيل دورها ودعمها والعمل سوياً لتطبيق اتفاقية هولير بكافة بنودها . لتصبح مرجعية وحيدة للشعب الكردي في سوريا وهذه الخلافات وصلت الى مستوى الشارع الكردي , وهي بالاصل ناتجة عن اختلاف المرجعيات الكردستانية [المجلس الوطني يعود بمرجعيته الى هولير وحزب الاتحاد الديمقراطي يعود بمرجعيته الى حزب العمال الكردستاني ]
وبين هاتين المرجعين خلافات وتناقضات عميقة وصل الى حد الاقتتال الكردي الكردي لسنوات عديدة من اجل بسط النفوذ والسيطرة عسكريا على الساحة الكردستانية , واستخدام العنف كوسيلة لانهاء الازمة . بدلا من الحوار والحل الديمقراطي , يبدوا ان تلك الخلافات ما زالت جذورها باقية في اذهان وعقول رؤساء وسكرتاريات واعضاء ومؤيدي. الاحزاب الكردية في سوريا . ناسين هموم ومآسى وآلام شعبهم . مستسلمين لتلك المرجعيات والمناهج لكسب الامتيازات والنفوذ . فالافضل ان يسلم لهم الورقة الكردية في سوريا ويخرجوا من الساحة السياسية . كونهم غير مخجولين وغير مؤهلين لوضع خطة لخارطة الطريق لحماية المناطق الكردية في شمال وشرق البلاد . من الهجمات الشرسة واللااخلاقية التي تشنها جبهة النصرة ودولة الشام والعراق الاسلامية على المدن والبلدات الكردية التي تعيش في حالة هدوء نسبي بعد انسحاب قوات النظام منها . بذريعة ان الكرد في الاصل غير مسلمين ,وإن حملتهم تهدف الى الفتح الاسلامي وتطبيق القواعد والشرعية الاسلامية في هذه المناطق التي تشكل جزءا من أرض سوريا . لتشكيل إمارة إسلامية موالية لدولة اردوغان العثمانية .
ناسين بأن الشعب الكردي بقيادة البطل والقائد الكردي والاسلامي صلاح الدين الايوبي قد حرر فلسطين وللمرة الاولى والاخيرة في التاريخ العربي والاسلامي وحتى التركي من الغزو الصليبي. فأين العرب والاتراك وملالي الفرس وعملائهم وصنيعهم [جبهة النصرة ودولة الشام والعراق الاسلامية ] ليوجهوا مدافعهم وصواريخهم الى من يحتل القدس الشريفة . ام انهم لا يقوى إلا على الضعفاء فيفترسون اشلائهم وينهبون اموالهم وممتلكاتهم ويحرقون الاخضر واليابس بالمتفجرات والدوشكا . فهؤلاء مصيرهم الجهنم وبئس المصير . وهم كفرة وملحدين وفاسقين واعداء الاسلام والمسلمين . ويقول الله عز وجل في كتابه العزيز [ انما المؤمنون أخوة] وهم بذالك يكونون اعداء الله
فاللافت هنا هو صمت المعارضة السورية من هجمات هذه الجماعات على المناطق الكردية في الوقت الذي تبدي فيها قلقها من سلوك وممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي واتهامها لهم بالارتباط بالنظام .
فالسكوت كما يقولون علامة الرضا. هذا ما يفسر بأن المعارضة السورية خاصة المجلس الوطني والائتلاف راضيان تماما عما تتعرض لها المناطق الكردية من هجمات جبهة النصرة ودولة الشام والعراق الاسلامية ومؤسسيها وداعمها تركيا .
لكونهم يشربون من بأرٍ واحد .لا يخفى على المراقب الدور التركي في الاحداث التي تشهدها المناطق الكردية . فهي تخشى من إقامة كيان كردي في سوريا على غرار اقليم كردستان العراق , وانحسار دورها الاقليمي والدولي مستقبلاً وانسحاب البساط من تحت قدميها لتحل محلها كردستان الكبرى . لذالك تسعى بكل ما لديها من قوة عسكرية واستخبارية وبالتحالف والتنسيق مع القوى والحركات الارهابية والنصرانية والتكفيرية . التي تخالف الاسلام والدين الاسلامي الى إقصاء المكون الكردي من المشهد السوري لحسابات دولة اتاتورك تتعلق بالقضية الكردية عموما .
الغريب وأمام كل هذه التحديات والهجمات تتجه الاطراف الكردية نحو الانقسام في الموقف السياسي بل والأبعد من ذالك التفرد باتخاذ قرارات مصيرية تمس المصالح العليا للشعب الكردي وترسم المصير المستقبلي لهم . لا أعتقد بأن الخطاب الكردي في سوريا ستتوحد إلاْ بتوحيد خطاب المرجعيات الكردستانية . في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة الى وحدة الصف والخطاب الكردي في سوريا لأن اليد الواحد لا يصفق كما يقول المثل بل هي ضرورة وضرورة ملحة .