يبدوا للمتتبع للواقع السياسي الكردي في سوريا ان هناك ازمة حقيقية بين قادة الحركة الكردية فهم من جهة يوهمون انفسهم بالمعرفة والعلم والتكبر ويحللون المسافات القريبة والبعيدة للرؤى والتحركات الدبلوماسية الجارية على الساحة المحلية والاقليمية والدولية .
حيث التناقض والتباين الظاهرين بين الوعود والكلمات الرنانة لا تخلوا من عبارات ومفردات لا جدوى لها ولا منفعة لشعبنا الكردي الذي ضحى ويضحي من اجل الحصول على قسط من الحرية والكرامة ومن جهة اخرى الهروب من الواقع المزري لعدم ايمانهم بأحقية شعيهم في ايجاد كيان خاص بهم في المناطق التي يسكنونها في سوريا. مبررين استيرادهم لمناهج وافكار غيرهم من القوى الاقليمية لآعطاءهم شرعية التدخل في شؤوننا الداخلية . وتصدير خلافاتهم الشخصية والحزبية الى مدن ومناطق خارج الحدود السورية .
هنا أستطيع القول بأن الخلاف الذي لا يحل في قامشلو وديريك لا يمكن حلَه في اي بقعة من بقاع الارض. وانهم بتصرفاتهم هذا يضعون الشخصية الاعتبارية الكردية عرض الحائط . في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة الى لملمة البيت الكردي لايجاد مرجعية وحيدة لنا تمثلنا داخليا وخارجيا . ليصبح خطابنا واحدا في المحافل الدولية .لكسب ود وعطف الدول المؤثرة على الازمة السورية عموما والكردية بشكل خاص.
فمنذ اكثر من اربعين عاما ونحن مجبرون على رفع صور للرئيس حافظ الاسد واولاده ونهتفون لهم . الآن نهتفون لشخصيات لا يحملون الجنسية السورية . صحيح انهم من الكرد لكن الواقع السياسي والجغرافي يمنعهم من الترشح للانتخابات القادمة التي ستجري في سوريا بعد سقوط النظام بل ويمنعهم حتى من حق التصويت . كونهم غير سورين.
الا يوجد بين الشعب الكردي في سوريا شخصا واحدا نتفق عليه ليكون قائدا لنا . لنرفع صوره في الشوارع والساحات العامة وحتى في بيوتنا ان كانت قضيتنا تحل بالصور . حتى ننهي هذه الحالة الجدلية وننهي الاقتتال الكردي الكردي للابد. فهذا ان دل على شئ انما دل على عدم ايماننا بقضيتنا واعطاء صورة مشوهة لنا وفي الوقت نفسه نقص ثقافتنا ووعينا السياسي . واعتمادنا على الاخرين بدلا من اعتمادنا على انفسنا حيث ضحينا بالغالي والنفيس من اجل ايصال السفينة التي بنيناها وهي الان في عمق البحر الى بر الامان بجهودنا وافكارنا النابعة عن تراثنا وثقافتنا الذاتية . فالذي لا يستطيع ان يحمي نفسه وذويه لا يستطيع حماية الاخرين . والذي لا يحمي بيته وماله فيكون من الضاليين .
لقد طاف الكيل بالكورد السوريين من تدخلاتهم ودعواتهم الديماغوجية.وينطلقون من اعتبارات بان السياسة تنبع من المصلحة و المنفعة الذاتية التي قوامها القوة والتسلط .فاننا لسنا ضد اراداتهم وقراراتهم. لكن ليس على حساب شعبنا الكردي في سوريا . كان من الواجب ان يقدموا لنا الدعم والمساعدة في كافة المجالات. لاننا سبقناهم في ذالك والتاريخ يشهد . فقد التحقت الاف من خيرة شاباتنا وشبابنا بالثورات الكردية في شمال وجنوب كردستان لا لمنفعة ذاتية وانما حبا وايمانا بقضية شعبنا الكردي. في تلك الاجزاء املين ان يحققوا النصر وينالوا حقوقهم المتمثل بالادارة الذاتية او الفيدرالية كون الواقع الجغرافي لديهم كانت مناسبة وملائمة حيث الجبال الشامخة . بعكس واقعنا وجغرافيتنا . حيث فرضت علينا ان نخوض نضالا سياسيا صرفا للحفاظ على شعبنا من الضياع والويلات .
والان شاءت الاقدار وانقلبت الموازين ففي الوقت الذي نحمل فيه السلاح ونخوض ثورة حقيقية مع النظام السوري فان اخوتنا في شمال كوردستان تخلوا عن السلاح معتمدين الحل السلمي والسياسي لحل قضيتهم .اذا فان الاولية لقضيتنا لاننا وصلنا الى المحطة ما قبل الاخيرة . فلماذا نقلل من شأننا خاصة اننا قدمنا لهم كل اشكال الدعم والمساعدة .والان ماذا يقدمون هم لنا . علينا ان لا نخجل عندما نقول باننا سوريون اولا . خاصة اننا اصحاب اعظم حضارة , وان الاثار التاريخية والابحاث العلمية تشهد بذلك . طالما ان قضيتنا هي قضية سورية فان الحل لابد ان يكون سوريا . وهذا يحتم على جميع الاحزاب والقوى الكردية في سوريا دعم ومساندة الهيئة العليا الكردية ليكون المرجعية الوحيدة لنا ,وننأى عن تشكيل تحالفات واتحادات وجبهات لندخل في صراعات وخلافات لا تخدم سوى اعداء الشعب الكردي في سوريا وبهذا نثبت للعالم قاطبة باننا على المستوى المسؤولية واننا قادرون على حماية مناطقنا ومصالح شعبنا ونبذ كل اعمال العنف والمضايقات والخلافات الشخصية والحزبية الضيقة . والاستفادة من تجربة كردستان العراق.