بعد اجتياح تنظيم داعش الاسلامي المتطرف للمناطق السنية في العراق بدءا من محافظة الموصل شمالا الى محافظة صلاح الدين وديالة جنوبا ووقوعها تحت سيطرته اثر انسحاب القوات العراقية المؤلفة من ألويتين تاركين ورائهم كامل اسلحتهم الخفيفة منها والثقيلة كهدية من رئيس وزراء العراقي السابق نوري المالكي لحليف دربه ونهجه الطائفي والمذهبي بخطة خبيثة واللامسؤولة للاقصاء من السنة الذين ثاروا في شوارع الانبار والفلوجة وبعقوبة مطالبين بترحيله وتأمين مطاليبهم المتمثل بالشراكة الحقيقية مع الشيعة في حكم العراق باتفاق بينه وبين نظام الاسد في سورية القابع على صدر السوريين منذ ما يقارب نصف قرن بالحديد والنار و باستشارة وتدخل نظام الملالي في ايران .
ومن هنا دخلت تركيا على الخط باعتبارها احدى اكبر واهم دولة في المحيط الاقليمي للعراق ومنطقة الشرق الاوسط لتحصل هي الاخرى على جزء أو قطعة من الكعكة التي تتم تحميصها وبناءا على صلتها الوثيقة بهكذا تنظيم ارهابي جلاد وحرصا منها على أمنها القومي وخوفها العميق والمستمر من الكرد والقضية الكردية التي تتم الاعداد لحلها في اروقة كبريات عواصم الغرب خاصة واشنطن وباريس فقد سارعت الى الاتفاق مع هؤلاء المجرمين الذين جمعهم العجاج العاتم بغباره الكثيف القادم من الصحراء العربية الكبرى في المغرب العربي والطقس القاسي المتجمد من القفقاس بقمامتهم وزبالتهم العفنة الكريهة .
وبخطة مفبركة بين الجانبين استولى داعش على قنصليتها بكامل طاقمها الدبلوماسي في مدينة الموصل واحتجازهم كرهائن لا ستخدام تلك الورقة المنتهية المفعول وقت الحاجة .فقد علم عدة مصادر محلية وعالمية بعلاقة تركيا بداعش وامدادها له بالمؤن والاعتدة اضافة الى علاج مرضاه في مشافيها وجبهة النصرة ايضا بشهود عيان في داخل اراضيها وبعض المنظمات الانسانية والحقوقية وكذلك وحدات حماية الشعب الكردي الذين وقفوا ضد اعمالهم البشعة بحق المدنيين العزل في رأس العين ومشاهدتهم لسيارات الهلال الاحمر التركي واسهامهم في نقل واسعاف جرحى تلك الجرادين لغرض معالجتهم مقابل امتيازات واستحقاقات سياسية معينة تضمن لتركيا مكانتها وهيبتها كدولة عضوا في حلف النيتو علاوة على التعاون الامني والاستراتيجي الذي يربطها بأمريكا .
والاهم من كل ذلك ربط قضية الشعب الكردي بالارهاب ومنع اي تقارب بينهم وبين دول التحالف الاربعين خاصة قضية الشعب الكردي في سوريا وتداعياتها وتأثيراتها على شمال كردستان اضافة للمصادر المذكورة فقد ابدت كل من المانيا وبريطانيا والدانمارك استيائهم من تعامل تركيا مع هذه المنظممة الارهابية الي باتت تشكل اكبر تهديد لمنطقة الشرق الاوسط والعالم برمته وخطر حقيقي على امنهم ومصالحم الحيوية لذا فلم يبقى امام العالم سوى ان تتحد وتتحالف مع بعضها البعض للحد من تمدد هذا العدو القاتل والوقوف في وجهه وضربه لاقتلاعه من جذوره ورغم انها انكرت تعاملها مع هؤلاء المجرمين ردا على تلك الاتهامات .ولكن بسبب تخبطها وعدم استطاعتها فهم الواقع الحالي والمتغيرات الجديدة على السياسات والاستراتيجيات المتجددة وعلاقة الغرب القوية مع الكرد في جنوب وغرب كردستان .
صرح داود أوغلو وزير خارجية التركي السابق ورئيس الوزراء الحالي في حكومة اشبه بحكومة البعث في سوريا حكومة اصبحت اغلب مؤسساتها بقبضة حزب العدالة والتنمية الاسلامي بزعامة رجل لا يقتاده ولا يضاهيه احد الا وهو رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية بأنه تم الافراج عن الرهائن ال 49 من البعثة الدبلوماسية المحتجزة لدى داعش وبسبب خوفنا على حياتهم تحفظنا على الانضمام للتحالف ومنذ اللحظة لم يعد هناك مكانا للخوف عندنا وسننظر بجدية الى موضوع انضمامنا للتحالف والسماح بفتح قاعدة انجرليك الامريكية الموجودة على اراضينا لقصف مواقع الارهابيين في مدينة كوباني ومحيطها ولكن كلها كانت مراوغة وخداع لتضليل الرأي العام العالمي فعادت مجددا وربطت انضمامها الى الحلف بشروط مسبقة وهي كالأتي .
1 .اسقاط نظام الاسد .
2 .اقامة منطقة عازلة أو أمنة داخل الاراضي السورية في المناطق الشمالية المحاذية لاراضيها تحت اشرفها بحجة ايواء اللاجئين السوريين .
3 .وضع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا ووحدات حماية الشعب التابع له على قائمة الارهاب العالمي بحجة انه الفصيل السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور لديها .
4 .الغاء الكانتونات أو الحكومات أو الادارات الذاتية التي اسسها الحزب المذكور بهدف طمس الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في سوريا والغائها .
على الرغم من قبولها بدخول البيشمركة الى كوباني عبر اقليمها الكردي الا ان التنظيم المحظور عالميا قد شن هجوما على بلدة كوباني من داخل اراضيها على مرأى ومسمع الناس وتحت انظار قوات حرس الحدود التابع لها على بعد امتار عنه .فقد جاءت في كلمة القاها رئيس حزب الشعوب الديمقراطية الكردي صلاح الدين دمرتاش موثقا الصور ومقاطع الفيديو في مؤتمر عام للحزب بمدينة غازي عنتاب جنوب شرق تركيا حيث انتقد في خطابه سياسة وتوجهات الرئيس التركي اردوغان الذي حول البلاد على حد زعمه الى نظام رئاسي وانه يتصرف وكأنه لا زال رئيسا للوزراء ولا يمكن للحزب الكردي المذكور ان يقبل بتغيير النظام القديم أو نقل السلطة من يد رئيس الوزراء الى رئيس الجمهورية كما طالب داود اوغلو باعتباره رئيسا للوزراء باصدار بيان يوضح فيه ما جرى بالكامل لكن الأخير سارع الى نفي الخبر كعادته المعهودة .
وبسبب تخوف تركيا من البعبع الكردي القادم تتخبط وترتكب افظع الاخطاء فتزيل القناع عن وجهها وتكشف ما في بطونها والتي تسترت عليها طوال هذا الوقت بالكذب والخداع والمراوغة .ولكن الى متى .
يقول أمير الشعراء احمد شوقي .فلا بد لليل ان ينجلي ……………ولا بد للقيد ان ينكسر
ماجديبورج .المانيا .4 .12 .2014