إن حالة التشرذم التي كانت تعيشها الحركة الوطنية الكردية كانت غير مبررة ولا تلاؤم الوضع الكردي العام وتعتبر حالة تشظي وبمؤثرات مختلفة أكثر منها ولادات طبيعية تفرضها المرحلة وضروراتها كما أن التكوينات الحديثة تصب في ذات المنحى وهي مرضية أكثر من كونها مطلوبة لذا ومع الحراك الجماهيري السوري ومعه الكردي دخل الواقع الكردي بما يحويه مرحلة حساسة لا بد من التصدي لمسألة التشتت والتبعثر التي تعانيها القوى المجتمعية الكردية فعملت الأطراف الرئيسية وبمبادرات طيبة للانتقال من الحالة المرضية إلى وضع أكثر ملائمة للواقع ومتطلباته الحتمية وبالحوار والتلاقي على المشتركات المصيرية تشكل المجلس الوطني الكردي كخطوة ايجابية وفي الاتجاه الصحيح
وعلى أرضية النضال السياسي السلمي ورغم عدم نجاح الأطراف ليشمل القوى الكردية كافة بقي تشكيل المجلس آلية مناسبة للتعاطي الكردي والوطني والإقليمي والدولي كان يمكن البناء عليه وتطوير أدائه رغم المحاولات التي استهدفت تلك الغاية …إن التطورات التي تلت تشكيل المجلس الوطني على الساحة السورية والكردية لا تحتاج إلى التفصيل وإنما المعطيات الخطيرة التي ظهرت مع مسيرة الثورة تدفع بالكرد وبشكل متزايد التوقف الجدي وبميزان دقيق عند الوقائع ومفرزاتها ولعل أخطرها استهداف التنظيمات الإسلام السياسي الإرهابية للمناطق والوجود الكرديين .. إن أكثر ما شجع تلك التنظيمات للتوجه إلى المناطق الكردية رغم سلمية الحراك فيها وبعدها عن المراكز المؤثرة في مجريات الثورة هو فشل الحركة الوطنية الكردية في البناء السليم للتمثيل السياسي المناسب للحراك الكردي يحدد الملامح الرئيسية وبشكل واضح للنضال الوطني والقومي للشعب الكردي …
واليوم وبعد اتفاقية دهوك الهامة تبقى مسألة تشكيل المرجعية الكردية في غاية الأهمية وأكثر من أي وقت مضى وبقدر الأخطار المهددة لكل كردي ووجوده حيث الوضع لا يحتمل المبررات والحجج الواهية التي تعرقل وتعيق تنفيذ الاتفاقية .. إن تحقيق وحدة الخطاب والموقف الكرديين يتحمل مسؤوليته الجميع وان بنسب متفاوتة وهو الخيار الوحيد للوصول بنضالات الكرد إلى نتائج ايجابية معبرة عن مصلحة وحقوق الكرد وفي بدايات الحراك الجماهيري قال المناضل حميد درويش / إذا أراد الكرد تحقيق حقوقهم فعلينا إن نتوحد / وتتالي الأحداث والوقائع ما تزال تؤكد صحة وسلامة المقولة وبالتالي ضرورة ترتيب البيت الكردي من الداخل