ضيف اليوم “شورش درويش” ،عضو اللجنة المركزية بالحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا.. اهلاً بك سيد شورش ضيفاً عزيزاً من ضيوف “رحاب نيوز”..
رحاب نيوز : بداية “شورش درويش”.. كيف تقيم وضع حزبكم الموقر وتوجهاته في المرحلة الراهنة؟
باعتقادي حافظ الحزب على خطه العقلاني و ممارسته للسياسة الواقعية من خلال سهولة التعامل مع كافة المستجدات التي تظهر على الساحة السياسة الكردية والوطنية السورية .
استطيع القول أن اجتماعات اللجنة المركزية هي التي تحدد خط عمل الحزب في الفترات القصيرة اللاحقة للاجتماعات ، ودائماً ينال التقييم حصته في هذه الاجتماعات وبالتالي تسهل مسألة الإجابة عن الأسئلة التي تعترض الحياة السياسة من قبيل ” ماذا نريد ، ما العمل ؟”
وباعتقادي الشخصي أن مسار الحزب الداخلي يحافظ على هدوءه والثقة المتبادلة بين القاعدة والقيادة ، وهذا مؤشر كبير على نجاح الحزب داخلياً وهو ليس بالأمر اليسير .
رحاب نيوز : الى أي مدى تتواجد الديمقرطية في حزبكم و بالأخص في انتخاب القيادات وهل انتم بالفعل تقدميون ؟
تتواجد الديمقراطية إلى الحد الضروري والكفيل بالحفاظ على الوحدة التنظيمية والحفاظ على تعدد الآراء داخل المؤسسة الحزبية ، ثم أن الديمقراطية نسبية ونسعى إلى المحافظة على المكتسبات التي حققها الرفاق في هذا المساروالبناء عليها ، ومن نافل القول أن الديمقراطية أمر صعب في حالة الأحزاب التي عاشت في السر قرابة 56 عاماً ، وبالتالي ستزداد المؤشرات الديمقراطية حال حدوث تحول ديمقراطي كبيرفي بلدنا سوريا و يسمح للحزب بالعمل العلني ، وطرح كل مايقوم به من أعمال للعلن ، ليصار إلى محاسبتنا من قبل الشعب .
أما مسألة هل نحن” تقدميون ” باعتقادي أن المفردة استعملت في إطار تاريخي ” مسألة اليسار واليمين داخل الحركة الكردية ” والحروب الشعواء التي مورست ضد حزبنا بغية تصويره كحزب يميني لايلتفت لمسألة العدالة الإجتماعية ، وحقوق الفقراء ، وهو بالضد من اليسار ” الذي كان موديلاً سياسياً وكان أغلب رواده من الملالي وشيوخ الدين بالمناسبة ” عطفاً على قوة اليسار العالمي آنذاك وشعبيته لدى الشعوب المضطهدة .
أما الآن لا نجد ضيراً في مسألة الإبقاء على الاسم التاريخي مقابل قبول مفردات العصر والحداثة السياسية والتعدد السياسي داخل الحركة الكردية ، ونرفض مفهوم الحزب الطليعي والواحد …
ارحاب نيوز : لى اي مدى اثر انكسار الاتحاد الوطني في الانتخابات البرلمانية على سياسة الحزب ؟
أمر طبيعي أن يقبل حزب كبير كالإتحاد الوطني الكردستاني نتائج الانتخابات والذي هو بالمناسبة أحد أهم دعائم إرساء الديمقراطية داخل كردستان العراق والدليل المباركات التي نالها الإتحاد الوطني كمقابل لقبوله منطق الغلبة والإنكسار ، ونحن بدورنا باركنا خطوات الأشقاء في قبول الديمقراطية كمؤشر في أن تصبح كردستان العراق لاحقاً واحة للديمقراطية تهتدي إليها شعوب المنطقة .
وفيما يخص تأثيره على سياسة الحزب سنستعير جملة للأشقاء في الإتحاد الوطني ” خسارة صغيرة ، وانتصارات كبيرة ”
كما لانعتقد أن نتائج انتخاب برلمان الإقليم ستلقي بظلال قاتمة على وضعنا في الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ، ذلك أننا نعمل في جغرافيتين سياسيتين منفصلتين ، وواثقون من صعود الاتحاد لاحقاً وتحقيقه النجاح ، وسنبقى كحزبين متفاهمين وحليفين كردستانيين بمعزل عن تلك النتائج .
رحاب نيوز : هل صحيح كما يقال انكم بعد انكسار الاتحاد الوطني في الانتخابات تحولتم من محور السليمانية الى محور هولير ؟
غير صحيح ولسبب بسيط أننا نرفض سياسة المحاور التي عانينا منها كثيراً ، ثم أن هناك محور يمتد من هولير إلى السليمانية ، ويقف بالضد منه محور يمتد من هولير إلى السليمانية أيضاً .
رحاب نيوز : إلى أي مدى تتفق معي بأن ارتباطكم في الفترة السابقة ب pyd و وجود عناصر من حزبكم في جناحه العسكري ypg ثم انسحابكم من هذا التحالف اثر عليكم سلباً وقلل من قاعدتكم الجماهيرية ؟ وهل ستدخلون في تحالف مع البارتي في المستقبل ؟
نحتفظ حتى اللحظة بعلاقات طيبة مع الأخوة في الإتحاد الديمقراطي ، لكننا نعترض على سياساتهم الأخيرة فيما خص عدم تنفيذ بنود إتفاقية هولير ، وما نجم عنها من إضعاف الهيئة الكردية العليا التي كنا نرى فيها إنجازاً كردياً ووطنياً كبيراً . إضافة أن هناك خطأ أن يقال اننا انسحبنا من وحدات الحماية الشعبية التي لم ننضم إليها أصلاً ، إنما كنا ننسق معهم في مسألة حيوية وقتها وهي كيفية حماية المناطق الكردية من الهجمات المسعورة التي تعرضت لها مناطقنا الكردية وكان الأمر متروكاً للرفاق في المناطق ليقرروا الدفاع عن مناطقهم أم لا ، وأخذ حزبنا قرار الرفاق في تلك المناطق محمل الجد والإحترام ، ولن ندخر جهدا في الدفاع ” عن الذات” حال حدوث خطر حقيقي في مناطقنا ، لسنا حزباً مسلحاً حتى نساءل عن انسحابنا .
صعب أن نقبل تحالف بغير التحالف الأكبر الذي نحن فيه ” المجلس الوطني الكردي حالياً ” أو الهيئة الكردية العليا التي نسعى إلى إحيائها وفقاً لبنود إتفاق هولير .
رحاب نيوز : هل سيكون للهيئة الكوردية العليا وجود و دور في المستقبل وخصوصا بعد هذه التصريحات المتبادلة؟
نؤمن بتصحيح كل الأخطاء التي وقعت ، لاسيما إحياء الهيئة الكردية العليا التي حاول كثيرون اغتيالها ، لإضعاف الأجندة الوطنية الكردية ، الأمر بالغ الصعوبة لكننا نؤمن بشرف المحاولة ، ونعول على المصلحة الكردية العليا .
رحاب نيوز : كيف تقيم سياسة حكومة اقليم كوردستان تجاه الكورد في سوريا ؟
لاشك أن الإقليم هو المتنفس الوحيد لكرد سوريا ، وهو الداعم الرسمي لسياساتنا ومطالبنا المشروعة ، وهو يستطيع تقديم المزيد لمساعدتنا في هذه المحنة السورية ، لدينا قرابة ربع مليون لاجئ هنا وأمورهم مرتبطة بحسن العلاقة ، وعلينا التفكير بمصير هؤلاء ومصير المعبر الكردستاني اليتيم الذي يمدنا بالمساعدات الإنسانية الضرورية .
لاشك ان تفضيل طرف على آخر يؤدي إلى نتائج سلبية ، نأمل من حكومة الإقليم عدم دعم طرف بموازة إضعاف آخر ، فهذا غير منتج ، وسيؤدي لمزيد من الاحتقان القومي وسوء الفهم .
علينا أن نتفهم وضع الإقليم أيضاً وحساسية العمل في هذه المرحلة من عمر الشرق الأوسط ، والتوازنات التي تخيف أكثر مما تطمئن .
رحاب نيوز : كيف ترى مستقبل الاتحاد السياسي و هل بالفعل انتم تتوجهون لاجراء مناوء له؟
نتمنى أن ينجح الاتحاد السياسي في توحيد نفسه في حزب واحد ، فشله سيعرض أحزابه لخطر كبير ، يبدو وضع الاتحاد السياسي حرجاً جراء التفاؤل والوعود التي قطعوها للرأي العام الكردي .
لانفكر بإجراء خط موازي له من خلال عمليات وحدوية عاطفية ، بل سنتعاون مع الإتحاد إن نجح في توحيد صفوفه شريطة أن يتحول لحزب واحد ، لا كإطار نرى فيه تكتلاً خاسراً داخل المجلس الوطني الكردي ، وقد قلنا ذلك مراراً ، نرفض وجود تكتلات داخل المجلس الوطني الكردي .
رحاب نيوز : ما اخر ما تقوله لقراءك في رحاب نيوز.. المساحة لك..
نشكر القائمين على الموقع ، والشكر موصول لقراء الموقع …..
نشكر السيد شورش درويش، كان ضيفاً مميزاً من ضيوف رحاب نيوز.. اعزائي القراء ،إلى اللقاء مع ضيفٍ آخر.