شاؤول منشيه: لا تنسوا الأكراد

Share Button

imagesظاهرة غريبة تستحق الاهتمام ألا وهي أن الأكراد هم أكبر جالية أتنية ليس لها دولة. والسؤال هو كيف ولماذا؟ إن شتى الشعوب والقوميات في هذه الأرض أنشأت دولاً وحصلت على الاستقلال وقبلت أعضاء في الأمم المتحدة إلا الأكراد. وقبل أن نحاول تقصي الحقائق والرد على هذا السؤال، نستعرض بعض المعطيات حول الأكراد..

الأكراد قدموا إلى المناطق التي يعيشون فيها حالياً منذ ألفيّ عام قبل الميلاد. وأنشأ الأكراد كياناً خاصاً بهم اسمه «ميتني» شمالي غرب العراق وشمالي شرق سوريا في محافظة القامشلي حالياً.

تعداد الأكراد يتراوح بين 30 و40 مليون يقيمون في مناطق متجاورة لدول أربع هي تركيا والعراق وسوريا وإيران. والمنطقة التي يعيشون فيها تسمى كردستان وتبلغ مساحتها 230 ألف كيلومتر مربع.

وفي عام 1919 وبعد الحرب العالمية الأولى وعدت الدول العظمى الأكراد بإقامة دولة لهم في الأراضي التي يقطنون فيها، وعصبة الأمم هي الأخرى أوصت بإقامة دولة كردية. إلا أن دول الحلفاء نكثت بوعدها حفاظاً على مصالحها ووزعت الأراضي التابعة للأكراد والتي يعيشون فيها على دول أربع هي العراق وتركيا وسوريا وإيران، وذلك وفق معاهدة لوزان.

والحاصل فإن التاريخ الحديث للأكراد مفعم بالنضال من أجل الحصول على الاستقلال وأكبر حركات التمرد في تاريخ الأكراد الحديث كانت في العراق في الأعوام 1930 و1935 و1946، وعلى امتداد خمسة عشر عاماً من العام 1960 وحتى 1975. إلا أن الأنظمة العراقية على مختلف نزعاتها ضربت تمرد الأكراد بالنار والحديد.

قمع تمرد الأكراد بلغ أوجه في عهد صدام حسين الذي لجأ إلى استخدام غاز الخردل العام 1987 في بلدة حلبجة مما أدى إلى قتل خمسة آلاف وجرح آلاف أخرى. ويقدر عدد الأكراد الذين أبيدوا في حملات القمع لصدام حسين بـ200 ألف.
بعد إسقاط نظام صدام حسين، تنفس الأكراد في العراق الصعداء ونالوا الحكم الذاتي وفق اتفاق مع الحكومة العراقية وانبروا يشغلون مناصب عليا في نظام الحكم.

النظام القمعي في سوريا لم يكن أرحم بالأكراد من نظام صدام حسين، حيث تنكر لحقوقهم الأساسية كمواطنين إلى درجة حرمانهم من الجنسية.

حالياً وبعد مرور عامين ونيف على اندلاع الثورة في سوريا يسعى الأكراد في سوريا إلى بلورة كيانهم في الشمال.
في تركيا كفاح الأكراد بدأ في سني العشرينيات من القرن الماضي، إلا أن نظام كمال أتاتورك أفلح في قمعه، وهذا النضال متواصل حتى الآن والأكراد يتخذون من منطقتهم ذات الحكم الذاتي في شمال العراق مقراً.

في إيران أفلح الأكراد بعيد الحرب العالمية الثانية في إقامة كيانهم في منطقة كردستان الإيرانية برعاية الاتحاد السوفييتي الذي دخل مناطق إيران في غضون الحرب. إلا أن نظام الشاه هو الآخر ألغى ذلك الكيان.

وقد شهدت إيران تمرداً بعد اندلاع ثورة الخميني العام 1979 ولكن ذلك التمرد قمع بالحديد والنار من قبل الحرس الثوري.
تركيا في هذه الأيام تسعى لبلورة فكرة إنشاء اتحاد فيدرالي كبير تركي- كردي يشمل الأكراد في العراق وشمالي سوريا بعد إقامة دولة كردية تكون عضواً في اتحاد فيدرالي مع تركيا.

إن الأكراد في شتى هذه الدول هم حالياً أقرب من أي وقت مضى لتحقيق آمالهم في إقامة دولتهم.

على ضوء هذه التطورات، ما موقف إسرائيل بهذا الشأن المعقد؟

إن إسرائيل ملزمة بالاعتراف بحقوق الأقليات وإرادة الشعوب في تقرير مصيرها، بشرط ألا يكون ذلك على حساب علاقاتها بدول المنطقة. وإذا كانت تركيا ملزمة ومؤيدة لاتحاد فيدرالي مع الأكراد، وهو الاتحاد الذي من شأنه أن يعزز كتلة الدول السنية المعتدلة، فمن الممكن أن تتخذ إسرائيل موقفاً من ذلك ولكن ذلك لن يكون قبل أن تقوم دولة الأكراد على الأرجح.

موقع التلفزيون الإسرائيلي

 

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 88 من جريدة التقدمي

  صدر العدد (88) من جريدة التقدمي الشهرية الصادرة عن مكتب الثقافة و الاعلام في ...