في المقدمة لابد من السرد في بعض من الصفحات التاريخ التي بدورها ظلمت الكثير من الشعوب المنطقة منذ البدء بالتعامل بالسياسة الممولة من قبل دول الكبرى و من جمعيات و المنظمات التي تتدعي حماية الحقوق والأقليات و غيرها من الاسماء والمصطلحات اللامعة في عالمنا المغطس بالدم و التجارة على حساب الحرية الشخصية أو حرية التقرير المصير,بداية ظلم الشعوب المنطقة بشكل ممنهج بداءت من خلال التطبيق الفعلي و العملي لأتفاقية سايكس بيكو في مطلع عام 1916 التي أبرمة سرا في حانات فرنسا و البريطانية بمباركة الدولة الروسية العظمى أنذاك,حيث من خلال تلك الأتفاقية المنتهية الصلاحية حاليا تم تقسيم الشرق الأوسط على أساس مصالح تلك الدول الطباخة لتلك الأتفاقية, ومن هنا بداءت الشعوب المنطقة بالتناحر على أسس قومية و الطائفية و الدينية و بداءت المنطقة منغمسا بمستنقع من الدم راحت ضحيتها مئات الألاف من الأرواح و اتجهت شعوب المنطقة إلى التخلف في كافة مجالات الحيات,ولكن الآن بداء الوعي القومي البحت على أساس الحفاظ على القومية قبل الديانة, و من هنا بداء التفكير بإنشاء كيانات قومية مستقلة إلى حد ما عن الدول العظمى التي بدورها تبارك تلك الخطوات ك الولايات المتحدة الأمريكية و البريطانيا و الفرنسا و غيرها من الدول الأوربية لإدراكهم حقيقة أنتهاء صلاحية أتفاقية سايكس بيكو,و منذ البدء ما سمي بالربيع العربي بداءت الأقليات بإدراك الموقف و أستغلال الفرصة السانحة لهم لنيل دولتهم القومية و على هذا الأساس تم فرض نظرية (أينما ملكت السلاح و القوة و الدعم الدولي فلك الحق في الأعلان عن دولتك) و خصوصا بعد ظهور دولة ما تسمى(بالدولة الأسلامية في العراق و الشام) – داعش- و انتهاكها لجميع أنواع الحريات و القيم البشرية و إزالة الحدود المرسومة بين دولتين طائفتين السابحتين في الصراع الطائفي و المذهبي,و لعلى أبرز المستفدين من كل هذه التغيرات بالتأكيد هي القومية الكردية التي كان حصتها من الظلم و التفسيم لا يقدر على مر السنين,و الكرد لم يتمنوا خوض حربا باهظة الثمن مع الداعش لأنها و في الحقيقة الكرد في جنوب الكردستان قد اكتسبو ثقة الأمريكا و الغرب قبل نشوء داعش,حيث ومن الخلال الفيدرالية قد نشاءوا نواة دولة من خلال علاقاتهم الممتازة مع الغرب و ابتعادها كليا عن مسرح الأرهاب و التطور الأقتصادي و العمراني التي شهدها جنوب الكردستان بشكل لافت,في الحين الكرد في غربي كردستان قد بداءو بإنشاء كانتوناتهم الخاصة بهم من خلال الإدارة الذاتية و الأبتعاد أيضا عن الساحة الساسية الدموية في السوريا,و لكن هجوم داعش على الكرد قد منحهم الثقة الزائدة و استفادوا منها بشكل ممتاز,فظهر هولير و كأنها عاصمة شرق الأوسط و مركزا لصنع القرار للتحالف الدولي في حربهم على الداعش,و سارعت الدول الغربية و الأمريكا في تسليح الكرد في جنوب كردستان و منحها المزيد من الثقة في التكوين نواة الدولة الكردية و أيضا الدعم الأمريكي و نقلها السلاح و العداد للكرد في مدينة كوباني ما كانت إلا تأكيدا على الدعم اللا متناهي للكرد في محاربة الإرهاب,و من خلال هذا التفكير بداء العديد من الشعوب في المنطقة بالعمل على هذا الأساس ,فبداء التركمان بتقوية العلاقات مع الإيران و السريانين كثفوا اتصالاتهم مع الغرب و العرب مازالو متخاصمين متنافسين على رأس الحسين لإنشاء دول طائفية لا قومية و العرب الإيرانين أيضا لهم حلم الأستقلال,ولكن الوحيدون القريبون لنيل دولتهم في الوقت الراهن هم الكرد لأمتلاكهم قوة السلاح و الدعم الدولي و الثقة في التأمين مصالح الدول الغربية و الأمريكا على أراضي الكردستان,فما يهم الأمريكا و الغرب في المنطقة الأبتعاد عن الطائفية و تأمين المصالح و لحسن الحظ اليوم الكرد قادرين على تأمين تلك المصالح,فالمطلوب من الكرد أبراز الكثير من المرونة لحفظ مصالح الدول الكبرى في المنطقة و الشيْ الآخر تأكيد قوة السلاح.