20/3/2013
أقام المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا مساء اليوم 20/3/2013 لقاءاً جماهيرياً في قاعة المؤتمرات التابعة للحزب في مدينة القامشلي بمناسبة حلول عيد النوروز عيد الحرية و المحبة و السلام للشعب الكردي.
و حضر اللقاء عدد من أعضاء المكتب السياسي و اللجنة المركزية للحزب و حشد من الرفاق و الأصدقاء و المدعوين و استهل بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء الشعب الكردي و شهداء الثورة السورية.
القى بعدها الأستاذ فارس عثمان عضو اللجنة المركزية رسالة نوروز، ثم دعا بعدها الأستاذ أحمد سليمان عضو المكتب السياسي للحزب لإلقاء كلمة بهذه المناسبة، حيث نقل تهاني الاستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب و قيادة وأعضاء الحزب إلى الحضور و كافة أبناء الشعب الكردي بمناسبة عيد النوروز.
ثم تطرق سليمان في كلمته إلى معاني و قيم نوروز المتمثلة في الحرية و الكرامة و مقارعة الاستبداد و الظلم و قيم التسامح و المحبة .
بعدها القى سليمان الضوء على تطورات الثورة السورية التي أنهت عامها الثاني مبيناً أن الشعب السوري عقد آمالاً كبيرة على هذه الثورة للتخلص من الاستبداد و الديكتاتورية، و لهذا شارك الكرد في هذه الثورة منذ انطلاقتها، حيث لعبت الحركة الكردية دوراً كبيراً ضمن صفوف المعارضة السورية و إستطاع الكرد من خلالها تفنيد التهم الباطلة التي إلحقها به نظام البعث حيث اوضح للشعب السوري عدالة قضيته و ذلك عندما رفع المتظاهرون في معطم انحاء سوريا شعارات تؤكد أن الكرد جزء من الشعب السوري و لهم حقوقهم ،و الإقرار بان ظلماً كبيراً وقع عليهم.
و اضاف سليمان، أن النظام مارس خلال الثورة سياسة التفرقة حيث قسم السوريين إلى فئات و طوائف بغية زجهم في القتال ضد بعضهم البعض، كما بدا واضحاً ان بعض قوى المعارضة و عدة دول إقليمية و دولية تدخلت لدفع السوريين نحو صراع أهلي و طائفي.
و أكد سليمان أن الكرد استطاعوا ابعاد مناطقهم عن دائرة العنف إلى ما قبل معركة سري كانييه و إبعاد المراهنات على نشوب صراع كردي عربي و هو ما دفع ببعض القوى الإقليمية إلى التدخل بهدف جر المناطق الكردية إلى هذا الصراع، و قد بدا واضحاً عندما هدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأنهم لن يسمحوا للكرد بالسيطرة على مناطقهم و إدارتها.
و اكد سليمان أن الكرد ليسوا ضد تركيا أو أية دولة أخرى مشيراً إلى أنه لا توجد للكرد و السوريين أية مصلحة في خلق عداوات مع جيرانهم ، إلا ان تركيا لعبت دوراً سلبياً تجاه الكرد و خاصة من خلال الضغوطات التي مارستها على المعارضة السورية لإستبعاد الكرد، مشيراً أن هذه الضغوطات لا تخدم الثورة السورية، لذا فإن المجتمع الدولي مطالب بالتدخل للم شمل السوريين حتى يخرجوا من دائرة الهمينة التي تحاول بعض الدول الإقليمية فرضها عليهم.
كما اشار سليمان إلى أن المعارضة السورية بدورها لا تزال منقسمة و هي لم تتفق إلى هذه اللحظة إلا على مسألة إسقاط النظام و لكنها لا تزال مختلفة على القضايا الرئيسية و منها مسألة الديمقراطية و حقوق السوريين، و بين سليمان ان اجتماعاتهم في سري كانييه مع بعض قادة الجيش الحر أكد لهم إن من دخل إلى المدينة ( 12 كتيبة ) كانت جميعها مختلفة في توجهاتها .
و اضاف سليمان ان بعض أطراف المعارضة عرضت إرجاء بحث القضية الكردية إلى ما بعد إسقاط النظام و هذا خطأ كبير تقع فيه هذه المعارضة لأن عدم تقديم ضمانات لحقوق السوريين يدفع بالبلاد نحو المجهول و يساهم في تقسيم سوريا.
و أكد سليمان أن من يريد مساعدة السوريين و خدمتهم لا يدفعهم نحو مواجهة بعضهم البعض و تقسيمهم بحسب أديانهم و أعراقهم و طوائفهم بل يحثهم نحو الحوار فيما بينهم بعيداً عن السياسات الإقليمية، لأن إتفاق السوريين سيكون موضع ترحيب حتى لدى المجتمع الدولي.
و أضاف سليمان: سنبقى دائما على التواصل و العمل مع أطراف المعارضة السورية للتوصل إلى رؤية سياسية تضمن حقوق السوريين كافة حيث ان لحزبنا و سكرتيره الاستاذ عبد الحميد درويش دور كبير في هذا المجال رغم كل الصعوبات التي تواجهه، مؤكداً أن الكرد سيقون محافظين على مبادئ الثورة السورية في المناطق الكردية وفق رؤيتنا لهذه السورية و بشكل سلمي.
و أكد سليمان أن إتفاقية هولير كان لها دور كبير في توحيد القرار الكردي، مشيراً إلى أن من يريد مصادرة هذا القرار فهو مخطئ فكسر القرار الكردي يؤذي الكرد و قضيتهم و نأمل من أولئك الذين يراهنون على هذا أن يراجعوا موقفهم.
و اشار سليمان إلى أن هناك اهتمام دولي بالقضية الكردية في سوريا و قد جرت خلال الشهر الماضي ثلاثة مؤتمرات دولية خاصة بالقضية الكردية بدأت في عمان برعاية عدد من الدول العربية كما عقد مؤتمران في باريس و جنيف بحضور دولي بارز حيث أكد الحاضرون أن بناء أي واقع للكرد سيظل أمراً واقعا لا يمكن تجاوزه في المستقبل.
كما أشار سليمان إلى أن مؤتمراً آخر يحضر له في البرلمان الأوربي خاص بالقضية الكردية مؤكداً على الدور الهام للهيئة الكردية العليا على الساحة الدولية حيث أبدى وزير الخارجية البريطاني و الخارجية الروسية و السفير الأمريكي روبرت فورد على استعدادهم للقاء وفد من الهيئة الكردية العليا، مشيراً إلى أن الائتلاف السوري بدوره وافق على الحوار مع الكرد باسم الهيئة الكردية العليا.
و اضاف سليمان أن لهذه الأسباب يأتي إستهداف دور الهيئة الكردية العليا من جهات إقليمية معرباً عن أمله أن وعي الشعب الكردي سيبقى سداً منيعاً أمام محاولات الإستهداف هذه.
و أشار سليمان أن بعض القوى الكردية بدورها و لحسابات حزبية ضيقة بغية السيطرة على الشارع الكردي تحاول التشويش على دور الهيئة الكردية العليا، داعياً إياها إلى الحفاظ على الثوابت القومية و الاستراتيجية للشعب الكردي و الإبتعاد عن الانانية الحزبية.
و أوضح سليمان أن هناك اتهامات توجه إلى حزبنا و خاصة من قبل الاتحاد السياسي الذي كانت وجهت لنا الدعوة للإنضمام إليه عند تشكيله، و قد أوضحنا لهم منذ البداية رأينا بأن تشكيل هذا الإتحاد لا يخدم الكرد لأن ما يجمعنا في المجلس الوطني الكردي هو اتحاد أكبر، فأجابونا بأنهم اقدموا على هذه الخطوة بهدف الاندماج التنظيمي لاحقاً، فأخبرناهم كيف ستكون هناك حالة إدماجية و هناك حزبان فيه إنشقا عن بعضهما منذ عام واحد و لا يستطيعان التوحد في هذه المرحلة، و تمنينا عليهم أن لا يشكل هذا الاتحاد حالة تكتلية داخل المجلس الوطني الكردي.
و أضاف سليمان بان الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا لم يكن من بين الموقعين على اتفاقية هولير و لكن الحزب عمل من اجل تفعيل هذه الاتفاقية و إذا كان ذنبنا أننا نعمل بموجب هذه الاتفاقة فهذا موضع فخر لنا.
و أكد سليمان أن اتفاقية هولير أثار جنون تركيا عقب توقيعها مما دفع بهم إلى ارسال وزير خارجيتهم داوود اوغلو للقاء وفد المجلس الوطني الكردي و اعتباره ممثلا للشعب الكردي في سوريا معتبرا أن تركيا لن تقبل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، مما دفع بنا إلى توضيح موقفنا أن PYD حزب كردي سوري و من مصلحة الكرد أن يبقوا موحدين في إطار واحد و هو الأمر الذي يخدم سوريا و ثورتها.
و أشار سليمان أن رفاق الحزب في سري كانييه إتخذوا قرارهم بالدفاع عن كرامتهم و أرضهم و أن قيادة الحزب ساعدتهم لتنفيذ قرارهم و قد كان هناك قرار سياسي كردي بالوقوف ضد من يريد استهداف الكرد رغم كل التضحيات.
و أوضح سليمان أن علاقة الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا مع حزب الاتحاد الديمقراطي لا يأتي على حساب العلاقة مع الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) او حزب يكيتي أو غيره من الأحزاب الكردية، و إن قرار الدفاع عن المناطق الكردية هو قرار المجلس الوطني الكردي نفسه و هو ما يتطلب منا العمل من أجل تنفيذ هذا القرار.
و اكد سليمان بأن التقدمي لن يأخذ الإذن من أحد للدفاع عن شعبنا و مناطقنا.
و أشار سليمان إلى أن البعض يعتبر ما يجري من تحرير للمدن الكردي هي مسرحية، و إذا كانت كذلك فأن السياسة تقتضي بأن نعمل على استلامها و ادارتها و نحن نتمنى أن تعم هذه المسرحية كامل سوريا و أن يقوم النظام السوري بتسليم سوريا للسوريين.
و أكد سليمان أننا لن نسمح بتدمير مناطقنا بغية الحصول على صكوك الوطنية من قبل بعض الجهات التي لا تروق لها بقاء الدم الكردي غير مسفوحاً، مشيراً إلى أن الجيش الحر أخبرهم بأن المراكز الحدودية في المناطق الكردية تعتبر مناطق سيادية لهذا فأنه يقوم بالدخول إليها، حيث قلنا لهم أننا نمثل السيادة في مناطقنا و إن لم نكن كذلك فإننا لن نرضى بأحد أن يكون سيداً علينا.
و أكد سليمان في ختام كلمته بأن مصادرة القرار الكردي يشكل تهديداً و خطراً كبيراً على الشعب الكردي و قضيته مؤكدأ بأنهم سيقفون بوجه من يريد إستهداف الكرد و مصادرة قرارهم.