قال أحمد سليمان الناطق الرسمي للهيئة الكردية العليا لوكالة هاوار قائلا “نحن نعتقد بأن ما يحدث في مدينة تل أبيض وسريه كانيه وكذلك في مناطق جل آغا والقرى المحيطة بها وأغلب المناطق الكردية، وهجمات المسلحين على شعبنا هو نتيجة لحالة الاستقرار التي تسود مناطقنا وأيضا نتيجة التفاهم والتعايش المشترك بين مكونات مناطقنا كافة”.
واشار عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بأن “الهجمات تزايدت بشكل ملحوظ بعد حالة التفاهم الحاصلة بين مختلف التيارات والأحزاب السياسية الكردية وكذلك قيام الكرد بسد الفراغ الأمني الحاصل في غرب كردستان من الناحية الأمنية والخدمية، وكل هذا خلق نوع من الخوف لدى بعض الأطراف المتطرفة داخل سوريا والمرتبطة بالجيش الحر والتي تجهل توجهات الحركة السياسية الكردية وتدعي بأن هذه الحركة هي حركة علمانية ويجب تطبيق الشريعة الإسلامية بحقهم كما تدعي ما تسمى بدولة الشام والعراق الإسلامية بأن الكرد هم أناس لا يعرفون الدين هذا من جهة، ومن جهة اخرى فأنني أعتقد بأن هناك أطراف إقليمية ودولية عديدة تتخوف من التطورات المتسارعة لما يحدث كما نرى بأن سوريا لم تعد تحكم من قبل أبنائها بل مفتوحة أمام الأجندات الإقليمية والدولية التي حولت سوريا إلى ساحة صراع”.
وتابع سليمان “أعتقد أن السبيل الوحيد نحو حماية مكتسبات الشعب الكردي هو توحيد الخطاب والصف الكرديين, وأعتقد أننا نمر بمرحلة باتت العلاقات الكردية – الكردية متوترة للغاية فيها، فعلى سبيل المثال العلاقات بين مجلس شعب غرب كردستان والمجلس الوطني الكردي ليست بالجيدة وأيضا الهيئة الكردية العليا باتت معطلة وكذلك العلاقات بين أطراف المجلس الوطني الكردي باتت في وضع سيئ للغاية، باعتقادي هذه الخلافات تمهد الطريق أمام هذه الهجمات التي تتعرض لها مدننا ومناطقنا يجب علينا أن نوحد الصف والخطاب الكردي ويجب على جميع الأطراف السياسية الكردية توضيح موقفها السياسي تجاه من يقوم اليوم بحماية المدن والمناطق الكردية وكذلك إدانة اعمال هذه الجماعات التكفيرية بشكل صريح وواضح”.
واكد سليمان بأن “دخول الجماعات التكفيرية والأجنبية إلى المناطق الكردية أمر غير مقبول وغير مرحب به من قبلنا كحركة سياسية كردية كما جاء في المواثيق التي تم إبرامها بين مجلس غرب كردستان والمجلس الوطني الكردي وأيضا جاء هذا في أتفاق هولير الذي نتج عنه تأسيس الهيئة الكردية العليا، عدا عن ذلك فأن هناك خطر حقيقي يواجه مناطق غرب كردستان بشكل عام, وأي هجوم من قبل الجماعات المسلحة سواء كانت مرتبطة بالجيش الحر أو جبهة النصرة والجماعات التكفيرية الأخرى لا يخدم الثورة السورية بل يخدم النظام المستبد ويعمل على اطالة أمده”.
ونوه سليمان الى ان “هذه الهجمات ستقود المنطقة إلى صراع أهلي بين المكونات من عرب وكرد ومسحيين ومكونات أخرى، سندفع فاتورة هذه الصراعات من دماء أبناء شعبنا بكافة أطيافه ومكوناته، فهذه المكونات لها تاريخ طويل وعريق من التعايش الأخوي المشترك، أثبتت ذلك أثناء المحاولات الحثيثة لبعض الأطراف الخارجية لجر المنطقة إلى الحرب الأهلية ولكنها فشلت تماما”.
وأضاف سليمان قائلا “في النهاية أود أن أطالب قيادة كل من الائتلاف الوطني السوري المعارض وقيادات الجيش الحر بتوضيح موقفهما تجاه هجمات جبهة النصرة والجماعات التكفيرية بحق المناطق الكردية”.
عن هاوار