أخبار عاجلة

زيا ابراهيم: ترك استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا جريمة بالإشتراك

Share Button

12/5/2013

تتوالى الأدلة والتقارير الدولية على استخدام النظام البعثي السوري للأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً ضد شعبه في عدد من المناطق المتوترة، من اجل تغيير كفة الموازين العسكرية لصالحه ضد الجيش الحر وإدخال الذعر والرعب في نفوس الشعب من أجل ثنيه عن المضي في ثورته الباحثة عن الحرية والكرامة.

فقد ذكرت احدى هذه التقارير المتعددة المصادر وبشكل لا أخلاقي ودون أدنى مراعاة للمعايير الإنسانية بوصف ” الاستخدام المحدود” لهذه الأسلحة الكيماوية او على اقل تقدير باستحدام غاز الأعصاب “السارين” وكأنها تنتظر اللامحدود.

فقد جاء مؤخراً على لسان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأنه قد اصبح لدى الولايات المتحدة الأمريكية ادلةٍ قاطعة على هذا الأستخدام المحدود الذي يمكن تدفع الإدارة الأمريكية على فرض حظر جوي على المنطقة الشمالية من سوريا. على الرغم من إن الرئيس الأمريكي باراك اوباما قد عبر سابقا من إن استخدام الأسلحة الكيماوية ” خط احمر” لا يمكن القبول بتجاوزه؟ ولكن يبدو أن لسان حال الدول الغربية تقول: بأننا سننتظر حتى يحدث الإستخدام اللامحدود والشامل لهذه الأسلحة الفتاكةَ!!!

مصدر الصورة Onlin Zeit  : بعد هجوم القوات النظامية السورية، السكان في حلب يلبسون القناع الواقي أثناء بحثهم عن الضحايا

فلو عدنا إلى حرب البوسنة من 1992ـ 1995 والإبادة والمجازر الجماعية ضد الأقلية المسلمة فيها وبالأخص في (سربينشا) كوسوفو، فقد كانت القوات الدولية من القبعات الزرق المؤلفة خاصة من القوات الأوروبية تراقب هذه المجازر وتقف مكتوفة الأيدي أمام هذه المجازر المروعة ولم تتدخل إلا بعد الإبادة  في حزيران عام 1995Srebrenicaالجماعية التي راح ضحيتها أكثر من 8000 قتيل في مجزرة.

فمن المعروف في عالم القانون أن الجريمة تعتبر جريمة ( وأن لم تكتمل) بتوافر عناصرها الأولية من النية والتخطيط المبيت، لذلك  فأن رجال القانون لا ينتظرون حتى وقوع الجريمة كاملة بل يتدخلون لمنعها في المراحل الأولى.

ولكن يبدو ان رجالات السياسة لهم حسابات أخرى بعيدة عن موازين العدالة والدفاع عن الحق ودرء الظلم عن البلاد والعباد.

لقد أحدثت المجازر المرتكبة في البوسنة فيما بعد تأكيدا بتخاذل أوروبا عن منع هذه الأبادة الجماعية في عقر دارها، التي كانت أوربا بعيدة عن مثل هذه المجازر منذ الحرب العالمية الثانية 1993 ـ 1945. وقد أدان الرأي العام الأوروبي فيما بعد نفسها وحكوماتها، بأنها أيضاً شاركت راتكو مليدتش (Ratko Mladi`c)  من الجيش الصربي في هذه الإبادة وذلك بالفعل السلبي أو مايسمى في القانون (فعل الترك).

وفي هذا المجال أود أن أذكر أن الجنود ذوي القبعات الزرق وخاصة الهولندية منها التي كانت ترابط وقتها هناك قد أصابهم بعد الحرب عقد نفسية وهلوسة جراء الفظائع التي شاهدوها، حيث أنهم وقفوا موقف المشاهد ولم يتدخلوا لمنعها، وقد أقدم الكثيرون منهم فيما بعد على الإنتحار.

لذلك على المجتمع الدولي (ممثلة بمجلس الأمن) والأنساني التدخل في الحالة الإنسانية في سوريا وأن لا ترجح كفة الأمتيازات والأولويات السياسية اللأخلاقية على الجانب الإنساني، وإلا فأن وصمة عار أخرى ستضاف على جبين الأنسانية فيما لو استخدم هذا السلاح الفتاك هذه المرة على نطاق واسع و (اللامحدود؟!) ولاسيما أننا جميعا نعرف بأن البعث الحالي لا يختلف عن مثيلتها من البعث المقبور فكلاهما عفلقي المنشأ والمنبت.

والسؤال الذي يورق الجميع، هل سيتسائل المجتمع الدولي بعد حين كما تسائل الجنود ذوي القبعات الزرق بعد مجازر البوسنة بكل تأنيب ضمير وبعد فوات الأوان:

ـ لماذا لم نقاتل؟؟

زيا براهيم ـ ماجستر قانون دولي

 

 

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مصطفى دهقان: مخطوط كردي سرياني في بغداد (( عرض مخطوط عن قواعد اللغة الكردية الگرشوني من بغداد )).

عرض مخطوط عن قواعد اللغة الكردية الگرشوني من بغداد مصطفى دهقان الترجمة عن الانجليزية: غياث حسين ...