رضوان شيخو : وقفة مع سياسة الحزب ( الوطنية ) في ذكرى تأسيسه الـ ( 63 )

Share Button

                           

عندما نستذكر الذكرى الثالثة والستين لتأسيس الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية يعني أننا نستلهم معاني بليغة ودروسا غنية من نضال حزب عريق له تجربة تكاد تكون فريدة لأنه وبحنكة قيادته، وخاصة سكرتير الحزب الراحل الكبير الأستاذ عبد الحميد درويش، وكذلك بفضل وعي وتماسك وصلابة أعضائه وكوادره، مر بمنعطفات حادة وظروف بالغة التعقيد والصعوبات، ومع ذلك استطاع الحزب أن يترك بصماته النضالية بسياساته المتوازنة على الساحتين القومية والوطنية.

فاتسمت سياساته بالابتعاد عن التقوقع والانعزالية وتميزت بالمرونة ضمن ما يتوفر له من مجال للمناورة والتكتيك مراعاة للظروف والواقع الميداني المعاش وبذات الوقت بالثبات والصمود فيما يخص حقوق شعبنا وقضيته العادلة كمبدأ استراتيجي لا محيد عنه، أما على الصعيد الوطني، فقد رأى الحزب وأكد باستمرار بأن الشعب الكردي جزء من الشعب السوري وأن قضيته يمكن أن تحل ضمن إطار حل قضية الديمقراطية وسائر المشاكل التي تعانيها البلاد ومن ضمنها المسألة الكردية، ومن هنا بذل الحزب منذ البدايات جهودا مضنية لكسب تأييد الرأي العام السوري لحل المسألة الكردية حلا سلميا ديمقراطيا عادلا إضافة إلى إبداء الحزب نفس القدر من الاهتمام بالقضايا السورية الوطنية العامة كقضية الديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها.

ومن هنا كان حزبنا سباقا في إيمانه بمبدأ التحاور مع الآخر وبادر إلى الانخراط في نشاطات ما سمي بربيع دمشق والذي سرعان ما تم وأده في المهد، ومن بعده المساهمة في تأسيس إعلان دمشق كمنصة معارضة سلمية ديمقراطية وقد انتخب سكرتير حزبنا المناضل الراحل الأستاذ حميد درويش نائبا لرئيس الإعلان وكان دائما يدعو إلى عقد مؤتمر وطني سوري عام وإجراء حوار سوري- سوري لحل القضايا المطروحة وقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية.. ومع ذلك بقى حزبنا بسياساته المتوازنة يحظى باحترام جميع الأطراف على الساحة السياسية السورية، وما كانت الرسالة المفتوحة التي وجهها سكرتير حزينا إلى رئيس الدولة مع بداية الحراك الاحتجاجي في البلاد ومطالبته بتلبية مطالب الناس حيث كانت المطالب حينها تقتصر على إجراء بعض الإصلاحات وعلى استحياء، نقول لم تكن تلك الرسالة إلا من باب الحرص على سورية ومستقبلها وحمايتها من التدخلات الخارجية، إلا ان الرسالة لم تلق آذانا صاغية مع كل الأسف ووقع المحظور ووصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن..

إن حزبنا لا يزال يعمل جاهدا للحفاظ على سياسته المتوازنة بشقيها الوطني والقومي رغم أن الظروف عاكست ولا تزال تعاكس مرارا، ولازلنا نعتقد بان  قضيتنا  تحل في دمشق وليس سواها شرط وجود نظام حكم ديمقراطي تعددي يؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان ويضمن حقوق شعبنا الكردي دستوريا على شكل نوع من الإدارة الذاتية يتم الاتفاق عليه بعيدا عن الاستبداد والقمع ، وسعى الحزب ولا يزال لإيجاد منصة كردية موحدة للتفاوض مع الأطراف المعنية رغم أنه لم يفلح في مساعيه في هذا الاتجاه حتى الآن، ولكننا على يقين بأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح.. تحية للذكرى الثالثة والستين لميلاد حزبنا..

13/6/2020

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 641 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 641 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...