رضوان شيخو: سياسة الإقصاء دليل غير مبشر..

من البديهي أن الوضع الذي مر ولا يزال يمر به شعبنا الكردي في روج آفا وسورية عموما، كان ولا يزال يحتاج قبل كل شيء وحدة الموقف ورص الصفوف لكثرة وشدة المخاطر التي تحيق بنا من كل حدب وصوب، وكان من بين العوائق الرئيسية أمام تحقيق هذا الأمر هي الخلافات السياسية والأيديولوجية بين المجلس الوطني الكردي من جهة حزب الاتحاد الديمقراطي والأحزاب المؤتلفة معه من جهة أخرى، الأمر الذي كان يؤرِّق المخلصين من أبناء شعبنا ويصيبهم بالإحباط، لكن استبشر الناس خيرا عندما تمكنت الولايات المتحدة، وبالتزامن مع مبادرة الجنرال مظلوم كوباني، من جمع الطرفين على طاولة واحدة..

وكنا نحن بدورنا نتأمل خيرا من هذه الحوارات باعتبار أن أية وحدة للصف والموقف الكردي لا بد أن تبدأ بإزالة الخلافات بين الأطراف المختلفة فيما بينها، وهذا كان يعني المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية في سوريا حصرا لأن الأحزاب الأخرى لم تكن تمثل أطرافا خلافية وبشكل خاص حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، لكن مع مرور كل هذا الوقت وبطء المفاوضات والتسريبات التي تأتي من داخل أروقة أماكن اللقاءات فيما يتعلق بالإعلان عن دخول المرحلة الثانية من المفاوضات، وهي مرحلة تشكيل مرجعية كردية يفترض لها أن تمثل كل الشعب الكردي وقواه السياسية، ومحاولات احتكار هذا التمثيل من جانب الطرفين المتحاورين، أو أحدهما على الأقل والمماطلة في إعلان التوصل إلى نتائج إيجابية عن هذه اللقاءات أعادت أبناء شعبنا مجددا إلى دائرة اليأس والتشكيك والقلق لأن الظروف المحيطة لا توفر لنا وقتا مفتوحا إلى ما لانهاية لكي نتخلص من خلافاتنا ومصالحنا وحزازياتنا الحزبية الضيقة.

ومن هنا فإننا نحن أيضا في الحزب الديمقراطي التقدمي بدأنا نشعر بعدم الارتياح إلى ما يجري واعتباره دليلا على عدم توفر النوايا الصادقة والجادَّة، خصوصا تلك الأصوات التي تدعو إلى احتكار تمثيل الشعب الكردي وإقصاء أطراف وأحزاب سياسية أساسية وعريقة في النضال من أجل حقوق شعبنا المشروعة، وفي مقدمتها حزبنا ونعتبر ما يجري شيئا خطيرا وغير مبشِّر على الإطلاق ما لم يتم تجاوزه من خلال إنجاز مرجعية ومنصة سياسية كردية شاملة تمثل جميع أبناء شعبنا بكل شرائحه وقواه بما يسمح لإيصال صوت شعبنا موحدا إلى المحافل السياسية الدولية وبخاصة محفل جنيف لمفاوضات حل الأزمة السورية.
رضوان شيخو