حضرة الفاضل الاستاذ حميد درويش الجزيل الاحترام . .
بعد الدعاء والسلام الأخوي ، أسأل الله ان تكونوا وأفراد بيتكم المباركين ورفاقكم الكرام بخير وهناء ونجاح .
اشكر الله أني رجعت الى فيننا بسلامة ، حاملاً معي أطيب الذكريات عن الاقليم الفتي في النشؤ ، والعريق في الحضارة، كردستان الحبيبة . لقد تركت هذه الزيارة في نفسي أجمل الأثر بسب الفعاليات الكثيرة التي شاركت فيها .
حيث تباركت وسررت بزيارة الاماكن المقدسة الأثرية من دير الشيخ مار متي في سهل نينوى الى لالش في شيخان ، وتمتعت بأجواء الحوار الديمقراطي في المؤتمر الذي دعا اليه أصدقاء برطلي ، والمنعقد في أربيل عاصمة أقليم كردستان . ان مثل هذا المؤتمر ما كان لينعقد في أي مكان من العراق أو بلدان الشرق الأوسط لولا مناخ الحرية والتسامح وقبول الآخر الذي توفره حكومة أقليم كرستنان لمختلف مكونات المجتمع العرقية والدينية المتنوعة . وهذا فخر لنا نحن أبناء الرافدين أن نعيش في مثل هذه الأجواء ، ونساعد على نقل هذه التجربة الى باقي اجزاء البلاد ، والمنطقة عامة .
سررت في السليمانية بلقاء الاخوة الكرام رفاق دربكم نحو الحرية واحترام كرامة الانسان . لقد تركوا جميعاً في نفسي نموذجاً رائعاً عن الكفاح من أجل حياة أفضل لأبناء جلدتهم ولكل انسان . وأعجبت باهتمامكم بنقل وتسليم الرسالة الانسانية الى الجيل الصاعد . أشكركم على استضافتكم لي في بيتكم الكريم ، وكذلك أشكر الاستاذ الفاضل عادل مراد على دعوته الكريمة في بيته المبارك . كم كان رائعاً أن أراكم جميعاً في جو من المحبة والحوار العقلاني تعالجون قضايا الناس والمجتمع والدولة من منظور انساني بغض النظر عن الموروث الديني لكل منكم سواء كان ذلك مسلما أو إيزيدياً ، أو كلدانياً كاثوليكياً . أهنئكم جميعاً من كل أعماق قلبي ، راجياً تعميم رسالتي على أصدقائكم الأعزاء الذين لهم كل التقدير والاحترام ، ولو أني لم أت على ذكر أسمائهم الكريمة لكنها كلها مطبوعة في نفسي .
منذ أن وطأت أرض إقليم كردستان ، كان الاهتمام بزيارتي نوعياً . ومن خلال احتكاكي بباقي ابناء المجتمع خاصة الايزيديين والمسيحيين والصابئة ، وكل من يشعر بأنه مظلوم ، لمست ان اهتمام الدولة بهم جميعاً نوعي أيضاً لتفهمها الجذور التاريخية لهم في أرض الرافدين . ولهذا ما كان قد ذكره الكاهن المرتسم حديثاً في قرية بحزاني القس بولس مستشهدا بقول لفخامة الرئيس مسعود برزاني :” لي عين على كوردستان ، وعين أخرى على المسيحيين ” ، انما هو تجسيد لواقع الحال بان فخامته ينظر الى ابنائه المواطنين كافة بعين المساواة والكرامة . وقد ذكرت ذلك لفخامته عندما نقلت له باسم المسيحيين شكرهم لرعايته الكريمة . وأؤمن بأن ما قال فخامة الرئيس مسعود برزاني في الرعاية الواحدة للمواطنين كافة، هو نفسه ما يقوله ويعمل به فخامة الرئيس جلال الطالباني ، الذي ندعو له بالشفاء العاجل .
سيبقى حلمنا حياً ان نزرع المحبة بين الناس ، وان تنتقل تجربة اقليم كردستان الدمقراطية الى جزيرتنا السورية خاصة ، وسوريا عامة، ليعيش الناس بكل مكوناتهم العرقية والدينية والطائفية والمذهبية في اجواء من احترام وقبول الأخر ، وصون حقوق وكرامة الانسان ، وتوزيع خيرات الارض على الجميع بالتساوي . وهكذا عندما يتحقق العدل يتحقق السلام تلقائياً .
أكرر وافر الشكر والمحبة والتقدير لشخصكم العزيز ولرفاقكم الكرام كافة . وفقكم الله في خطوات السلام . والى لقاء قريب بعون الله .
باخلاص من أخيكم : المطران متى روهم . مطران الجزيرة والفرات
الديمقراطي 5- 12 – 2013