رسالة تعزية من عبد الحميد درويش بوفاة الرفيق عزيز داود

12/4/2013

منذ لحظات علمت بنبأ وفاة الرفيق عزيز داود وقد انتابني حزن عميق وألم شديد هزني من الاعماق. لقد ناضلت والاخ عزيز داود معاً طيلة اربع وثلاثون عاما في حزب واحد، ثلاثون عاما مليئة بقيم النضال الشاق التي واجهناها بكل عناء وأمل، على أن قضية الديمقراطية ستنتصر في سوريا رغم جور الحكام وظلمهم وأساليب الطغيان، وأن الشعب الكردي سينتزع حقوقه مهما مارس الحكام الاساليب العنصرية والشوفينية…

لقد عشنا معاً هذه المرحلة الصعبة التي امتدت لأكثر منذ ثلاثين عاماً بكل مآسيها ووقائعها المرّة التي مررنا بها. لم نكن نملك من مقومات الحياة السعيدة شيئا، ولم نكن نملك من القوة شيئا ايضا سوى الارادة النضالية الصلبة والمبادئ الوطنية لخدمة الشعب التي اهلتنا لان نستمر بعزم الرجال المناضلين، ولم تستطع أجهزة الأمن وجلاوزتها أن تنال من ثقتنا بشعبنا السوري البطل والكردي الباسل، فكنا دائماً على موعد مع مستقبل مشرق يتمتع فيه الانسان السوري بالحرية والكردي بالحقوق القومية مهما تفنن الدكتاتوريين والطغاة بأساليب القهر والتنكيل، وقد شاءت الظروف والاقدار فيما بعد ان نفترق ولكن لم يحل ذلك لأن ننسى تلك المرحلة التي ناضلنا فيها سوية.

واليوم تودعنا ايها الرفيق العزيز عزيز داود الى مثواك الأخير، ليطمئن قلبك، أننا ولن ننسى تلك المرحلة والأيام الحلوة والمرّة التي عشناها وناضلناها معاً، فأبناء شعبنا الكردي يعلمون كم عانينا من السجون والتشريد والحرمان من ابسط مقومات الحياة السعيدة، لكن ذلك كله لم يفت من عضدنا ومن ارادتنا التي كنا نستمدها من شعبنا الكردي البطل الذي لم يبخل علينا بشيء، ومن قيم النضال وما تتطلبه من تضحيات. وأكررها لشعبنا الكردي المقدام بأننا سنبقى على العهد ماضون وسنناضل مابقي من عمرنا من أجل الحرية والديمقراطية للشعب السوري والحقوق القومية للشعب الكردي…

لك أيها الرفيق عزيز تقديري ومحبتي…

عبد الحميد درويش
سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

السليمانية
11/04/2013