راينارد أروز: فقط الخطوط الحمراء في سوريا؟

Share Button

defaultترجمة: زيا براهيم

الحرب: بالرغم من أن الغازات السامة قد حرمت ومنعت من قبل أغلب الدول في العالم، إلا إن هذا السلاح المرعب الفتاك يأتي استخدامه من حين الى آخر.

“المواد الكيمياوية في التسلح” أو “السلاح الكيمياوي” العسكريون يسمونها “الغازات السامة” التي يعتقد أنه استخدم في هذه الأيام في سوريا. هذا السلاح، الذي من المفترض ان لا يكون موجودا بالأساس.

بعد التجربة المريرة في الحرب العالمية الأولى، التي كانت من نتائجها مليون ونصف المليون قتيل ضحايا الغازات السامة، حظرت بعدها بموجب بروتوكول جنيف لعام 1925 استخدام هذا السلاح. فعلى الرغم من أن الحلفاء في الحرب العالمية الثانية كانوا يمتلكون الملايين من الأطنان من السلاح الكيمياوي، إلا أنهم لم يتجرأواعلى استخدامها.

في نفس الوقت في الحرب بين اليابانيين والصينيين فإن اليابانيين استخدموا هذا السلاح الذي ادى الى مقتل وتشويه المئات من الآلاف.

اتفاقية جنيف لعام 1949 جددت من حظرها لإستخدام هذا السلاح وكذلك في معاهدة 1992 لمنع السلاح الكيماوي حظر بشكل نهائي انتاج واستخدام السلاح الكيمياوي.

منذ ذلك الحين صادقت 188 دولة على هذه المعاهدة باستثناء سوريا، العراق وكوريا الشمالية.

المواد المسلحة الكيماوية تتميز عن بعضها بحسب تأثير هذه المواد المسلحة في الرئة والدم والأعصاب والجلد والنفسية. الكمية المستنشقة والمأخوذة تحدد فيما اذا كانت الضحية سيموت.

الأعراض الظاهرية مثل الغيبوبة، التشنجات والرغوة على الفم… الخ، مثل هذه الأعراض هي ليست باثباتات مؤكدة. من اجل تأكيد احد المواد المسلحة يحتاج المرء للفحص باسرع وقت ممكن عينات من نسيج الضحية ( على سبيل المثال الدم، البول) لتحديد لون او نوع الغاز المستخدم.

ولتحديد الطرف الذي استخدم هذا السلاح ليست متعلقا باي شكل فيما ذكر سابقا.

السلاح الكيمياوي يستخدم مبدئيا على شكل جسيمات سائلة من خلال طلقات المدفعية، الصواريخ او اجهزة البخ او الرش من خلال الطائرات.

الجسيمات على العكس الغاز تنتقل او تعبر بدرجة اقل وبذلك فهي تصيب الهدف بدقة وبفعالية اكثر. السلاح الكيماوي هي ليست فقط ذات اسعار متدنية نسبيا ولكن ايضا تقتل وتضر فقط بالبشر وبشكل مغاير للأسلحة التقليدية فان الأسلحة الكيماوية لا تخرب المباني الآليات او البنية التحتية التي من الممكن بعد استخدام السلاح الكيماوي ان يتم تنظيفها من الآثار الكيماوية وان تأخذ بدون ضرر وان يتم استعمالها فيما بعد.

في حرب الفيتنام استخدمت الولايات المتحدة مواد تعرية الغابات “agent Orange” الذي هو نوع عالي السمومية من الدوكسين “Dioxin” يؤثر في تسميم الأجنة هذا يعني انه يضر بالجنين الغير مولود في رحم الأم ويبقى لفترة طويلة في البيئة. آلاف الاطنان من مبيدات التسمم (رش النباتات) لم تجرد فقط الغابات بل انه حتى اليوم فان الملايين من الفتناميين يعانون من التبعات التي خلفتها هذه المبيدات. من الذين يعانون من تاثير هذه الاستخدام حوالي 000 100 طفل الذين يولدون مع تشوهات خلقية.

الضحايا الفيتناميين على العكس من  العسكريين الأمريكيين لم يحصلوا حتى الآن على التعويض وذلك لان “agent Orange” لا يعتبر من ناحية القانون الدولي على انه من المواد المسلحة الكيماوية المحظورة.

يعود آخر استخدام لهذا النوع من السلاح على نطاق كبير الى ثلاثين عاما مضت في حرب الخليج الاولى حيث استخدم صدام حسين هذا السلاح ضد ايران حيث قتل على اثرها اكثر من 000 100 ايراني. واثناء هذه الحرب أهلك صدام حسين باستخدام السلاح الكيماوي 5000 آخرين من مواطنيه الأكراد في شمال العراق بمدينة حلبجة. الجدير بالذكر ان الولايات المتحدة وقفت في هذه الحرب الى جانب صاحب الإبادة الجماعية صدام حسين، صدَروا عن طريق CIA الى صدام الأحداثيات التي يتواجد فيها القوات الإيرانية.

أغلب الظن ان مصدر العناصر الأساسية  والمعرفة العالية “know­how” لأجل إنتاج المواد المسلحة التي استخدمتها  العراق مثل ( Tabun, Sarin, Senfgas, Cyanid) والمخططات اللازمة لبناء مراكز الأنتاج التي قد تكون مصدرها الشركات الألمانية. في عام 1988 عندما طالبت إيران بإدراج هذه الجرائم “كجرائم ضد الإنسانية” ـ مثلما يدين اليوم وزير الخارجية الألمانية فيسترفيله استخدام السلاح الكيمياوي في سورية ـ من أجل إدانتها من قبل مجلس الأمن. فإن هذا الطلب اصطدم بحق الفيتو من قبل الولايات المتحدة.

إذاً فإن الخطوط الحمراء ليس فقط اليوم وليس فقط من قبل سوريا قد تم تجاوزها.

المقالة مترجمة من جريدة ZEITUNG MITTELBAYERISCHE والمنشورة بتاريخ 31.08.13

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 639 من الديمقراطي

صدور العدد الجديد (639) من جريدة الديمقراطي باللغتين العربية و الكردية. الافتتاحية : من المعلوم ...