أوضح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أن مصطلح ‘كردستان’ كان مستخدما في بدايات عهد الجمهورية التركية، بعد تأسيسها على يد مصطفى كمال أتاتورك، وهذا المصطلح مسجل في محاضر الجلسات البرلمانية.
جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية، ردا على انتقادات أوساط معارضة تركية، في مقدمتها حزب الحركة القومية، بشأن استخدام أردوغان مصطلح ‘كردستان العراق’، وذلك في كلمة له السبت الماضي، بولاية ديار بكر، أثناء ترحيبه برئيس إقليم شمال العراق، مسعود بارزاني، الذي زار الولاية تلبية لدعوة من رئيس الوزراء التركي.
وأضاف أردوغان مخاطباً، الذين يتهمونه بالعمل على تقسيم البلاد، بسبب استخدامه لمفردة ‘كردستان’ :’فلينظروا إلى سجلات البرلمان، سيرون كلمة كردستان في أولى المحاضر’، وتساءل: ‘هل كان أتاتورك أيضا انفصاليا، هل كان النواب الذين استخدموا كلمة كردستان في ذلك الوقت، بدورهم انفصاليين’.
وأشار أردوغان الى أنه لا يمكن بناء دولة كبيرة في ظل الخوف من الكلمات والمفاهيم، ومن المحظورات التي أوجدها من يخافون منها، مؤكدا أنه حان الوقت للتخلص من الاعتقاد بأن الدولة ستتعرض للتقسيم بمجرد غناء أغنية ما، أو ارتداء ملابس مختلفة، أو في حال قال أحدهم شيئا مختلفا، ومشدداً على الروابط الأخوية المتينة بين مكونات الشعب.
وأكد أردوغان أنه لا يوجد على أجندة الحكومة إصدار عفو عام، في معرض رده على مزاعم تتهم الحكومة بالسير نحو إصدار هكذا عفو، تستفيد منه عناصر منظمة ‘بي كا كا’ الإرهابية، ويفضي إلى إطلاق سراح زعيم المنظمة، عبدالله أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد.
يشار إلى أن زعيم حزب الحركة القومية، ‘دولت باهتشلي’، وجه انتقادات شديدة إلى تصريحات أردوغان خلال زيارة بارزاني، حيث لفت باهتشلي إلى أن رئيس بلدية ديار بكر، استمد شجاعة من التطورات، ورحب ببارزاني قائلا:’ أهلا وسهلا بكم في كردستان الشمالية، وفي مدينتكم’.
وخاطب باهتشلي أردوغان متسائلا: ‘السيد رئيس الوزراء، أين تقع كردستان الشمالية؟ هل تؤيد كلام رئيس البلدية الذي مسكت يده، هل تدعم هذا الكلام؟’.
وكان مسعود بارزاني أكد أن زيارته لمدينة ديار بكر في جنوب شرق تركيا، تهدف لدعم عملية السلام الداخلي التي تشهدها تركيا.
يذكر أن عملية سلمية انطلقت في تركيا من خلال مفاوضات غير مباشرة، بين الحكومة التركية وأوجلان، بوساطة حزب السلام والديمقراطية، وبحضور ممثل عن جهاز الاستخبارات التركية، وذلك بهدف إقناع المنظمة بإلقاء السلاح، في مسعًى لتحقيق السلام وحل مشكلة الإرهاب في تركيا.
وشملت العملية في المرحلة الأولى وقف عمليات منظمة ‘بي كا كا’ الإرهابية، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطا كبيرة، فيما تتضمن المرحلة الثانية عددا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد، وصولا إلى مرحلة التطبيع، التي سيجري من خلالها مساعدة أعضاء المنظمة، الراغبين بالعودة إلى البلاد، والذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة، على العودة والانخراط في المجتمع.
نقلا عن القدس الع