د. نضال حاج درويش: الكرد والهجمات الشوفينية

Share Button

images رغم ما تعرض له الكرد من جرائم وإنكار للهوية من قبل الأنظمة الشوفينية العنصرية المتعاقبة على سدة الحكم في سورية إلا أن الكرد حافظوا على هويتهم القومية والوطنية وكانوا وما زالوا أكثر إخلاصاً من غيرهم في خدمة الوطن والدفاع عنه, وكانوا من أكثر من نادى بالأخوة العربية الكردية.

ولا نحتاج إلى شهادات حسن سلوك من أحد في إثبات ذلك الأمر. ما نشره الأستاذ علي فرزات على صفحته في الفيسبوك ما هو إلا حلقة من مسلسل طويل لا ينتهي من اتهام الكرد بالإنفصال وما إلى ذلك من ألفاظ غير مقبولة بحق الكرد ونضالهم في سبيل إحقاق الحق والعيش بكرامة كغيرهم من شعوب الأرض.

هذه المواقف ومثيلاتها ما هي إلا نتيجة لما زرعه النظام خلال نصف قرن من ثقافة إنكار الآخر ومحاولة طمس كل ما له علاقة بالهوية الكردية والتي سنحصد ثمنه لفترة طويلة بالتأكيد. أي أننا نحتاج إلى بعض الوقت لإحداث تغيير في بنية العقل المجتمعي العربي, هذا فيما إذا سقط النظام ؟ وتسلم حكم البلد أناس يؤمنون بالديمقراطية منهجاً في الحكم ويؤمنون بأن سورية لجميع أبنائها.

كان من المفروض على السيد علي فرزات وأمثاله إذا كانوا يودون فعلاً بناء سورية جديدة لكل السوريين بمختلف إنتمائاتهم, سورية تسودها مبادئ العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات, كان عليهم أن يعملوا على نشر ثقافة التسامح والمحبة وتقبل الآخر وتبيان أن ثقافة الإلغاء ستؤدي إلى نتائج كارثية لجميع الأطراف.

في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها البلد تستدعي الضرورة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه تكاثف جهود جميع فئات المجتمع لمواجهة آلة القتل والدمار, من شروط نجاح هذه المهمة, هو بناء جسور الثقة من خلال الاعتراف بالأخطاء وشجب وإدانة كل ما هو سلبي ومن أي جهة كانت, لا أن نبني مواقفنا بناء على رغباتنا وأهوائنا ونطلق التهم جزافا بدون التفكير بالعواقب السلبية التي قد تنجم عنها.

ما يحصل الآن على أرض الواقع يثبت عكس ما يجب أن يكون من حيث سكوت المعارضة بجميع أطرها السياسية بخصوص ما يحدث في المناطق التي يتواجد فيها الكرد من قبل الجماعات الجهادية والتي تدخل في خانة جرائم الحرب من عمليات القتل والتشريد والخطف على الهوية وقصف المناطق المأهولة بالسكان بالمدفعية والهاون. ولتبرير المعارضة موقفها السلبي تجاه ما يحدث تقوم بكيل التهم للكرد وكأنهم هم من ساهمو في تدمير البلد, هذه المواقف السلبية زادت من شكوك الكرد بعدم جدية المعارضة في التعامل مع الملف الكردي وعززت لديه القناعة بأن القادم ليس بأفضل من الموجود.

إزاء هذه المواقف يجب على الكتاب الكردي تمالك النفس والاحتكام إلى العقل والرد المتوازن بعيداً عن التشنج والإنفعال والترفع عن الكلام البذيء والشتائم التي تضر بقضيته العادلة أكثر مما تنفع. على الجميع في هذه المرحلة دفع المنظمات والأحزاب الكردية الموجودة على الساحة باتجاه الوحدة وتنظيم الصفوف لمواجهة ما يهدد الكرد في وجودهم, بوحدتنا تزداد قوتنا التي تمكننا من فرض حقوقنا العادلة على الآخرين وتجعلنا رقماً صعباً يصعب تجاهلها.

وأنا على يقين بأن الكرد سيحصلون على حقوقهم وإن تاخرت من خلال أخذهم من مناهل العلم وتسلحهم بالثقافة وتغليبهم العقل على العاطفة, فحقوقنا مشروعة وليست زكاة أو منة من أحد.

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 88 من جريدة التقدمي

  صدر العدد (88) من جريدة التقدمي الشهرية الصادرة عن مكتب الثقافة و الاعلام في ...