ما يجري في سورية هو عملية إبادة (جينوسايد) بكل المقاييس إنها محرقة. وسوف تثبت الأدلة لاحقا أنه حتى الأرقام التي تبدو الآن مهولة هي أرقام متواضعة قياسا بالعدد الحقيقي للضحايا. لم يكن بإمكان النظام السوري المتهاوي والمنخور بالفساد وهو “في عزه” أن يقوم بمثل هذه الإبادة الوحشية البهيمية من دون الدعم المثابر الذي يتلقاه من حلفائه المدفوعين بالطائفية والمصالح، ولولا انتهازية ما يسمى ب”أصدقاء سورية”.
…المصيبة الثانية التي حلت بالسوريين وابتلوا بها هي نشوء معارضة مسلحة لا علاقة لها بدوافع الثورة واهدافها تثبت ما سعى النظام لإثباته لناحيةالبدائل:
اما النظام أو فوضى الجماعات المسلحة والقاعدة. ربما فقد النظام في سورية شرعيته حتى دوليا، لكن من يعمل ليل نهر على إعادة الشرعية له (في عيون براغماتية غربية وشرقية) هو حركات إسلامية متطرفة ليس ليها رؤية ولا برنامج لتنظيم مجتمع. والجمل والشعارات غير المترابطة التي تكررها وتزعم أنها رؤية لا يمكن أن تحظى بشرعية في أي مكان لا في الغرب ولا في الشرق، لا عند المسلمين ولا غير المسلمين، لا في سورية ولا في بقية العالم العربي.
ثمة من حاول بداية أن يقنع الآخرين أن هذه الحركات تقاتل ولكنها لن تطرح كبديل للنظام في حكم سورية. ولكننا حاليا نشهد تقديما غير نقدي لها كبديل في وسائل إعلام مؤيدة للثورة من يفعل ذلك يرتكب جريمة بحق الثورة والشهداء والضحايا والشعب السوري، وبحق قضية الديمقراطية في المنطقة .أهم ما قاله الجولاني في لقائه مع تيسير علوني على قناة الجزيرة