د. خليل سيد اسماعيل: وقف اطلاق النار في سوريا

Share Button

مرت عدة أيام على وقف أطلاق النار المعلن من قبل مجلس الأمن تحت رقم 2268 على أن يدوم خمسة تنزيل (1)عشر يوماً و قابلة للتمديد بعد ذلك , و تنفيذ القرار الصادر من مجلس الأمن رقم 2254 و تعرف هذه الهدنة بهدنة القوة على سوريا برعاية الروس و الأمريكان مع ترك هامش كبير لانهيار هذه الهدنة.
اما اذا درسنا الهدنة فنجد فيها ثغرات عديدة منها:
1- استبعاد الحكومة التركية كلياً عن الحوار مع العلم إن الأتراك كانوا يعتقدون بأنه سوف لن يحدث على الساحة السورية أي تطور بدون أن يكون للأتراك الدور الرئيسي في تغيير النظام السوري, و لكن ان الهم الأساسي للنظام التركي كما هو معلوم هو القضاء على اماني الشعب الكردي في الحرية أو أي تطور ايجابي لصالح الكرد, حيث أفسحوا المجال لداعش بحرية التحرك ضد السوريين و الكرد تحديداً, أما الأتراك فيقصفون الكرد بدلاً من قصف داعش حيث شمل القصف التركي القرى الكردية في كوباني و عفرين و الجزيرة مما أدى إلى استشهاد الأبرياء بإضافة إلى YPG و لكن عزل تركيا كليا عن الساحة الدولية ( في مجال الهدنة) و حصرها في زاوية ضيقة يزيد من تحيزها لداعش من ناحية و كذلك من مشاكل الحكومة التركية مع الكرد الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة في كردستان تركيا أي ازدياد ضغطها الغير المحدود على الشعب الكردي . وهذا يؤثر سلباً على مسألة الحل السلمي للقضية الكردية و الوضع الداخلي بشكل عام.
2- أما الاتفاق الذي تم في 27/2/2016 فهو بين الروس و الأمريكان و دون مشاركة الدول الأوربية أيضاً كبريطانيا و المانيا وفرنسا( التي ترى نفسها حليفةً للثورة السورية منذ بدايتها ), أي ان اوروبا بأكملها مستاءة من هذا الاتفاق و مع ذلك تم الموافقة على وقف اطلاق النار, لأننا نرى الغرب لم يلعب دوراً بارزاً في الاتفاقية سوى بالموافقة و ابداء الرأي الايجابي.
و الأمر السلبي ان هامش انهيار وقف اطلاق النار كبير جداً حتى اذا استمرت الهدنة , مما يلزم جبهة النصرة تسليم مقراتها إلى كتائب معتدلة أو إلى جيش الحر ان وجد.
و بحسب الواقع المرير الذي يمر به الشعب السوري من الضروري ان تستمر الهدنة بالرعاية الامريكية و الروسية و العمل الجاد من اجل ايجاد الحل السلمي الذي يضمن الحرية للشعب السوري بكل مكوناته .
أما إذا تم تحقيق السلام في سورية فما هو المتوقع ان يحصل , يبدو ان الطرفان جديان في احلال السلام و الاستقرار هذه المرة و كل طرفاً يتجنب الاصطدام بالأخر و يعمل لتمرير اجنداته الخاصة لتعزيز موقعه في منطقة الشرق الأوسط مع العلم ان لكل منهما نقطة ضعف حيث نرى الروس يقاتلون بشراسة و لا يهمهم الابرياء و لكنهم يعانون ازمة اقتصادية لا يريدون التورط اكثر في الحرب المقبلة ساعين لإعادة مجدهم القديم .
اما الأمريكان يسعون لعدم التدخل البري و يهمهم عدم قتل الابرياء في ضرباتهم الجوية قدر امكان ساعين لبناء هيبتهم في منطقة و يحاولون توريط الروس أكثر من الازم يقيناً منهم بعدم و جود انصار للروس على ارض الواقع و عدم امكانية النظام على السيطرة على كامل الاراضي السورية لأن السنة لا يقبلون السيطرة العلوية كما كان في السابق و لا العلويون يقبلون بالسيطرة السنية و لا حتى الاكراد لا يقبلون سيطرة الطرفين كما في السابق.
أما إذا اصطدم الامريكان و الروس على ارض السورية سيكون ذلك كارثةً على منطقة برمتها و ستصبح أتفاقية سايكس بيكو و كذلك حدودها في مهب الريح و التي لم تراعي اساساً حقوق الشعوب في المنطقة .
أما نحن فنتمنى ان يتحقق السلام و تعم الحرية و الديمقراطية و تحصل الشعوب على حقوقها المشروعة و في مقدمتهم شعبنا الكردي المظلوم .
4/3/2016

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجيد 636 من جريدة الديمقراطي

صدر العدد الجديد 636 من جريدة الديمقراطي وهو عدد خاص برحيل الرفيق عمر جعفر عضو ...