أخبار عاجلة

درويش للنهار المصرية: الازمة السورية تمر بمنعطف خطير.. و الحل قوات حفظ سلام دولية على الأرض

Share Button

1416/5/2013

حذر عبد الحميد درويش القيادي بالمجلس الوطني الكردي السوري المعارض و سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا من سيناريو خطير اصبحت ظلاله تهيمن على الساحة السورية التي تشهد حرباً شرسة وصلت إلى استخدام النظام للأسلحة الكيميائية لابادة الشعب، مما سيكون له تداعياته على سوريا و المنطقة برمتها.

و نبه في حواره لـ “النهار” إلى أن الأطراف الاقليمية و الدولية فشلت في التوصل غلى حل سياسي للأزمة نظراً لأطماعها و اجنداتها الرامية الى تقسيم سوريا و تدمير بنيتها التحتية، و بالتالي تهديد أمن و استقرار المنطقة، كاشفا ان الحل الوحيد للأزمة السورية يكمن في ضرورة بسط سيطرة قوات حفظ سلام دولية على سوريا و بما يؤدي الى الانتقال الى مرحلة تحقق تطلعات الشعب السوري في بناء سوريا الغد.. و الى سياق الحوار:

* الازمة السورية وصلت الى مرحلة بالغة التعقيد.. فكيف ترى آفاق تلك الأزمة؟

– للأسف الأوضاع في سوريا تتجه نحو مزيد من التعقيد و ذلك لأن الجهات الداخلية و الخارجية التي تدخلت بالموضوع السوري أصبحت لا تعد و لا تحصى خاصة الدولية منها، و أصبح لها دور خطير حيال الأزمة السورية و الخطورة تكمن في أن هذه الدول لا تريد حلاً معيناً، بل تريد لسوريا أن تظل بهذا الوضع لفترة أطول، و ما زلنا لا ندري طبيعة أهدافها .. و في تقديري أن قسماً كبيراً من هذه الدول يريد تدمير البنية التحتية لسوريا، بالاضافة إلى إطالة أمد الحرب الأهلية حتى تصبح البلاد جسداً بلا روح.

* الا ترى أن ذلك من شأنه إتاحة المزيد من الفرصة لإطالة امد النظام السوري ؟ و ماذا عن استخدام الاسلحة الكيميائية المحرمة دولياً ضد الشعب المطالب بالديمقراطية؟

– لاشك ان النظام السوري هو جزء اساسي من العملية الشائكة الراهنة، فالنظام لم يطرح حلاً طيلة الفترة الماضية كما أنه لم يستجب للحلول العملية التي كان من المأمول ان تخرج سوريا من هذه المأساة، أما عن الأسلحة الكيميائية فليس لدينا معلومات دقيقة في هذا الصدد، و لكن يبدو أن امريكا و بريطانيا و فرنسا اصبحت تملك ادلة بأن هناك أسلحة من هذا النوع قد استخدمت ، و هذا أمر بالغ الخطورة و سيقود إلى سيناريو أسوء.

* منذ البداية عارضت التسليح فكيف ترى حرص اطراف اقليمية و دولية على دعم المعارضة السورية بالسلاح؟

– منذ البداية حذرت من التسليح الذي سيقوي النظام بالأساس فالحرب في سوريا ستكون في صالح نظام الأسد، و التجربة أثبتت أن اللجوء إلى السلاح دعم بقاء النظام بالأساس و أدى إلى عسكرة الثورة و إلى حرب أهلية و ليس حرباً ضد النظام.

* و كيف ترى استقالة معاذ الخطيب عن رئاسة الائتلاف الوطني لقوى الثورة و المعارضة السورية؟

– معاذ الخطيب رجل وطني صادق، و كان الأمل معقود عليه بأن يلعب دوراً وطنياً في إنهاء الصراع و العنف القائم في سوريا، لكنه اصطدم بواقع مؤلم و مر.. لم يتمكن حياله من لعب دور من شأنه انقاذ البلاد من هذا الخراب، و لهذا استقال، و برأيي أنه كان على صواب حينما حاول انقاذ سوريا بطرح مبادرته للحوار مع الحكومة، فكانت مبادرته جيدة و آرائه على صواب، لكنه فشل بسبب أن القوى الدولية التي تريد الحرب و الدمار اكبر من مبادرة الخطيب و مؤيديه.

* و كيف تقيم حكومة غسان هيتو و هل هي قادرة على العبور بالأزمة؟

– أعتقد أن هذه الحكومة لن تستطيع أن تفعل شيئاً و هي الأخرى ستستقيل قريباً او الانزواء في مكان آخر و لن تتمكن من تقديم شيء للشعب السوري بديلاً عن هذا التدمير الذي يطال كل شيء، و كلما تعقدت الأمور فان المستفيد الاساسي هو النظام، كما ان انقسام المعارضة شكل سبباً آخر لهذا التعقيد الذي نعيشه بالاضافة إلى تشتتها و عدم القبول من بعضها الحوار مع النظام.

* و كيف ترى ما تردد عن اعتزام الأخضر الابراهيمي الاستقالة من مهمته في سوريا، و هل كانت قرارات قمة الدوحة السبب الرئيسي وراء ذلك؟

– برأيي أن الابراهيمي لم يغضب من قرارات قمة الدوحة بمنح مقعد سوريا للمعارضة السورية و انما استنفذ من المهمة الموكلة اليه و التي أصبحت غير قابلة للتحقيق، فرأى أنه غير قادر على تحقيق شيء رغم صولاته و جولاته، و لم يجد املاً في الأفق للنجاح ، و لهذا انفعل في كثير من المواقف و كانت تصريحاته انفعالية الاساس.

و اتصور ان قرارات قمة الدوحة لم تكن سوى جزء من غضبه و نيته في التخلي عن مهمته لكنها لم تكن الاساس وراء استقالته.

* تقصد ان ضغوطاً مورست عليه و قللت من شأن مهمته؟

– لا شك أن منح مقعد سوريا للمعارضة أو عدم منحه هو المعضلة و هو أمر لم يوقف الاقتتال الداخلي و سيل الدماء، فالاولوية يجب أن تكون نحو وقف العنف و حمامات الدماء في سوريا.
و حتى الآن نحن لا نرى افقاً للحل للأزمة السورية، و أود هنا أن أؤكد انه لا يوجد سوى حل واحد لتلك الأزمة و هو بسط السيطرة الدولية من خلال نشر قوات حفظ سلام دولية في سوريا، و لا يوجد حل فاعل سوى ذلك الأمر لايقاف العنف و الصراع الخطير الدائر في سوريا على أن تشمل هذه القوات عناصر من الولايات المتحدة الامريكية و روسيا و الدول الكبرى لتحل محل النظام و المعارضة، و هذا الأمر يحتاج غلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي و عدم اعتراضه بالفيتو.

* و كيف ترى دور الجامعة العربية حيال الأزمة السورية؟

– بصراحة الجامعة العربية ليس بيدها مفتاح الحل و انما اصبح دورها قاصر على ابداء الاراء السياسية، كما ان هناك دولاً استعلت الأزمة لتجد من سوريا حلبة لتصفية الحسابات اقليمياً و دولياً، و احذر هنا من المخططات الرامية لتقسيم سوريا، و أؤكد أنه لا أحد سوري لديه حس وطني صحيح يريد تقسيم سوريا، فهذا أمر خطير يخدم مصالح و اجندات اخرى، و الشعب السوري يجب أن يحافظ على وحدته، و أود الإشارة هنا إلى أن ما يتردد عن رغبة الأكراد في تقسيم سوريا أمر غير حقيقي فهذا ضد مصلحتنا، و نحن نرغب في وحدة سوريا مع منح حقوق الشعب الكردي القومية في سوريا و أن يعيش كريماً آمناً كباقي الشعب.

* وسط هذا التعقيد .. هل ترى أن الثورة السورية فشلت؟

– لا لم تفشل لكنها اتجهت الى منعطفات خطيرة و خاطئة، و لا أعتقد ن هناك فرصة لنجاح النظام بنسبة 10 بالمائة، و في ذات الوقت فان حظ النجاح و فرصة الثورة السورية بات قليلاً للغاية، و عليه فان هناك أحد امرين أما حل سياسي – يكون النظام جزءاً اساسياً منه – أو فرض سيطرة قوات حفظ السلام الدولية عن طريق مجلس الأمن لتشرف على سوريا و تضع حلولاً لمشاكلها بما يؤدي إلى اجراء انتخابات حرة وتفضي إلى رئيس منتخب و مرحلة مستقبلية تخدم تطلعات الشعب السوري، و اعتقد أن روسيا و ايران و الصين و غيرهم عليهم أن يقبلوا بهذا الحل للخروج من الأزمة الطاحنة التي تمر بها سوريا.

* كمؤتمر وطني سوري كردي.. ما هي جهودكم و انشطتكم المبذولة من اجل التوصل إلى حل؟

– نحن جزء من المعارضة السورية و كباقي الأطراف نريد حلاً سياسياً سلمياً لهذا الوضع الماساوي المؤلم في سوريا، فالاكراد السوريون أيضاً يعانون التشرد و الجوع و الحرمان و النزوح، فالعشرات هاجروا إلى تركيا و العراق و الأردن، و بالتالي الحل السياسي أصبح ملحاً للجميع الآن ، و نعمل على أن نكون جزءاً من الحل و نأمل أن تنجح الجهات الوطنية في ايجاد حل على أساس أحد امرين: أما ان يكون سياسياً و يخرج الاخضر الابراهيمي بنتائج ايجابية نهائية، و إما أن تكون قوات حفظ سلام دولية تسيطر على الأوضاع في سوريا، فقد واجه الإبراهيمي انسداداً في مواقفه و لم تساعده الدول العربية في مهمته قدر ما تعمل هي في الاتجاه الخاطئ، و لذلك يريد أن يكون بعيداً عن التأثير العربي.

* و هل ترى أن دور مصر غائبة عن ممارسة دور فاعل تجاه الأزمة السورية؟

– مصر لا تزال بعيدة عن الدور الذي كنا نامله منها تجاه سوريان و مرتبكة و منشغلة بمشاغلها الداخلية التي ابعدتها عن سوريا، و أرى أن أمد الازمة السورية قد يطول مما قد يؤدي إلى فقدان المزيد من الشعب السوري.

* و كيف ترى تحالف جبهة النصرة و القاعدة؟

– كان هذا الأمر أحد مخاطر الازمة السورية و التي تقوي نظام الحكم  في مواقفه، مما سيكون له تداعياته على سوريا و المنطقة برمتها.

 

 

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

برقية تعزية من الأخ يوسف زوزاني (نائب رئيس مؤسسة الرئيس مام جلال) برحيل المناضل عمر جعفر

برقية تعزية من الأخ يوسف زوزاني (نائب رئيس مؤسسة الرئيس مام جلال): الرفاق أعضاء المكتب ...