لاشك بأن الثورة السورية السلمية بدأت ضد الظلم والاستبداد والفساد، وجُوبهت بالعنف والقتل من قِبل النظام الحاكم في البلاد كي يثبت روايته و موقفه والذي هو بأنه ليست هناك مظاهرات سلمية تطالب بالحرية والعدالة بل هناك مؤامرة كونية تستهدف سوريا عن طريق جماعات إرهابية ،ومع مرور الأيام انحرفت الثورة عن مسارها السلمي نحو العسكرة، وكان الخاسر الأكبر فيها الشعب السوري بجميع مكوناته ،ودماراً للبنية التحتية في البلاد ،وتشرد أكثر من ثلث الشعب السوري في الداخل و في الخارج بمخيمات النزوح في دول الجوار.
ومع استمرار الأزمة في البلاد ظهرت داعش وجبهة النصرة وأخواتها التي هي بكل تأكيد هي تنظيمات إرهابية مخترقة من قبل أجهزة المخابرات المحلية والإقليمية والدولية ومنها؛ مخابرات النظم الحكم في سوريا.
وأن ما يحدث في كوباني وما حدث في شنكال خير دليل على ذلك، وأن استهداف الوجود الكردي في مناطقه وأرضه، يثبت بأن هذا التنظيم ليس بتنظيم إرهابي فقط, بل تنظيم شوفيني حاقد على الكرد وهو يعمل وفق اجندات إقليمية بحتة.
ولكن المقاومة الكردية التي أبدتها وحدات حماية الشعب( YPG ) أفشلت كل مخططاتهم العدوانية والشوفينية تجاه الكرد وجاء اتفاق دهوك لتعزز تلك المقاومة من إرسال البيشمركة إلى كوباني واتفاق الطرفين الرئيسين في روجآفا وتوحيد صفهم.
أن اتفاقية دهوك جاءت لردم الهوة بين الطرفين وتوحيد الموقف الكردي في روجآفا وبإدارة رئاسة الإقليم وبمباركة من قِبل أطراف دولية معينة، تبدو أنها ترى في الأكراد عامل استقرار في المنطقة ويمكن الاعتماد عليهم في أي تسوية سواء محلية او إقليمية في ظل الصراعات التي تعج بها منطقة الشرق الأوسط وتبقى العبرة بالتنفيذ وتقيّد الطرفين ببنود تلك الاتفاقية على أرض الواقع.
نقلا عن موقع http://buyerpress.com/