خمسة خيارات لإنشاء محكمة خاصة بجرائم الحرب في سورية

Share Button

1d40067cdeدعا الخبير القانوني الامريكي الن وايت الى انشاء محكمة دولية – سورية مختلطة ، وقال ان “محكمة جرائم الحرب السورية” يجب انشاؤها في لاهاي وعليها ان تكون مدعومة من الامم المتحدة، “من اجل التسريع في عملها وتقليص نفقاتها ،واعتبر وايت، في شهادة ادلى بها امام لجنة “افريقيا، وحقوق الانسان، والصحة العالمية، والمنظمات الدولية” التي يترأسها في الكونغرس الامريكي ، ان المحكمة الدولية السورية تحتاج الى مكاتب في دولة مجاورة لسورية من اجل العمل على الارض، والتواصل مع الشهود وحمايتهم، اذ ان معظم الادلة في محاكم من هذا النوع تأتي من الشهود، وعبّر وايت عن تأييده التام لمشروع القانون المطروح بهدف إنشاء المحكمة وقال ان “ضمان محاسبة الاسد وآخرين ممن ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وجلبهم امام العدالة، ممكن من خلال محكمة جزائية مستقلة”.
من جانبه أعتبر البروفسور دافيد كراين أستاذ القانون في جامعة سيراكوز أن “محكمة الجنايات الدولية” فشلت في القيام بدورها او في تحقيق اي نتائج تساهم في محاسبة مرتكبي جرائم الحرب او ثني آخرين عن ارتكابها , وكراين المشارك في تأسيس مشروع “المحاسبة في سورية” الاكاديمي الذي عمل على توثيق كل الاعتداءات والاعمال العسكرية في سورية وفهرستها زمنيا ، وتدوين تواريخها، وتصنيفها حسب تجاوزها للقانون , وقال كراين ان في الحالة السورية، هناك خمسة خيارات، الاول هو اللجوء الى “محكمة الجنايات الدولية”، وانجازات هذه متقلبة، وبالكاد يمكنها التعامل مع الملفات التي تعمل عليها وتحقق فيها , والخيار الثاني، هو تشكيل محكمة دولية – سورية على غرار البلقان وراوندا ولبنان، لكن الامر يتطلب قرارا صادرا عن مجلس الامن الدولي بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، وهو امر متعذر نظرا لاستخدام روسيا حق النقض , أما الخيار الثالث هو محكمة اقليمية على غرار محكمة سيراليون، وهذه أيضاً تحتاج الى قرار دولي، فيما الخيار الرابع، وهو انشاء محمكة محلية ذات طابع دولي قد يكون متعذرا بسبب الحاجة الى صيغة دولية. لذا، يعتقد كراين ان الخيار الافضل هو محاكمات محلية، وهذه ستحتاج الى التوصل الى سلام في سورية قبل البدء بالعمل بها.

من جانبه قل ستيفن رادمايكر المسؤول القانوني السابق في ادارة الرئيس جورج بوش , ان بعض المحاكم في يوغوسلافيا السابقة والسودان، تم انشاؤها كوسيلة ضغط لردع حكومات عن ارتكاب جرائم عندما يكون الغرب في موقع لا يرغب فيه بالتدخل عسكريا , اما في محاكم مثل راوندا، فتم انشاء المحكمة بسبب شعور المجتمع الدولي بالذنب بسبب هول المجازر, وأضاف رادمايكر ان امام محاكم من هذا النوع عقبات كثيرة منها انها قد تقضي على فرص التوصل الى تسويات بين فريق الضحايا وفريق مرتكبي الجرائم في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب. كذلك، يمكن للحكومات السورية المقبلة ان تعمل اما على استخدام هذا النوع من المحاكم للانتقام سياسيا، او تحاول مواجهتها خوفا من ان تطال مرتكبي جرائم فازوا بالحرب واصبحوا في صف الفريق الحاكم.

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد 84 من جريدة التقدمي

صدر العدد (84) من جريدة التقدمي الشهرية الصادرة عن مكتب الثقافة و الاعلام في منظمة ...