عفرين مدينة الزيتون تقع في أقصى شمال سورية ,تسكنها غالبية ساحقة من الكورد، وهي التي تعجها منذ بداية الثورة كباقي أخواتها من المدن الكردية بالنازحين السوريين من محافظات الأخرى الذين هربوا من وبائل قصف ونار المدفعية وبطش النظام، فأستقبل أهل عفرين أخوانهم في الوطن برحابة الصدر وطيبة القلب.
أما القصير “المدينة الصغيرة التي يسكنها حوالي 50 ألف مواطن سوري وأغلبهم من أهل السنة,سكانها أعتمدوا على أنفسهم بشكل كبير في تأمين لقمة عيشهم.
حررها الجيش الحر من النظام في وقت سابق, الأن يحاول النظام وبدعم مباشر من حزب الله اللبناني لأستعادتها لما تمثل هذه مدينة من نقطة أستراتيجية لخارطة جديدة للنظام للدويلة العلوية في حال سقوطه وهذا يعد من أسباب البعيدة لحملة الأسد نصر الله على مدينة القصير.
إلا أن المفارقة الكبيرة هو : في وقت يحشد النظام قواته وبمشاركة واسعة من مقاتلين حزب الله في محاولة السيطرة على مدينة القصير وبأستعمال مختلف أنواع الأسلحة، أعلن من حلب أكثر من 20 كتيبة عسكرية متشددة محسوبة على الجيش الحر حملتها على مدينة عفرين في إطار ما سمي تطهير مدينة من نظام وشبيحته في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية.
يبقى مفاجئة أكبر للكورد هو مشاركة بعض كتائب كردية في مجلس الثوري الكردي في هذه الحملة والجدير بالذكر مجلس الثوري الكردي لا يعترف بالقوى والأحزاب الكردية ومعظمهم في نظر هذا المجلس عملاء للنظام وهم يعملون تحت جناح تلك الكتائب المتطرفة التي تريد غزو مناطق كردية .
وما خلفت تلك الأشتباكات من القتل والضرر للطرفيين المحسوبين للمعارضة، ومثل هذه النزاعات لا تخدم سوى النظام الذي طالما حاول جاهدا إيجاد الشرخ في صفوف المعارضة وأحداث فتنة قومية وطائفية وقد نجح في ذلك إلى حد ما
هنا السؤال: لماذا في وقت قرر النظام وحليفه حزب الله أن يدكا القصيربجميع أنواع الأسلحة وقتل الأبرياء هناك، قرر تلك الكتائب دك عفرين ببنادقهم في محاولة لفرض شريعتهم المتشددة على اهل المدينة؟
ألم يكن من الأجدر لهم ـأي تلك الكتائب ـ الذهاب إلى مدينة القصير ومساندة أخوانهم من الجيش الحر لصد هجمة النظام وحزب الله الشرسة التي تحمل بين طياتها حقد طائفية؟
أليس الشعب السوري حمل السلاح من أجل حماية جميع السوريين ؟
إذا مدينة القصير تقصف وتدمر ويقتل أهلها من قبل عدو مفترض لتلك الكتائب، لماذا يوجهون فوهة بنادقهم بأتجاه مدينة عفرين؟
أعلنوا في بيانهم هدفهم هو ضرب وحدات حماية الشعب الكردية المتعاونين مع النظام (حسب تعبيرهم)، لكن الهدف الأساسي والبعيد هو الدخول إلى مناطق الكردية ومنعهم من حصول على حقوقهم ,لا يمكنهم رؤية كورد وهم يديرون شؤونهم ويحكمون أنفسهم لأنهم أي تلك الكتائب أداة في يد أعداء الكورد لذلك هم ينفذون أوامر .
الأنسان لا يستطيع تغيير جلده وسلوكه بسهولة ومن تربى على ثقافة البعث وإنهاء الأخر يحتاج وقتأ طويلا حتى يتقبل الأخر، لهذا هناك من يسمون أنفسهم بالمعارضين ويودون تطبيق ديمقراطيتهم وشريعتهم بعقلية الأقصاء لكن بوجه ولون وشكل أخر
الأهم في الأمر هو غالبية الشعب الكردي يرفض دخول أي قوى إلى مناطق الكردية وتحت أي ذريعة كان وهذا ما صرحت به الهيئة الكردية العليا مرارا وهي تمثل غالبية الشعب الكردي السوري .