لا يخفى على احد من المهتمين والمطلعين على الشأن الكردي الكم الهائل من الخلافات والتناقضات داخل الحركة الكردية والتي تفوق عدد احزاب الحركة الكردية , يعجز المرء العاقل في ايجاد المسببات الواقعية لتلك الخلافات من كثرتها حتى تبدو إنها ليست إلا شماعة للهروب من المسوؤلية التاريخية في الوقت الحالي لاهمية وحساسية الوضع الداخلي والعام وتلك الخلافات جلها لا يتجاوز مجرد اختلاف في الرأي وخلافات غير كردية سورية وليست بالخلافات الجدية ولكن الى متى سنبقى اسرى لنزاعات المصالح الاقليمة على حساب مصلحة قضيتنا العادلة حتى في مثل هذا الظرف والذي كان الأحرى من الحركة الكردية بقاداتها واحزابها الالتفاف حول بعضهم البعض وكلنا على دراية تامة بكمية الاتفاقات والتفاهمات الموقعة فيما بينها والتي لم تتجازو الكثير منها مرحلة الحبر على الاورق فمن “هولير 1 ” الى اتفاقية دهوك مروراً بتفاهمات “هولير 2 ” ولا تزال الحركة الكردية بعيدة كل البعد عن تطلعات الشعب الكردي في نضاله لنيل حقوقه القومية المشروعة حتى بات نصف الشعب يتهم الحركة بعدم تحقيق أي شي للشعب الكردي، والنصف الأخر مازال يبحث عن مأوى في احد الدول الاجنبية .
فلنعد سويةً بالذاكرة ونستطرد من التجربة الكردية العراقية حينما تنازل الطرفين الرئيسيين عن الكثير من المنافع الحزبية من اجل الذهاب الى بغداد برؤية موحدة بعيداً عن الخلافات الحزبية , أليس علينا الآن الاستفادة من الظرف لتحقيق المراد , ها هي مرة اخرى جنيف تطرق ابواب السوريين لتبحث لهم عن مخرج من جهنم الازمة السورية وها نحن مرة اخرى نتلكأ في التوحد او حتى الخروج برؤية سياسية موحدة تكون ورقة ضغط على الطاولة والتي حتى الان لا ترى في الكرد اي ثقل على الرغم من احقيتهم في التمثيل وكل ذلك نتيجة للخلافات التي تعيشها الحركة الكردية , كعادته يطل علينا عبدالحميد درويش بطرحه مباردة والتي من المفترض ان تكون خطوة اولى على طريق العودة عن الخطأ ولكن تكثر الأسئلة في اذهاننا حول هل من اذان صاغية لذلك الصوت الداعي للعدول عن التكبر والتفاخر وبدل من التشرذم الانطلاق في تطبيق تلك المباردة، ولتكن هناك لمرة واحدة فقط اتفاقية بمسمى ” قامشلو ” , هل يجب علينا التفكير اكثر في تطبيق امر سيجنبنا الكثير والكثير , حركة المجتمع الديمقراطي بات كل همها منافسة المجتمع الدولي ففي كل اجتماع أممي حول مستقبل سوريا في ظل غيابها نراها تعلن ومن طرف واحد مشروعاً خاصة بها فمن الادراة المؤقتة الى الأدارة الذاتية فالفيدرالية المعلنة أخيراً لترفض من طرفها المشاركة في وفد كردي مستقل يحمل تطلعات الشعب الكردي في جنيف والطرف الأخر ليس بأفضل منه فالمجلس الوطني الكردي رفض الفكرة متحججاً بأنهم ممثلون ضمن وفد الهئية العليا للتفاوض والتي ابرز ماتحمله للشعب الكردي هي وثيقة بني أدم على لسان رئيسها الزعبي
الم يحن وقت التفكير في القضية الكردية فالأمة الديمقراطية للمجتمع الديمقراطي والتعايش السلمي للمجلس الوطني لم تحقق لنا الى الآن سوى مخاض من العقلية الشوفينية البعثية التي جار عليها الزمن همها الوحيد محو الكرد من الخريطة السورية , الم يحن الوقت …… لا أدري ….. أصبحت افكر في العدول عن حديث محمد (ص) ” خلافات امتي رحمة “