حسن سيف الدين : “كورونا” من المتسبب ، الانسان ام الحيوان؟

Share Button

فيروس كورونا المستجد الذي أقام الدنيا ولم يقعدها منذ شهور ، ليس سوى جزيئات متناهية الصغر،غير حية ، تتكون من مادة وراثية وبروتين وغشاء دهني ،لا تتكاثر إلا داخل خلايا معينة و يصيب الحيوانات والنباتات والإنسان ، وهومن عائلة فيروسات كورونا ، التي عرف منها حتى الآن سبعة أنماط فقط تنتقل من الحيوانات الى الإنسان، منها أربعة فيروسات تظهر أعراض خفيفة ، بينما الثلاثة الاخرى قاتلة و خطيرة ، منها : “سارس” الذي ظهر في الصين في 2003، وانتقل من قط الزباد البري الى الانسان ، وميرس كورونا الذى ظهر عام 2012 فى الشرق الأوسط والسعودية ، وانتقل عن طريق الجمال للإنسان، ولكن Covid19 هوالأشد خطورة رغم النسبة المئوية القليلة للوفيات مقارنة مع سارس ، لكنها تنتشر كالنار في الهشيم ، وهذا هو سبب وصوله الى معظم دول العالم في فترة زمنية قصيرة منذ اكتشافه في ووهان الصينية ، واصبح وباءاً عالمياً.
في البداية اتجهت الأنظار من قبل الباحثين نحو الخفافيش كمصدر وخازن للفيروس ، لأن تسلسل سلالة فيروس الخفاش مطابقة بنسبة ٩٦% لفيروس Covid19 .
ووفقا لأرنو فونتانيت، الباحث في معهد باستور الفرنسي، فإن المرض “لم ينتقل مباشرة من الخفافيش إلى البشر، بل إن ثمة حيوانا آخر لعب دور وسيطا، ووقع الاختيار على البنغول(آكل النمل) لأن تسلسل سلالة الفيروس مطابقة للفيروس المتعايش في البانجول بنسبة 99٪ ، وبالتالي يعتقد بأنه هو الخازن الأساسي الذي حدث فيه التحور للفيروس ونتج عنها Covid19 .
ويقول إيريك ليروي، عالم الفيروسات والطبيب البيطري، إن معرفة نوع الحيوان سيؤدي إلى نتائج علاجية سريعة وفعالة كما حدث مع قط الزباد، المستودِع لفيروس سارس ، وإلا فقد يستغرق الوقت للقضاء على كورونا الجديد عدة سنوات.
وعن حقيقة انتقال فيروس كورونا المستجد من الحيوانات الأليفة الى الانسان، لم يثبت حتى الآن انتقاله من القطط والكلاب والحيوانات الأليفة إلى البشر، لكن هذه الحيوانات قد تصاب بمستويات منخفضة من المرض إذا نُقل إليها من البشر.
وتم التوصل الى هذا الاستنتاج من قبل إدارة الزراعة والثروة السمكية والمحميات في هونغ كونغ بعد إصابة كلب بعدوى من صاحبه .
ولا يوجد حاليا أي دليل على أن الحيوانات الأليفة يمكن تكون مصدرا للإصابة بمرض كورونا المستجد كما هو بين البشر، لكن من الممكن أن تلعب الحيوانات المنزلية دورا وسيطا بنقل المرض ميكانيكيا بين البشر.
وبهذا نستطيع ان نقول ، صحيح أن المصدر والخازن الأساسي لهذه الفيروسات الخطيرة هي الحيوانات ، وخاصة البرية منها ، ولكن تدخل الانسان الجائر في الحياة البرية واستهلاك لحوم هذه الحيوانات والاتجار بها ، جعله المتسبب الرئيسي للمرض، حيث وصل إلى حد ممارسة الجنس مع الخفاش ، ففي الثقافة الصينية الحديثة هناك معتقد ان هذه العادة المشينة تطيل العمروتزيد الحظ و تحسّن الرؤية .
فحسب صحيفة ديلي ريبورت الصينية، التي تقول أن الشخص الأول المتسبب بانتشار فيروس كورونا في الصين ، كان قد مارس الجنس مع الخفافيش وحيوانات أخرى.
وكذلك حجر الحيوانات بشكل مختلط في أسواق وحدائق الحيوان يعد السبب الرئيسي لتلاقي وتحورهذه الفيروسات الخطيرة وانتقالها الى الانسان وبالتالي تهديد الانسانية.
رغم ذلك ما زالت الكرة في ملعب المجتمع الدولي ، فيما اذا اراد ان ترسو سفينة الانسانية على برالأمان في هذه المرة وأن لا تتكرر هذه الأوبئة وربما بشكل اخطر في قادم الايام ، وعلى الدول ان تركز على التعاون الدولي لمواجهة هذه الأوبئة الخطيرة و التركيز على التوعية الصحية للمجتمعات البشرية وصرف المزيد من الأموال من قبل الحكومات على القطاع الصحي ومراكز الابحاث والمستشفيات بدل التناحر وصرف الأموال على الأسلحة والحروب.

الطبيب البيطري : حسن سيف الدين/ المانيا

Share Button

عن PDPKS

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صدور العدد الجديد 641 من الديمقراطي

صدر العدد الجديد 641 من جريدة الديمقراطي التي يصدرها الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ...