في الاونة الاخيرة تشهد الساحة الكوردستانية العديد من المبادرات الصادقة بغية تقريب وجهات النظر بين الاحزاب و الشخصيات المنضوية في المجلس الوطني الكوردي و الأحزاب و التنظيمات المنضوية في الادارة الذاتية الديمقراطية (الفيدرالية مؤخرا) ,كانت اخرها مبادرة الأستاذ حميد حاج درويش سكرتير حزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا و الذي تشكل مبادرته خطوة مهمة جدا على طريق الوحدة و إصلاح ذات البين و أتت نتيجة دراسة تحليلية معمقة لما آلت إليه الظروف و التطورات السياسية نتيجة التشتت و التعنت الكوردي الداخلي , و الخوف من ما ستؤول إليه الاوضاع من عدم اعتراف دولي بحقوق الشعب الكوردي المشروعة و تجاهل مصالحه العليا.
فما تسرب من الوثيقة المشؤومة لستيفان ديمستورا المبعوث الدولي الى سوريا و المشرف المباشر على المباحثات السورية في جنيف و تصريحات الرئيس السوري الفاقد للشرعية و المعارضة المنغمسة بالفكر الفاشي على حد سواء و التي تصب جميعها في خانة أنكار الحق المشروع للشعب الكردي,في هذه اللحظة المفصلية في تاريخ نضال شعبنا يتطلب من الاحزاب و الحركة الكوردية جميعا أخذ مبادرة السيد حميد حاج درويش بعين الاعتبار بكل جدية و تطبيقها دون تأخير و مماطلة لانها دعوة تعبر عن مطلب عموم الشعب الكوردي,لأن التطورات مقلقة و تشكل منعطفا خطيرا في تاريخ كردستان سوريا و عموم منطقة الشرق الأوسط,و المتابع للشؤون الكردية و السورية يدرك ذلك جيدا لأن تصريحات الأسد لا تبشر بالخير و تقرع ناقوس الخطر بأن هناك معركة قوية قادمة بين الكرد المطالبين بالفدرالية وبين النظام الذي يصرح علنا بأن سورية بلد صغير بالنسبة لنظام الفدرالية و خاصة ان تصريحاته هذا تاتي بعد الانتصارات العسكرية التي حققها قواته مؤخرا نتيجة الدعم الجوي الروسي و يتمدد من جديد في المناطق التي خسرها سابقا كمنطقة تدمر الإستراتيجية,لذلك لا يمكننا أن نحلل الأمور من زاوية واحدة ونقول أن الكرد انتصرو ,صحيح هناك انتصارات عسكرية كبيرة و لكنها وحدها لا يؤدي بالضرورة الى الاعتراف الدولي بحقوق شعبنا,و قد تتغير المعادلات في أي لحظة و جنيف خير شاهد على فشل الدبلوماسية الكردية المرتبكة الخجولة الفاشلة نتيجة التشتت الداخلي
وحسب قناعتي أذ تم تطبيق مبادرة الأستاذ حميد حاج درويش الحكيمة ستحل جميع قضايانا القومية و الوطنية لأن الحل يكمن في تشكيل وفد كوردي موحد يطالب بحقوق شعبه المشروعة في الفدرالية ضمن اطار مباحثات و مفاوضات جنيف و في جميع المحافل الدولية و هذا الوفد اذا تم تشكيله بتوافق الجميع سيحظى بثقل كبير و اعتراف دولي على نطاق واسع.
ولذلك فمن واجب كل وطني يحب وطنه و شعبه ان يسعى بكل طاقته لانجاح هذه المبادرة التي ربما تكون بمثابة طوق نجاة للأحزاب الكوردية و آخر فرصة للوحدة الكوردية الداخلية لان بعدها لن يفيدنا اي شيئ و ولنأخذ العبر من اعدائنا الذين لا يتفقون على اي شيئ سوا على انكار الحقوق شعبنا المشروعة و لذلك يجب علينا حتى اذا اختلفنا في كل شيئ يجب ان نتوحد ضد اعدائنا و على مطلب الفدرالية لشعبنا و نرفع صوتنا معا في كل الساحات لتحقيق ذلك و ألا سنخسر جميعا و مسيرة التاريخ لن يرحم احدا.
جياب خابور-كاتب كوردي