قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأحد إن بشار الأسد لا يمكنه أن يكون جزءاً من الحكومة الانتقالية , وقال كيرى”هناك بعض الدول التي كانت تريد من الولايات المتحدة ان تفعل شيئاً في ما يتعلق بسورية ولكننا فعلنا شيئاً آخر” , وأضاف “أننا جميعا نشترك في الهدف وهو .. تشكيل حكومة انتقالية يمكنها أن تعطي شعب سورية الفرصة لاختيار مستقبله” , وتابع “أننا كذلك نعتقد أن الأسد بسبب فقدانه لسلطته المعنوية لا يمكن أن يكون جزءاً من ذلك .. لا أحد لديه إجابة على السؤال كيف يمكن إنهاء الحرب طالما أن الاسد موجود هناك”.
وقال كيري انه ربما تكون بين الولايات المتحدة والسعودية خلافات حول سوريا، ولكنها تتعلق بـ”التكتيك” وليس بالهدف , وهو انتقال السلطة في هذا البلد , ومن المقرر ان يلتقي كيري اليوم العاهل السعودي بعد وصوله الرياض أمس ولقائه الامير سعود الفيصل سبل “انهاء الحرب في سوريا , وأوضح كيري انه في ما خص الملف السوري، فإن المحادثات التي “لا نزال نجريها مع السعوديين تتمحور حول افضل السبل لمساعدة تحالف المعارضة وجناحها العسكري لتأكيد الثقة بأنفسهم للذهاب الى جنيف والشعور بأنهم على استعداد لمحاورة النظام بمساعدة الموفد الخاص الاخضر الابراهيمي”.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية متحدثا قبل زيارة الوزير جون كيري للقاهرة والرياض إن الوزير سيوضح للسعوديين إن إيران لن يكون مرحبا بحضورها المحادثات السورية ما لم تقر اتفاقا سابقا يدعو الأسد لترك للسلطة , وأضاف المسؤول “إيران لم تفعل ذلك ولن يكون ممكنا حتى بحث إمكانية مشاركته بدون ذلك.” وشدد على أن الأمر يتعلق “بمجرد التأكد من أنهم يفهمون التفاصل التي تؤكد كم نتخذ موقفا حازما”.
فيما نقلت جريدة الوطن السعودية عن مصدر دبلوماسي أميركي تأكده أن روسيا عرضت على الولايات المتحدة منذ فترة طويلة موضوع تنحي الأسد، واشترطت عدم توجيه ضربة عسكرية للنظام عقب استخدامه السلاح الكيماوي بريف دمشق أواخر أغسطس الماضي. وأضاف المصدر أن “التراجع الأميركي عن معاقبة نظام دمشق عسكرياً كان مقابل تنحي الأسد عن السلطة، وتفكيك الترسانة الكيماوية السورية، وهو العرض الذي قدمت موسكو ضمانات لتنفيذه، لكنها اشترطت عدم الإعلان عن ذلك إلا قبيل مؤتمر جنيف 2 حفاظاً على صورة النظام”. وأضاف “خلال الاجتماع الثلاثي الذي ضم الولايات المتحدة وروسيا وإيران تم التأمين على ذلك العرض، حيث أبدت طهران موافقتها على رحيل بشار
وقد شدد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن بلاده والولايات المتحدة متفقتان على أنه “لا دور للأسد في المرحلة المقبلة”، وأن واشنطن والرياض ماضيتان في العمل لحلّ قضايا المنطقة بعيداً عن العاطفة، مشدداً على أن اعتذار السعودية عن عضوية مجلس الأمن لا يعني انسحابها من الأمم المتحدة.
وأكد الفيصل أن العلاقات الأميركية السعودية تقوم على الاحترام المتبادل بين البلدين، مبيناً أن اعتذار السعودية عن مقعد مجلس الأمن يعود إلى قصور المنظمة الدولية عن التعامل مع قضايا الشرق الأوسط.
وقال سعود الفيصل إن العلاقات الحقيقية بين الأصدقاء لا تقوم على المجاملة؛ بل ترتكز على الصراحة والمكاشفة، وطرح وجهات النظر بكل شفافية، ومن هذا المنظور فمن غير المستغرب أن تشهد الرؤى، والسياسات بين المملكة وأميركا نقاط التقاء، واختلاف، وهو أمر طبيعي في أي علاقة جادة تبحث في كافة القضايا.
وقال وزير الخارجية السعودي إن بلاده تدرك أهمية المفاوضات لحل الأزمات على أن لا تطول، واصفاً المجتمع الدولي بـ”العاجز عن وقف العنف في سوريا”.
وشدد الفيصل على أن إزالة الأمم المتحدة للسلاح الكيمياوي لم ينجح في وضع حدّ للقتل في سوريا، وأن اختلاف السعودية مع واشنطن على التكتيكات للوصول إلى المرحلة الانتقالية، منددا بوجود القوات الإيرانية – التي تحسنت علاقاتها بأميركا – في سوريا، الأمر الذي يتناقض مع حديثها عن حسن الجوار.
كيري: مناقشات بناءة مع السعودية
من جهته وصف وزير الخارجية الأميركي جون كيري مناقشاته مع السعوديين بالبناءة، مبدياً إعجابه بحكمة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فيما أشار إلى أن جمع الدول في جنيف 2 هو لدعم تنفيذ جنيف 1 بأسرع وقت.
ورحّب كيري ببيان الجامعة العربية الداعم لجنيف 2، مشيراً إلى أن بلاده تتشاور مع السعودية وشركائها الآخرين للإعداد للمؤتمر، وأن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي بالنسبة للأزمة السورية.
وأبان عن أن الولايات المتحدة لن تقف جانباً مع استمرار الأسد في استخدام السلاح ضد شعبه، مشدداً على وضوح موقف واشنطن الواضح لدعم الائتلاف السوري والمرحلة الانتقالية في جنيف 2، وأن “أوباما قال إنه سيستخدم ما بوسعه من قوة لحلّ مشاكل المنطقة”.
وقال كيري إن واشنطن تقدر قيادة السعودية لدعمها الائتلاف السوري المعارض، مؤكداً أن السعودية شريك أساسي ومستقل للولايات المتحدة.
خيارات التعامل مع إيران
وحول العلاقات الأميركية الإيرانية قال كيري إن أوباما لا يستبعد أي خيارات للتعامل مع إيران، مؤكداً أن واشنطن تنتظر من إيران أفعالاً وليس كلاماً، وأنه لو بقي الاثنان بلا اتفاق فسيكون أفضل من أي اتفاق سيئ.
أما عن الوضع في لبنان واليمن ومصر فعلّق كيري: “ناقشنا سبل منع حزب الله من تحديد مستقبل لبنان”، وكذلك دعم الحوار في اليمن، موضحاً أن واشنطن ملتزمة بدعم القاهرة لتجاوز المرحلة الانتقالية